عبد الله شاب في ال20 من عمره .. طيب و هادئ .. و له صديق في نفس عمره و هو ما يعتبره صديق يعتبره أخ و رفيق عمر .. و من طفولتهم يعرفون بعض .. و يوم من الأيام بدت هالقصة مع ربيعنا عبد الله ..
صار لعبد الله أسبوعين ما شاف فيهم ربيعه ( محمد ) و لا دق له .. و من ذاك اليوم و عبد الله خايف لا يكون صار شي حق ربيعه .. و هو ما يستحمل يصير شي حق محمد لأن محمد بالنسبة له أم و أب و أخ و أخت .. و حاول يتصل عند محمد مرة و اثنين و ثلاثة و لكن بدون فايدة .. لأن تلفون محمد كان مغلق .. و بعدين قال :: بتصل في بيتهم يمكن يكون موجود .. أو يمكن تلفونه مقطوع و لا سكره .. اتصل عسب اتطمن .. اتصل عبد الله بالبيت و رد أخوه أحمد ..
عبد الله :: السلام عليكم
أحمد :: و عليكم السلام منو ؟؟
عبد الله :: أنا عبد الله ربيع أخوك محمد .. شو نسيت ؟؟
أحمد :: لا آسف بس صارلك فترة ما دقيت ..
عبد الله و هو يظحك :: شسوي أخوك محذرني ما أدق لكم … و إلا أقول ….
أحمد :: هلا
عبد الله :: وين أخوك حمود .. ألف مرة دقيت له بس ما يرد .. هو في البيت .. حتى ما قمت أشوفه من أسبوعين شو صار له ؟؟ و كل ما أدق لكم في البيت أو على تلفونه محد يرد علي ..
أحمد و صوته متغير :: نعم ؟؟ لا لا اتطمن حمووود بخير .. لا تخاف ما فيه شي بس هو ..
عبد الله يقاطعه :: بس هو شو ؟؟ محمد شو فيه أحمد قوول و اللي يسلمك الله يخليك .. قلبي يقول شي ثاني ..
أحمد :: عبد الله بقولك شي بس إنت افهمني .. تعال المكان الفلاني و أنا أقولك لأني ما أروم أرمسك على التلفون واايد انزين ؟؟
عبد الله :: إن شاء الله و لا يهمك أحين اييك .. بس إنت يوم توصل دق علي ..
أحمد :: إن شاء الله يالله مع السلامة ..
و اتفقوا على المكان و راحوا له .. و الاثنين خايفين .. أحمد محتار كيف يبدأ بالكلام مع عبد الله و عبد الله يشك بأن صار شي لصديقه محمد ..
أحمد :: عبد الله أنا أدري إنك تحب أخوي أكثر من نفسك صح ؟؟
عبد الله :: ياخي قوول بسررعة بدون مقدمات ..
أحمد و هو يمسح دموعه :: محمد كشفوا الأطبة عليه و لقوا إنه مريض بال….
عبد الله و هو مو مصدق :: محمد مريض بشوووووووووو ؟؟؟ قول بسرعة ..
أحمد :: مريض بالسل الرئوي الخطير و هو على أتعس و أشد حالاته .. محمد مريض من ثلاثة أشهر و لا حد داري عنه ..
عبد الله و الدموع تكاد تخنقه :: و هو وينه أحين .. بسرعة ودني له ..
أحمد :: هو باجر بيسافر عسب يتعالج بس أنا ما أتوقع إن العملية بتنجح لأن الطبيب قال ما في أمل .. و أخوكم يمكن يموت بفترة قصيرة ..
عبد الله :: جذاب و هو شو دراه .. مب عالم الغيب أنا أروح أتفاهم معاه .. بسرعة قول لي وين أخوك ..
و راح الاثنين إلى محمد و عبد الله مب مصدق بأن صديقه اللي عاش معاه من طفولته بيرحل عنه قريب .. و لكن إيمان عبد الله كان قوي و هو يؤمن بالقدر و لا يمكن لأي إنسان أن يحدد متى بيموت غيره أو هو نفسه ..
عبد الله يدخل على محمد و يمسح دموعه و يتشجع و يقول له :: هلاااااااااا محمد شخبارك ؟؟ وينك يا ريال ما تتصل و لا تتكلم ؟؟ أترياك بس ماكو فايدة ولا خايف على فاتورتك .. هااا ؟؟ إعترف إعترف لا تحاول .
