من مكتبة إيمان علي
عاد الثور الأسود إلى القبو متعباً من كثرة العمل، والفلاحة في الحقول. وجلس في زاوية القبو يزفر تعباً شاكياً.
وتطلع ط§ظ„طظ…ط§ط± نحو الثور، وقال له:
– ما بك يا صديقي الثور لا تتكلم ولا تتحرك كأنك ميت..؟؟
قال الثور:
– إنني تعب جداً يا صديقي، فالأراضي واسعة والفلاح لا يرحم.
قال الحمار:
– ألا تستطيع الهرب منه، وعدم الذهاب إلى الشغل معه؟
فأجاب الثور:
– ومن يستطيع الهرب من الإنسان؟ ألا تراه كيف يسخِّرني لأعماله وحاجاته، وسيذبحني يوم لا يعود له مني نفع. ألديك حيلة تريحني من العمل؟
قال الحمار:
– تمارض اليوم ولا تأكل علفك، وعندما يأتي صاحبنا قبل طلوع الفجر، تظاهر بأنك لا تستطيع الوقوف أو السير، فيتركك ويمضي بدونك، فترتاح من هذا التعب الشديد.
وكان صاحبهما يفهم لغة الحيوان، فسمع كل ما دار بينهما من حديث
وفي صباح اليوم التالي، نزل الفلاح إلى القبو، فوجد الثور نائماً ويتوجع. فتركه وأخذ ط§ظ„طظ…ط§ط± بدلاً عنه.
وراح الفلاح يفلح طوال النهار على ط§ظ„طظ…ط§ط± الذي تعب تعباً شديداً.
وعند المساء أعاده إلى القبو، وهو لا يستطيع حراكاً.
وتقدم الثور من ط§ظ„طظ…ط§ط± يسأله عن صعوبات العمل، وحسن التدبير والاختيال.
فقال الحمار:
– يا صديقي الثور، سمعت صاحبنا الفلاح يقول لولده: “إذا بقي الثور هكذا مريضاً فسنذبحه قبل أن يموت”. فالأفضل لك أن تأكل علفك وتعود إلى عملك.
ورضي الثور بهذا الحل.
فقال ط§ظ„طظ…ط§ط± في نفسه:
– حقيقة، من تدخل فيما لا يعنيه نال ما لا يرضيه. ومن تقع حيلته عليه يكون حمـــاراً.
وياما في ثيران ما حدا بيحس فيها ………………