أولا: حسن المعاشرة.. لقوله تعالى: «وعاشروهن بالمعروف…»
ووسائل المعاشرة الحسنة منها: 1 الرعاية الكاملة للأسرة لحديث: «كلكم راع وكل راع مسئول عن رعيته …. الحديث».
2 الانفاق: فهو عنصر من عناصر القوامة لقوله تعالى: «الرجال قوامون …. الآية» وقوله: «لينفق ذو سعة من سعته …. الآية»أ السلام والتحية على أهل البيت فى الدخول والخروج: لحديث أنس: «يا أنس سلم على أهل بيتك يكن ذلك بركة عليك وعلى أهل بيتك ….. الحديث» والسلام عند الخروج فليست الأولى بأحق من الآخرة.ب طلاقة الوجه وبشاشته: لحديث: «وتبسمك فى وجه أخيك صدقة ….. الحديث».ج الكلمة الطيبة: لحديث: «والكلمة الطيبة صدقة».د المباشرة والمضاجعة: فإنه وسيلة العفاف وصيانة الفرج وسبب النسل والذرية وغير ذلك.ه الإحسان: على العموم لوصيته صلى الله عليه وسلم بالنساء عموما لأحاديث «استوصوا بالنساء خيرا …. الحديث» «خيركم خيركم لأهله …. الحديث» «الوصية فى خطبة الوداع بالمرأة» وغير ذلك من النصوص.من الإحسان أيضا الرعاية الروحية والقدوة الصالحة وإظهار الود والمحبة والتحايل على ذلك وهذا مما اجاز الشرع ولو كان إظهار المحبة والشوق وغير ذلك مخالفا للصدق، وكذا يجوز مساعدة الزوجة إذا احتاجت إلى ذلك والقيام على شئونها فى مرضها.وإذا اختلفت الموازين الأسرية مع ذلك فإن الشرع قد قنن المبدأ الثانى والثالث والرابع فى مرآة قوله تعالى: «واللاتى تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن فى المضاجع واضربوهن … الاية».
ثانيا: الوعظ بالحكمة :
ويشمل: 1 القدوة الحسنة: لابد أن يكون قدوة عملية وعلمية حسنة لزوجه فى جميع الأعمال والأقوال والأحوال حتى تستقبل منه وتستفيد.
2 التعليم: على الزوج أن يهتم بتعليم زوجه الفرائض والسنن والآداب الشرعية فيجعل لها وقتا لذلك فإن أمره وولايتها قد انتقلت إليه.3
التقويم وهو التذكير المستمر بالترغيب والترهيب وإذا حدثت مخالفة شرعية نبه إليها بالحكمة وأشار إلى الأجر والثواب أو الحظر والعقاب، ويمكنه أن يستفيد فى ذلك من كتب الفضائل والترغيب والترهيب وغيرها ويكثر من ذكر سيرة النبى صلى الله عليه و سلم والخلفاء الراشدين ومن تبعهم باحسان إلى يوم الدين.4 لايتعجل الزوج نتيجة الوعظ بل يواصل حتى إذا فقد الأمل فى الوعظ فعليه أن ينتقل إلى المبدأ الثالث.
ثالثا: الهجر فى المضجع:
ليس معنى الهجر فى المضجع هو هجر الفراش أو الحجرة أو أحيانا كما يفعل بعض الجهلة هجر البيت تماما وذلك مفسدته عظيمة وخطره وخيم، ولكن الهجر المشروع هو هجرها فى مضجعها منامها على الفراش وذلك بأن يوليها ظهره ولا يكلمها ولا يحدثها، ولعل الهدف من ذلك هو أن يأتى الهجر بغايتين:
1 أن يظهر موقف الزوج بالنسبة لداعى الغريزة الجنسية مما يحمل زوجه على أن تبادر بعلاج وإصلاح الأحوال المخالفة.2 الهجر سبب فى تهيئة المجال لفض النزاع بين الزوجين فإن وجود الرجل بجانب امرأته مع الأعراض فى نفس الوقت عنها حافز لها بدافع الحرص على الكيان الزوجى إلى أن تسأله عن أسباب بعده ونفوره وإدارة ظهره عنها ومن ثم يمكن العلاج والهجر علاجا نفسيا عظيما فالمرأة لا تطيب حياتها إلا وزوجها إلى جنبها وإذا لم يأت الهجر بثمرة فليلجأالزوج إلى الطريقة الرابعة.
رابعا: الضرب ضربا غير مبرح
1 ينبغى ان ينتبه الأزواج إلى انه لا يلجأ الرجل إلى الضرب إلا بعد التأكد من عدم نفع الوسائل السابقة الذكر.