محمد :: هلا بو الشباب .. و الله إنك ذكي كشفتني .. مالت علييك شو خايف على الفاتورة قالوا السيد عبد الله إلي يتصل و يقول :: حمووود دق علي .. نسيت عمرك و إلا تسوي عمرك كرييم ..
و الكل مستغرب من هيول الاثنين فبعد ما كان محمد ما يسكت من البكاء بدأ يمزح و يتصمخر على خلق الله ..
عبد الله :: لا حبيبي لا تستهبل علي أنا طول عمري كريم من يومي كرييم .. بس شسوي من يوم ما عرفتك اتبخلت نفسك ولا أنا غلطاان ..
محمد :: اي اي عاد زوديتها .. لا تنسى هذاك اليوم يوم قلت لك عبووود عطني درهم تدري شو قلت لي .. قلت :: أنا مب كريم نفسك كل شي و لا الفلوس ..
عبد الله :: ويييييييييل .. هذاك كان من 6 سنوات لحين تتذكر ..
محمد :: هيه حبيبي شو تتحرى .. عبووود النساي شكلك نسيت أحين شو قلنا ؟؟
عبد الله و هو يظحك بالغصب عسب ما يروي محمد إنه حزين:: هيه صح ..
و يدخل الطبيب و يقول :: خلص وات الزيارة لازم تتركوا المريض بحالو عشان هو محتاج راحة ..
محمد :: دكتور الله يخليك أخوي عبد الله بيقعد عندي ..
الدكتور :: لا مأدرش يا محمد دي أوامر ..
محمد :: عشان خاطري يا دكتور لأني ما أدري بجوفه عقب هالمرة ولا لأ ..
و يتأثر الطبيب من كلام محمد و يسمح لعبد الله بالبقاء مع محمد …
و تفضى الحجرة من الأهل و يبقى الثنائي مع بعضهم .. و لكن بدون أي كلمة ..
محمد :: عبوود .. أكيد عرفت بمرضي .. و يمكن أموت بفترة بسيطة ..
عبد الله :: اسمع .. مافي أحد يعرف متى بيموت .. إنت شاب تآمن بالقدر و بالموت .. و إنه كل واحد بيموت .. و بيتحاسب و بيدخل الجنة أو النار .. و اللي قال لك هالكلام غلط و هو ما عنده أي دليل باللي يقوله لا تصدقه .. يمكن أنا أموت قبلك .. كل واحد بيفارق الدنيا .. و بيفارق أهله و أولاده و ربعه .. و كل شي كان يفتخر به .. شو دراك يمكن نموت أحين في هاي اللحظة أو باجر أو نقعد لين تقوم القيامة .. محمد خلي ثقتك بربك كبيرة لا تفقد الأمل بمجرد واحد جاهل يقول لك بتموت جريب .. هذا كله مصخرة ..
محمد و الدموع تملأ عيونه :: عبووود .. أنا ولا يوم ظنيت فيك سوء و كان ظني سليم و في مكانه .. بس مرظي ماله علاج و الدكتور أكد لي هالشي و خاصة مرض السل هو المرض اللي إذا وصل مراحله الأخيرة لا يمكن ينجو منه ..
عبد الله و هو لا يستطيع أن يخفي دموعه :: محمد دامك تعرف كل هاي الأشياء ما فكرت إنك تقول لي أو تقول حق أي أحد .. ما فكرت فيني كيف بتكون حالتي لو إنت تركتني و سرت .. أنا ثانية وحدة ما استحملها من دونك .. ما فكرت في أمك إلي ما لها ذنب .. و ما تقدر تستحمل فراق اثنين ورا بعض .. ليش اتسوي فيني جذي و تلعوز عمرك و أهلك .. أنا اللي مستوي بير حق أسرارك أكون آخر من يعلم .. عيب عليك يا محمد .. و أنا اللي طول عمري ما خشيت عنك شي .. حتى إنك صرت واحد من خواني عقب وفاة أخوي الله يرحمه ..
محمد :: آسف يا عبد الله .. ما فكرت إنك بتزعل واايد .. أدري إنك نفس حالي .. و أدري إن دموعك ما وقفت يوم توفى أخوك الله يرحمه .. بس هذا قضاء الله و نفس ما قلت لي يمكن نعيش طول العمر ..
