يقول الإمام ابن القيم رحمه الله :
إعلم أن ط§ظ„ط¬ظ…ط§ظ„ ظٹظ†ظ‚ط³ظ… ظ‚ط³ظ…ظٹظ† ظاهر ظˆط¨ط§ط·ظ†
فالجمال الباطن هو المحبوب لذاته وهو جمال العلم والعقل والجود والعفة والشجاعة وهذا ط§ظ„ط¬ظ…ط§ظ„ الباطن هو محل نظر الله من عبده وموضع محبته كما في الحديث الصحيح إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم
وهذا ط§ظ„ط¬ظ…ط§ظ„ الباطن يزين الصورة الظاهرة وإن لم تكن ذات جمال فتكسوا صاحبها من ط§ظ„ط¬ظ…ط§ظ„ والمهابة والحلاوة بحسب ما اكتست روحه من تلك الصفات فإن المؤمن يعطى مهابة وحلاوة بحسب إيمانه فمن رآه هابه ومن خالطه أحبه …
وهذا أمر مشهود بالعيان فإنك ترى الرجل الصالح المحسن ذا الأخلاق الجميلة من أحلى الناس صورة وإن كان أسود أو غير جميل ولا سيما إذا رزق حظا من صلاة الليل فإنها تنور الوجه وتحسنه
وقد كان بعض النساء تكثر صلاة الليل فقل لها في ذلك فقالت إنها تحسن الوجه وأنا أحب أن يحسن وجهي
ومما يدل على أن ط§ظ„ط¬ظ…ط§ظ„ الباطن أحسن من الظاهر أن القلوب لا تنفك عن تعظيم صاحبه ومحبته والميل إليه
وأما ط§ظ„ط¬ظ…ط§ظ„ الظاهر فزينة خص الله بها بعض الصور عن بعض وهي من زيادة الخلق التي قال الله تعالى فيها يزيد في الخلق ما يشاء قالوا هو الصوت الحسن والصورة الحسنة والقلوب كالمطبوعة على محبته كما هي مفطورة على استحسانه
وقد ثبت في الصحيح عنه أنه قال لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر قالوا يا رسول الله الرجل يحب أن تكون نعله حسنة وثوبه حسنا أفذلك من الكبر فقال لا إن الله جميل يحب ط§ظ„ط¬ظ…ط§ظ„ الكبر بطر الحق وغمط الناس
فبطر الحق جحده ودفعه بعد معرفته وغمط الناس النظر إليهم بعين الازدراء والاحتقار والاستصغار لهم ولا بأس بهذا إذا كان لله وعلامته أن يكون لنفسه أشد ازدراء واستصغارا منه لهم فأما إن احتقرهم لعظمة نفسه عنده فهو الذي لا يدخل صاحبه الجنة
ويقول ابن القيم :
وكما أن ط§ظ„ط¬ظ…ط§ظ„ الباطن من أعظم نعم الله تعالى على عبده فالجمال الظاهر نعمة منه أيضا على عبده يوجب شكرا فإن شكره بتقواه وصيانته ازداد جمالا على جماله وإن استعمل جماله في معاصيه سبحانه قلبه له شيئا ظاهرا في الدنيا قبل الآخرة فتعود تلك المحاسن وحشة وقبحا وشينا وينفر عنه من رآه
فكل من لم يتق الله عز وجل في حسنه وجماله انقلب قبحا وشينا يشينه به بين الناس
فحسن الباطن يعلو قبح الظاهر ويستره ……وقبح الباطن يعلو جمال الظاهر ويستره
يا حسن الوجه توق الخنا % لا تبدلن الزين بالشين
ويا قبيح الوجه كن محسنا % لا تجمعن بين قبيحين
وكان النبي يدعو الناس إلى جمال الباطن بجمال الظاهر كما قال جرير بن عبدالله وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يسميه يوسف هذه الأمة قال قال لي رسول الله أنت امرء قد حسن الله خلقك فأحسن خلقك
وقال بعض الحكماء ينبغي للعبد أن ينظر كل يوم في المرآة فإن رأى صورته حسنة لم يشنها بقبيح فعله وإن رآها قبيحة لم يجمع بين قبح الصورة وقبح الفعل
ولما كان ط§ظ„ط¬ظ…ط§ظ„ من حيث هو محبوبا للنفوس معظما في القلوب لم يبعث الله نبيا إلا جميل الصورة حسن الوجه كريم الحسب حسن الصوت كذا قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه
وكان النبي أجمل خلق الله وأحسنهم وجها كما قال البراء بن عازب رضي الله عنه وقد سئل أكان وجه رسول الله مثل السيف قال لا بل مثل القمر
م ن
لك كل ودي واحترامي