2 ليست النساء فى مستوى واحد لكل امرأة ما يناسبها فلا يسىء الرجل استعمال الحق الذى أعطاه الله إياه.3 الضرب المشروع هو الضرب غير المبرح مبرح بضم الميم وفتح الباء وتشديد الراء المكسورة أى الضرب غير المؤثر على الجسد فلا يكسر عضوا ولا عظما ولايجرح لأن ذلك مدعاة للفساد، ولقد فسره ابن عباس بقوله: يضرب بالسواك ونحوه كاليد والقصبة الصغيرة وحديث البخارى شاهد على ذلك فقد قال صلى الله عليه وسلم: «لايجلد أحدكم امرأته جلد العبد ثم يجامعها آخر اليوم».وغاية الأمر أن الضرب يباح للضرورة وعند استنفاد جميع الوسائل وحينما تكون طبيعة المرأة لا تستقيم إلا به وهكذا.كل هذه المبادىء داخل بيت الزوجية لم يخرج منها شىء على الإطلاق فإذا لم تثمر وتأت بنتيجة فإن الشرع قد أذن أن يخرج السر إلى محيط ضيق أيضا وهو التحكيم.
خامسا: التحكيم
معناه: اللجوء إلى من يحكم بين الزوجين مادام الخلاف قد احتد، وصعب على الزوج إيحاد حل وصعب وعلى زوجه التسليم، فالشارع الحكيم أمر باتخاذ حكمين أحدهما من طرف الزوج والآخر من طرف الزوجه لهذا قال تعالى: «وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما».. وللتحكيم شروط لابد أن تتوافر فى الحكمين:
1 الأهلية للتحكيم ولزوم معرفة الأحكام الشرعية.2 العدالة والانصاف فلا تتغلب عليهما العواطف دون الشرع.3 إرادة الإصلاح من أول اختيارها إلى نهاية المطاف لأن التوفيق محالف لكل من نوى الاصلاح وأراده والله عليم خبير بما فى الصدور.
سادسا: الطلاق
معناه: الفراق يقال ناقة طالق أى تركت عقالها وشرخت وفى الشرع لفظ يخرج من لسان الزوج يكون سببا فى قطع حبال الزوجية وفض عقدها وانفصام حبالها، وهذا اللفظ إما أن يكون صريحا كقول الزوج لزوجه: أنت طالق، أو كناية كقوله الحقى بأهلك وما فى معناه وجمهور العلماء أن الطلاق يقع بأية صيغة تفيد المعنى ما دام الزوج قد عقد النية على الطلاق والطلاق كما فى الحديث بغيض إلى الله تعالى: «أبغض الحلال إلى الله عزوجل الطلاق» رواه أبو داود وبن ماجه.
التحذير من الطلاق
حذر الشرع الحنيف من الطلاق كما ذكرنا فى الحديث الشريف السابق وكذا فى حديث: «إيما امرأة سألت زوجها الطلاق فى غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة» رواه الأربعة وهذا تحذير للنساء وحديث: «لايفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضى منها آخر» رواه مسلم .. وهذا تحذير للزوج أيضا وبيان له بحال المرأة ورغب الشارع الحكيم فى التروى فى الطلاق .. فقال تعالى: «فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا» وكذا قصة الرجل الذى قال لعمر رضى الله عنه .. أريد أن اطلق امرأتى ، ولما سأله عن السبب قال: لأنى لا أحبها، فأنكر عليه عمر ذلك وقال: ثكلتك أمك وأى البيوت يبنى على الحب؟ فأين أخوة الإسلام؟ فليحذر كل مسلم من هذا الأمر الشانىء البغيض وليتق الله ربه ويعالج أمور حياته وفق الكتاب والسنة وليكن رحمة على أهله وعياله.
الطلاق ليس نهاية الكون:
إن الشرع قد فتح أبواب الخير حتى وإن وقع الطلاق قال تعالى: ( وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته) فإذا طلق الأولى فله أن يراجعها ثم بعد ذلك إن طلق الثانية فله أن يراجعها، أما بعد ذلك إن طلق فلا مراجعة إلا إذا تزوجت غيره زواجا شرعيا صحيحا ثم طلقت من الزوج الثانى وانتهت عدتها فلا مانع أن يتزوجها لأن الله تعالى قال: «فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره».
الواجب على كل مسلم1أن يحفظ لسانه من التلفظ بألفاظ الطلاق مهما كانت الدواعى والأسباب.
2 أن تجتهد المرأة فى المحافظة على الأسرة فتصبر وتتحمل ولها الأجر الأعظم من الله تعالى وتحفظ نفسها من طلب الطلاق مهما كانت الدواعى والأسباب.3 أن يراعى الطرفان الحدود والأحكام الشرعية ويحافظ كل منهما على الواجبات ويؤدى حقوق الطرف الآخر مبتغيا بذلك وجه الله.4 أن يراجع المسلم والمسلمة أهل العلم فى كل ما يحدث بينهما ليكونا على بينة كاملة من شرع الله الحنيف.
ودي واحترامي