عبد الله يقاطعه :: الله يسامحك .. الله يسامحك و قال حق محمد :: أحين اييك لازم أوقف هاي المهزلة عند حدها ما راح أطول .. و طلع من الحجرة .. و اتجه بسرعة إلى غرفة الطبيب الذي يشرف على محمد و دخل و هو يفتح الباب بكل قوة و يقول للطبيب :: إنتوا أحين أطبة .. قول لي في طبيب يقول حق مريضه إنت بتموت خلال فترة بسيطة .. إنت منو عسب اطلع أشياء ما تعرفها ؟؟ عالم الغيب و أنا ما أعرف شهالكلام السخيف .. أحين لو ما تعالج الولد أو سافر برة عسب يتعالج .. أعرف إنك ما راح تشرد من اللي بيصير لك فاهم .. قال دكتووور .. قاص على عمره ..
و دخل ربيعنا عبووود غرفة محمد و البسمة تشق حلجه .. و قاله محمد :: خير شو صار ؟؟ عبد الله :: لا تخاف ما صار إلا الخير .. خلك من مرضك أنا ياي أيلس و أتسولف معاك مب انّكد على بعض .. محمد :: هيه و الله .. عبوود تحيد هييج المرة يوم يودنا ولد مدرس العربي إللي محد يدانيه و كفخناه تكفخيه .. و بعدين ودونا عند المدير .. عبد الله :: هيه بس ما كانت غلطتنا هو إللي بدا يتفلسف صح ؟؟ محمد :: هيه محد قال له يورط عمره و هو الخبل ما كان يعرف إنه كنا متهاوشين ويا أبوه هههههههههههههههههههههههههه .. و الله حالة لحين أتذكر و أتم أظحك .. عبد الله :: تحيد يوم كنا ماشيين في المول .. تهاوشنا ويا هذيج الخبله .. اععععع شكلها كان يلوع بالجبد .. تتحرانا معجبين فيها .. ما أدري شو سالفتها .. بعدين إنت قلتلها :: مشكلة يوم الوحدة تصدق عمرها هههههههههه .. محمد :: ههههه و الله اتقفطت و كل الشباب اللي سمعونا نقعوا من الظحك .. عبد الله :: تدري يدتي لين أحين تحلم حليلها .. اتم تقول .. يارب عبوود و حموود يتزوجون نفس اليوم اتفاول علينا .. حليلها .. لين أحين تحلم .. حموود شو رايك إنت تعرس ما عليك خايف على الفلوس إنت لا تسوي شي .. أنا بدفع لك .. محمد و دمعه تنزل من عينه :: هذا إذا عشت .. عبد الله كعادته يحاول التخفيف عن صديقه :: ياخي خلاص .. بقولك شي .. كلما اييك هالشعور إمسك الأذكار و قم صل و اقرا قرآن .. صدقني بترتاح نفسيا .. و إذا ما نفعك لا تصدق أي شي أقول لك مرة ثانية انزين .. محمد :: أفا عليك أنا ما أصدقك أفا عليك تخون ثقتك فيني .. و الاثنين يظحكون ..
و مر الوقت بسرعة .. و نسي محمد تماما سالفة مرضه و هذا اللي كان يباه عبد الله .. و كانت الساعة وحدة الليل .. وما انتبه الاثنين للوقت .. و هم يستعيدون ذكريات الطفولة .. بعدين عبد الله قال لمحمد :: حموود ليش حجرتك جيه كئيبة افتح الستارة جوف القمر برة .. محمد :: عيل كيف بتكون حالتي في القبر .. بروحي محد وياي .. و محد بينفعني إلا عملي الصالح .. محد بيساعدني .. لا إنت و لا أمي .. و لا تعليقتنا و هوشاتنا .. عبد الله يتقدم عند محمد و يقول له :: محمد اسمع .. لو قلت جيه مرة ثانية انس إن لك صديق عشت معاه كل عمرك فاهم .. أنا بسير يوم ترد ثقتك بنفسك بييك .. و لا تنس تسوي إللي قلت لك عليه .. مع السلامة .. محمد :: و دموعه تسقط كأنها أمطار الشتاء .. و هو يقول لصديقه :: عبد الله على الأقل ايلس معاي الله يخليك .. و يقوم من فراشه و يركض صوب صديقه .. و لكنه يسقط و ما يتحمل .. يجن عبد الله و يرمي تلفونه على الأرض و يركض صوب صديقه محمد عسب يشله .. و يحاول ينادي الطبيب لكن محمد يوقفه و يقول :: لا تخاف أنا بخير بس حسيت بدوخه أحين خلاص راحت .. عبد الله :: آسف ما قصدت أزعلك بس شسوي إنت تتحسسني ب.. ما أعرف .. بس أنا مب قادر أتوقع حياتي بدونك .. كيف أعيش حياتي بدون شخص عاش معاي و شاركني همومي و أفراحي .. و حتى يوم توفى أخوي الله يرحمه ما تركتني ثانية .. أنا ما أقدر استوعب اللي بيصير لي بعد وفاتك .. محمد .. إنت تدري إني أعزك و أحبك إنت صديقي و أخوي و رفيق دربي .. شلون أفارقك ؟؟ .. و الاثنين يبدون بالصياح ..
