على مدى عقود، كانت الدهون المشبعة تعتبر الأكثر ضرراً في البرامج الغذائية، لكن العلماء توصلوا اليوم إلى أن السكر هو أسوأ منها بكثير، ومسؤول عن معظم الأمراض القاتلة، من بينها أمراض القلب والسكري من النوع الثاني والزهايمر وبعض أنواع السرطان.
والابتعاد عن "السم الابيض" مهمة ليست بالسهلة، لا سيما وأنه من المكونات التي يصعب تجنبها. فالشركات المصنعة تضعه في العديد من الأطعمة من أجل جعل منتجاتها أكثر جاذبية، من بينها الحساء والصلصات والمعكرونة والخبز، وكذلك الكعك والبسكويت. لكن الخبر السار هو أن في الإمكان التغلب على إدمان السكر ومنع المخاطر الصحية التي يسببها على المدى الطويل. نحن نستهلك الكثير من المشروبات و الأطعمة، مثل الكعك والبسكويت والخبز الأبيض والمعجنات اللينة، وهي مأكولات تحتوي على الكثير من "السم الأبيض"، ما يجعل السكر يتدفق في الاوعية الدموية .
هذا الواقع يدفع البنكرياس إلى إطلاق هرمون الانسولين الذي يسيطر على مستويات السكر، لكنه أيضاً يسرع تحويله إلى دهون. الأنسولين يحاول السيطرة على السكر الزائد عن طريق إرغام الكبد على تحويل البعض منه إلى غليكوجين الذي يتم تخزينه لوقت لاحق في الكبد. وهناك أيضاً مخازن للغليكوجين في العضلات.
لكن ما أن تتخزن العضلات والكبد بالسكر، حتى يبدأ الكبد في تحويل السكر الزائد الى دهون تسمى الدهون الثلاثية "تريغليسريد"، وهذه تمتد إلى مجرى الدم وتؤدي إلى انسداد الشرايين وزيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية، كما أنها تتخزن في جميع أنحاء الجسم وتؤدي إلى ردود فعل التهابية، مما يتسبب في تلف الأنسجة والشيخوخة المبكرة.