في أحد استفتاءات ملحق الشباب والذي كان بعنوان ( أي شريك حياة يريده الشباب) كان هناك واقعية فيما تمنته الفتيات من صفات شريك الأحلام وفيما نجده عند زواج الفتاة العربية.
فالذي تتمناه الفتاة العربية من مؤهلات ومكتسبات وصفات في الشريك العاطفي لا يختلف عن الصفات التي تطلبها في الزوج, وما لاحظته أن رؤية الفتاة العربية في الشريك تتقوقع أغلبها على الدخل المادي الجيد وهو العنصر الأساسي الآن في الحياة و اكتسابه لصفات أخلاقية حميدة و قدرة متميزة على فهم الزوجة ضمن تفكير حداثي غير تقليدي و يمتلك قسم جيد من الرومانسية الواقعية,
أما ما لوحظ عن الشباب فان صفات اختيار الصديقة (غالبا ما يطلق الشاب العربي كلمة حبيبة على أي فتاة تود الارتباط به لما تحمل هذه الكلمة من طمأنينة داخل الشريكة) غير مشروطة وذلك لأن دور الحبيبة لا يشكل له شيء للمستقبل !!!!!!!
فالشاب اليوم يقف أمام هذا الكم الهائل من الجميلات والمتحررات فكريا و الباحثات عن العلاقات العاطفية مما أصبح الشاب العربي يرفض فكرة التوقف طويلا أمام فتاة تريد حياة عاطفية دائمة بأفراحها وأحزانها , و كان أكثر ما أذهلني و أيد رأيي في ذلك الاستطلاع قول أحد الشباب ( من المؤكد أني لن أتزوج من الفتيات اللواتي أحببتهن في الجامعة) هذه الجملة تلخص طريقة التفكير الغريب للشاب العربي حيث يريد أن ينتقل من حياة عاطفية إلى أخرى, وأن يكون دوما شهريار عصره ولو علم أن أختا له ابتسمت في وجه أي شاب لقامت شرقيته و تناسى ما كان عليه قبل قليل, و يسعى دوما لخوض العلاقات العاطفية على أن يصل عند الزواج لامرأة لم تسمع أذنها كلمة جميلة أو ترى عينها غمزة سريعة, غريب حقا الشاب العربي يريد أن يعشق بنات الأرض و يتزوج من نساء القمر
.
هذا هو ذنب المرأة العربية التي أسرفت في تقليد أسلوب الحياة للمرأة الغربية و تناست أنها تعيش في جو شرقي, أم هو ذنب الشباب الذي كذب عليها بأنه الآن يعجب بالشخصية الحديثة لها.
طبعا كان دوما يدور سؤال في عقلي, لماذا أعطوا المرأة كل هذه الحداثة و الحرية وتناسوا عقلية ط§ظ„ط±ط¬ظ„ ط§ظ„ط´ط±ظ‚ظٹ حتى وصلنا إلى هذه المعادلة الصعبة التي تنتج بعد أي تجربة عاطفية ( اللي بتحكي معي بتحكي مع غيري) متناسيا أن التي أحبته و (حكت معه) اختارته هو ولم تختر غيره, فاو عملنا استفتاء بين الشباب لمن يريد أن تكون له حبيبة تجلس معه يوميا في الكفتيريا و تتكلم معه ليلا بالموبايل, و تشاركه أحزانه و بطولاته , لخرجنا بنتيجة أن 90% من الشباب يحبذون هذا أي أنه سيكون هناك ماض عاطفي لأكثر من 90% للفتيات, و إذا كانت صفات المرأة المحافظة في نظر الشباب هي تلك التي يستحيل أن تدخل علاقة عاطفية, وكلامها دوما مع الرجال قليل و مختصر, و لباسها محتشم, فإذا كانت نسبة الذين يريدون الزواج من فتاة محافظة في الاستفتاء هي %, فمن أين نحضر نساء لشباب هذا اليوم إذا كان الشاب من سن 12 و حتى الزواج يسعى للحصول على علاقة عاطفية و يريد في النهاية أن يتزوج من امرأة محافظة لم تخض أي تجربة عاطفية ظانا نفسه أنه الوحيد الذي يحلم بذلك أو أنه أناني التفكير يريد أن يحصل هو على محافظة و غيره على مجربة.
