السخرية و الاستهزاء
نستدل من الآيات و الروايات الشريفة على اهتمام الشارع بنحو بالغ بشأن المؤمن و شرفه ، حتى كانت حرمته فوق كل الحرمات و هتك حرمته يعد من أكبر الكبائر و بمنزلة سفك دمه حتى أن الله تعالى ربط المؤمن بنفسه في قوله {الله و لي الذين آمنوا} ، و من أبرز ما يؤدي إلى هتك حرمة المؤمن السخرية عليه شتمه و الطعن عليه و الإذلال و إهانته و هجائه و إيذائه . و في هذا الموضوع سوف نتناول السخرية و الاستهزاء .
تعريف السخرية و الاستهزاء :-
هو محاكاة أقوال الناس أو أفعالهم أو صفاتهم أو قولهم قولاً أو فعلهم فعلاً أو إيماءً أو إشارة على وجه يضحك منه و يؤذي المستهزأ به .
تعريف و معنى آخر :-
الاستحقار و الاستهانة و التنبيه على عيوب و النقائص على وجه يضحك منه و يكون ذلك بالمحاكاة بالقول أو الفعل أو الإشارة أو الإيماء .
فالسخرية و الاستهزاء لا ينفكان على الإيذاء و التحقير و التنبيه على العيوب و النقائص .
حكم السخرية و الاستهزاء /
السخرية و الاستهزاء من المحرمات في حق من يتأذى به لما فيه من التحقير و الاستصغار للمؤمن ، و أما من جعل نفسه مسخرة و يظل فرحاً من أن يسخر به فلا يحرم ذلك ،
قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خير منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن، ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب، بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان، ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون } ،
فلعل الذي تسخر به استصغاراً له يكون خيراً منك حقيقة و واقعاً .
من مظاهر السخرية و الاستهزاء :-
هناك صور كثيرة للسخرية و الاستهزاء أذكر بعض الأمثلة على ذلك ….
1/السخرية أو الضحك على كلام الشخص سواءً في طريقته أو كيفية ….
2/السخرية أو الضحك على صورته و خلقته أنه قصير القامة أو به حول أو أو أو ..
3/السخرية أو الضحك على ضعف عقله ––غبائه-.
4/السخرية أو الضحك على لباسه …
5/السخرية أو الضحك على وضع الشخص المادي .
سبب السخرية و الاستهزاء :/
للسخرية و الاستهزاء أسباب متعددة أهمها :
1/العداوة .
2/التكبر .
3/ إرادة إضحاك ط§ظ„ط¢ط®ط±ظٹظ† و ط§ظ„طھط³ظ„ظٹط© .
4/مرافقة أهل السوء و مجاملتهم بالتمثيل بهم .
5/تحطيم مكانة ط§ظ„ط¢ط®ط±ظٹظ† .
علاج السخرية و الاستهزاء /
و يتم علاج هذه الرذيلة بصورة عامة و بشكل تفصيلي :
أولاً العلاج العام /
بالعلم :
أ/أن يعلم أنه بالسخرية و الاستهزاء بالمؤمن يتعرض لمعصية من الله تعالى و سخطه .
ب/أن يعلم أنه كما لا يحب أن يسخر به أحد من الناس ، فكذلك ط§ظ„ط¢ط®ط±ظٹظ† لا يحبوا أن يسخر بهم أحد .
ج/أن يعلم الإنسان أنه في يوم من الأيام قد يصاب بنقص في شيء متعلق بجسده أو أهله أو ماله –الدنيا دار البلاء- فكما لا يقبل بسخرية ط§ظ„ط¢ط®ط±ظٹظ† منه فلا يخر من غيره .
د/ أن يعلم الإنسان أنه مهما بلغ من الكمال الخلقة و المكانة فهناك من هو أحسن منه خلقة و مكانة و أفضل منه و قد يسلط الله عليه فيسخر منه .
هـ/ أن يعلم أنه قد يسخر و يستهزأ بولي من أولياء الله تعالى و هو لا يعلم .
و أما العلاج التالي :
بالعمل
أ/ المراقبة التامة للنفس و محاسبتها .
ب/ معاهدة النفس بعدم السخرية و الاستهزاء بالآخرين .
ج/ التفكير في الكلام قبل التلفظ به فإن كان خيراً و إلا فليصمت .
ثانياً العلاج التفصيلي :-
و يكن ذلك بالنظر إلى السبب الباعث له على السخرية و الاستهزاء و علاجها ، فمثلاً علاج السخرية و الاستهزاء بسبب ط§ظ„طھط³ظ„ظٹط© و إضحاك ط§ظ„ط¢ط®ط±ظٹظ† …
أ/ التفكر في نفسه أنه بإضحاكه للآخرين على المؤمن كيف يكون حاله يوم القيامة و فضيحته يوم القيامة على رؤوس الخلائق.
ب/أن يفكر كيف يريد إضحاك ط§ظ„ط¢ط®ط±ظٹظ† و لا يبالي بسخط الله تعالى .
ج/أن يعلم أن الله تعالى قادر على أن يسلط عليه من يسخر و يستهزأ به .
فالذي ننصح به هو أن نلتزم تقوى الله وأن نعلم حرمته وما نفعله من الاستهزاء بعباد الله، وأن هؤلاء الذي سخرنا منهم قد يكونون في حقيقة الأمر خيراً منا وإن بدا في الظاهر خلاف ذلك.
ينهى تعالى عن السخرية بالناس، وهو احتقارهم ظˆط§ظ„ط§ط³طھظ‡ط²ط§ط، بهم، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: الكِبْر بطر الحق وغَمْص الناس. ويروى: وغمط الناس. والمراد من ذلك: احتقارهم واستصغارهم، وهذا حرام، فإنه قد يكون المحتقر أعظم قدرا عند الله وأحب إليه من الساخر منه المحتقر له
ثم يجب ان نعلم أن بهذا الفعل نمكن هؤلاء الناس الذين سخرنا منهم من حسناتنا يوم القيامة فيأخذونها بدون كره ولا تعب بعد أن تعبنا في كسبها وتحصيلها, فإن لم يكن لنا حسنات حملوا علينا من أوزارهم وسيئاتهم بقدر ما أسأنا إليهم وخضنا في أعراضهم, وكفى بذلك حسرة ورادعا عن الوقوع في هذه المعصية.
أما الأشخاص الذي يخوضون أمامنا في أعراض الناس وعوراتهم ،فهؤلاء ينبغي علينا تذكريهم بحرمة ذلك الفعل وقبحه وأن هذا من الغيبة المحرمة، ويمكنكم أن تستعينوا في ذلك ببعض الفتاوى تبين فيها قبح الفعل وحرمته….موسوعة الفتاوي
فإن لم يستجيبوا في ذلك يجب علينا أن تعتزل مجالسهم (مواضيعهم) التي فيها استهزاء بالآخرين لأن الإنسان إذا لم يستطع إزالة المنكر عليه أن يزول عنه،
لأنه في يوم القيامة لا يوجد عذر لمن اغتاب الناس أو استهزاء بهم وسخر منهم