محمد :: عبد الله بقولك شي بس لا تزعل انزين .. عبد الله و هو يمسح دموعه :: اتفضل أوعدك إني ما أزعل .. محمد :: أنا لو مت لا سمح الله لا تفكر إنك تنزل دمعة من عيونك .. و كل ما تحس إنك بتصيح صل و استغفر لي و اقرا قرآن بس لا تصيح .. الله يخليك .. هذا لو كنت تحبني و تعزني مثل ما تقول .. و تذكر إنه كان لك صديق و أخ تحبه .. و تذكر يوم كنا مع بعض و تذكر شي سوينا أنا و إنت .. بس لا تتذكر أي شي يحزنك .. أرجوك .. عبد الله :: ………. ما يسوي شي إلا إنه يصيح و دموعه ما توقف .. محمد يحضن عبد الله و يقول :: "أحبب من شئت فإنك مفارق " و يصيح هو بعد ..
مضى الوقت بسرعة و محمد و عبد الله ما حسوا فيه .. لكنهم مضّوا الوقت باستحمال الألم .. و يا اليوم إللي بيسافر فيه محمد للعلاج .. و في المطار ::..
محمد و دموعه ما توقف هو و عبد الله :: عبوود .. يمكن هاي آخر مرة أشوفك فيها أو أزقرك باسم عبد الله .. عبوود أنا بسير أتعالج و يمكن تشوفني و يمكن لأ .. عبد الله شكرا على كل شي قدمته لي .. شكرا على الكلمات المشجعة .. و أتمنى إنك تكون تسامحتني إذا كنت زعلتك في يوم .. عبد الله ما يقدر يتكلم من الدموع لكنه يتشجع و يقول :: محمد إن شاء الله بشوفك و بنعيش أنا و إنت مع بعض .. و بنكمل دراستنا في الجامعة و لا تنسى الشركات و المشاريع إللي كنا نحلم فيها .. لا تخلي أمنياتك تتبخر بسبب أوهام .. خل ثقتك بربك كبيرة و ادع الله إنه ينجح العملية و الله ما راح يخيب ظنك .. و لا تنساني في دعواتك .. و تذكر دوم إنه كان لك أخ عزيز يحبك و يعزك و ما راح ينساك لو طال الزمن .. محمد و عبد الله يتعانقان بحرارة يقول محمد :: عبد الله لا تنسى إني أحبك في الله و أتمنى إنه الله يجمعني أنا وياك في جناته و في الفردوس و أتمنى إنك ما تقطع صلاتك و حفظك للقرآن .. عبد الله :: أحبك الله فيما أحببتني فيه .. أنا ما راح أنساك أبدا لو قطعوني و فرقوني و سوو فيني أي شي .. إنت جزء من قلبي و لا تنسى إني ما راح أنساك في دعواتي .. محمد :: عبد الله بعطيك شي .. بس أتمنى إنك ما تفتحه إلا لما تسمع إني خلاص صرت بجوار ربي .. و يبدا بالبكا .. و يعطي محمد ربيعه عبد الله ظرف فيه رسالة .. و قرب وقت طيران الطيارة و كل من محمد و عبد الله ما يكفون عن البكا و الدعاء للاثنين .. و طارت الطيارة …………
رجع عبد الله البيت و الدموع موجودة على خدوده لا ياكل و لا ينام .. ما عرف طعم النوم من يوم ما سافر محمد .. النهار يسألون عنه يلقونه في المسجد يحفظ القرآن أو يصلي أو يدعي حق محمد .. و الليل قائم .. يصلي و يدعي .. ما عرف شو يعني نوم .. حتى إنه أمه نست صوته .. ما يشوف حد و لا يتكلم مع أحد .. يا إما يكون في المسجد أو إنه يصلي الليل .. صار مثل العصا ما ياكل شي .. و لا يشرب .. صارت حياته بالنسبة لأهله مملة لكن بالنسبة له أحلى من كل شي .. لأنه ما في شي أحلى من الدعاء حق أخ له .. و بعد ما نسى يدعي حق أخوه الله يرحمه و لا سيما أن أخوه كان اسمه ( محمد ) ..