يعاني دوما ط§ظ„ط±ط¬ظ„ العربي أزمة في التعبير عما يجول مما أكسبه هذا الارتباك, ففي الوقت الذي يريد أن يكون زيرا في العزوبية يسعى لأن يقوقع نفسه بشخصية (سي سيد) في البيت, والصحيح أن الذي يريد حياة زوجية شرقية كاملة عليه أن يسعى هو و أبناء جيله لتمهيدها منذ الصغر.
الغريب الذي أذهلني عدم المصداقية في باقي الاستفتاء فيما اقرأه و ما أعيش به و ألاحظه في مجتمعي, فعندما يختار 45% من الشباب أنهم لا يهمهم عمل المرأة و أنهم مستعدين للارتباط بامرأة عاطلة عن العمل, هذا حقا ما قيل في الاستفتاء, وهذا ما يجول في الجلسات العاطفية, و خاصة عندما تكون الحبيبة غير متعلمة أو تخصصها نادر الحصول على فرصة عمل, وهذا الخداع يستمر حتى يفكر الشاب جديا بالزواج, فيضع الشرط الأول الراتب والوظيفة لتساعده على السكن في منطقة فاخرة ودفع قسط السيارة بسهولة, و الأكثر غرابة ما جاء في الاستطلاع أن نسبة 35% فقط يحبون الفتاة الجميلة و 35% فقط يحبون البيضاء و 10% فقط يحبون الشقراء.
هل يعقل هذا ؟ لماذا يستمر الشباب في خداع أنفسهم و غيرهم, فأنا منذ صغري و أجد أن أكثر النساء شهرة و تميز و تلفت انتباه الشباب في كل مكان هي المرأة الجميلة, و الجمال دوما كان يغطي على كثير من الصفات الأخرى كالأخلاق و خفة الروح و الذكاء و الثقافة.
و يستطيع أي إنسان أن يجلس في الجامعة أو في أي حديقة و يلاحظ عيون الشباب أين تتجه, و أنهم لا ينتظرون سماع كلامها أو اختبار فكرها للحكم عليها فيكفي لون العيون و الشعر و جمال الوجه.
آن الأوان لأن تخرج المرأة العربية من عالم الكلام الرومانسي الذي تخدع فيه لتصحو و تعرف ما الذي يدور حولها في عقول الشباب, حيث رفض 79% من الشباب الزواج عن حب, فلماذا أجد 90% من الشباب الذين يملكون هواتف خلوية لا يستعملونها إلا من أجل ما يظنون بأنه الحب, و معظم الفائدة المرجوة من الأناقة و العطور من أجل اصطياد قلب فتاة لعالم الحب, و التناقض الأخير و المذهل الذي نتج عن الشاب العربي الذي اشترى معظم دواوين نزار قباني و يسمعون بنات الحارة …. و المدرسة آلاف الكلمات الرنانة أن نسبة 7% فقط من الشباب يمنحون الفتيات ثقة ما بين 80 – 100 % .
طبعا الجواب ليس عندي و لكن عند الفتيات اللواتي تحررن من التقاليد و ظنن أنهن حررن العقل الشرقي, فيا ليت تعود المرأة إلى عقلها و دينها و تبحث عن الحداثة العلمية و التفكيرية الصحيحة و ليس العناوين البراقة التي جعلت ط§ظ„ط±ط¬ظ„ ط§ظ„ط´ط±ظ‚ظٹ يرحب بها كعشيقة و يرفضها كزوجة.!!!!!!
**********************
تحيـــــ ــــــــاتي
وكلام واقعي وصحيح 100% ..
الله يعطيك الف عاااافيه وتسلمين ..