و في يوم من الأيام و ما أقساه من يوم .. و كان اليوم نفس اليوم اللي انولد فيه عبد الله و محمد ..جاء خبر وفاة محمد كالصاعقة على عبد الله و هو منهمك في الصلاة و الاستغفار و التسبيح و الدعاء لصديقه الحميم محمد فهو من الصدمة تشلل .. أصابه شلل في قدميه و لم يعد يتكلم مع أحد .. فقط ينظر إلى الشباك ناحية غرفة محمد .. محمد ذاك ط§ظ„طµط¯ظٹظ‚ محمد ذاك الرفيق محمد اللي عاش معاه عبد الله العمر كله و هو يردد و يقول ::
هل رأيت الغصن يذوي مرة .. و رأيت الوردة البضاء تئن ..
هكذا قلبي و قد فارقني .. صاحب كنا إلي بعض نحن ..
و لكن و هو غارق في دموعه تذكر شيء .. تذكر الظرف اللي عطاه محمد لعبد الله قبل سفره و فتح الرسالة و كان مكتوب فيها ::::
عزيزي عبد الله ::
إنني أدري بأني سوف أموت عاجلا أم آجلا .. سأموت مهما طال الزمن أو قصر .. سأموت و تموت و يموت الناس أجمعين .. لذلك لم أشأ أن أتعبك بمرضي .. لم أرغب بأن تعاني مثلما عانيت أنت في حياتك .. و كان موت أخيك سببا كافيا لكي لا أخبرك عن مرضي .. فكنت مثلك صدمت عندما عرفت بأني مريض بالسل .. و لكني لم أصدق ما تسمعه أذناي .. و قلت في نفسي :: الكل مفارق مهما طال به الزمن .. فلما البكاء و النواح علي .. لا داعي بأن تنزل دمعة من عينيك .. فقد أصبحت بنظرك كما أعتقد أنا صديق لا يستحق الصداقة .. لأنه ترك قلباً حزينا وراءه و رحل .. كنت اتساءل دائما كيف سيكون عبد الله عندما أخبره بخبر مرضي هذا .. و صدقني حاولت مرارا و تكرارا بأن أخبرك لكني لم أستطع .. لم اتحمل أن أرى دموعك و معاناتك من أجلي .. من أجل صديق لا يستحق الصداقة .. أقولها و لا أمل منها أنا صديق لا يستحق صداقة أي أحد .. لكنني كنت أفتخر بك و بصداقتك .. لكني سأفارقك مهما طال الزمن .. ها أنا الآن سأودعك و دموعي تهطل مثل أمطار الشتا .. سأفارقك و ثقتي بربي كبيرة .. لا أخاف الموت فإني فعلت كل شيء يفرح ربي و يرضيه .. لا و لن أخاف من الموت فأنا لم أعمل شيء مخالف لأوامر الله .. لكنني أرجو أن تتذكرني مهما طال بك الزمن ..
صديقك المخلص ::
محمد
نزلت دموع عبد الله على وجنتيه .. عندما قرأ ما في الرسالة .. فقد أصبح كالحجر لا يتكلم مع أحد .. و لا يأكل و لا يشرب .. فقط جالس على سجادته يدعي و يقرأ القرآن و يحفظه و ينتظر يومه الذي سيذهب فيه بجوار ربه ..
و في نفس يوم وفاة صديقه ( محمد ) رحمه الله انتقلت روح عبد الله إلى خالقها .. توفي عبد الله و هو يقرأ و يحفظ كتاب الله .. توفي و النور في وجهه .. و دفن بجانب أخيه و صديقه (محمد) ….
ااااخ عالاخوة اااااخ عالصداقة الله يرحمهم ياااااااااارب
مشكورة اختي مشكورة
من جدا قصه موثره