السراب، هو كل هدف "وهمى" نتصوره نتيجة لحاجة فى أنفسنا، تجعلنا نسعى حثيثا واء هذا الوهم لإشباعها فالماشى فى الصحراء، يتوهم أنه يرى الماء، ويظل يجرى خلف هذا الماء الذى يصوره له خياله كى يشبع حاجته لإطفاء ظمأه فيظل يجرى وراء هذا الوهم، ويستهلك فيه قواه، وعمره و ربما حياته، دون أن يصل لهذا الوهم أبدا.
وفى العصر الحديث، يجد بعضنا المفر و الملاذ خلف شاشات الكمبيوتر، يتصفحون المواقع المختلفة، يتعرفون على أشخاصا أخرين، مع الوقت يعتاد المرء على التواصل مع هذه الشخيات التى نجهل عنها كل شىء، إلا حروفها على الكيبورد حتى أسماءهم و أماكن معيشتهم، نجهلها فمعظمنا يرتاد الشبكة بأسماء مستعارة، ولدى بعضنا أكثر من اسم وأكثر من هوية على الشبكة.
بعد أيام أو أشهر من التواصل، يبدأ الطرفان (أو أحدهما) فى التعلق بالطرف الأخر، نبدأ فى بث مشاكلنا و همومنا لهذا الطرف "السايبر"وفى الغالب نجد لدى هذا الطرف إما كلمات تبعث على الارتياح، أو اقتراحات لحل مشاكلنا قد يكون بعضها نافع، أو حتى شعور بالشفقة، أو أضعف الإيمان، "أذن" سايبر تصغى لما نبثه لها من آلامنا وهو ما نفتقر إليه فى حياتنا "الواقعية".
وعندما نصل لهذه النقطة، عندما نشعر أن هذا الطرف "السايبر" يحقق لنا الارتياح، عندما نشعر أنه "السايبر كتف" الذى نلقى عليه بهمومنا، و "السايبر كف" الذى يربت على جراحنا، نتعلق به، ونشعر أنه الملاذ و الملجأ وهو الواحة – قد تكون الوحيدة – فى حياتنا التى طغت عليها المادية…
نبدأ فى التعلق بهذا الشخص، ونترجم شعورنا بالحاجة "للمتنفس" التى نجدها ليده، نترجمها على إنها مشاعر احتياج و حب وعشق. إذا غاب هذا الشخص عن النت يوما، ندور على أعقابنا و نفقد صوابنا و نبحث عنه حثيثا… وهى أعراض "تتشابه" مع أعراض الحب، فيختلط علينا الأمر.
لا يستطيع أحدنا أن يعرف عن الطرف الأخر فى "علاقات السايبر" أى شىء، ببساطة لأنها علاقة سايبر، لا يوجد فيها شىء تستطيع حواسنا إدراكه سوى بضعة أحرف مكتوبة على شاشة الكمبيوتر.
فى عالم السايبرالكل متخفى وراء شاشة زجاجية لا يراه من خلفها أحد فإما أن تضع خلفها ما شئت من أقنعة و تتظاهر بأفضل الصفات (ولا يستطيع أحد التحقق من حقيقتك)، أو تظهر خلفها أقبح وجوهك و تنفث فيها عقدك و تخلع خلفها كل الأقنعة فأنت محمى بهذه الشاشة فيستغل أحد الطرفين ظروف الطرف الأخر، ويبدأ فى نسج شبكته حوله، فخو الكتف الحنون واليد التى تمسح كل دمعة والقلم الذى يرسم البسمة على الشفاة…إلخ
حتى تقع الفريسة صريعة "السايبر حب"
– قد يكتشف أحد الطرفين بعد اللقاء الأول فارقا كبيرا بين ما نسجه من خيال حول رفيقه، و بين الحقيقة، مثل الشكل أو المستوى الاجتماعى أو المستوى المادى.إلخ، لكن يكون الوقت قد تأخر لأنه غالبا ما يكون قد قطع على نفسه عهدا بالارتباط. هذه الحالة تحديدا قد وقعت لإحدى معارفى ففوجئت بعد أن تورطت بمشاعر جمة ناحية شخص ة اتفقا على الارتباط، اكتشفت فارقا اجتماعيا رهيبا بينهما
– البعض منا يعانى فى حياته من نقصان الحب، وكذلك نقصان الضمير، فيستغل الإنترنت للإيقاع بفريسة، كل غرضه منها هو إشباع حالة الفراغ العاطفى، مع إنكار (بينه و بين نفسه فقط) كل نية صادقة للارتباط بهذا الرفيق، مستغلا بذلك مشاعر الطرف الأخر و ضاربا بها عرض الحائط، أى أنه يستغل الطرف الأخر كورقة الكلينكس، التى ما أن ينتهى غرضه منها حتى يلقيها فى سلة "المهملات" دون أن يتردد
لأن دلوقتى مفيش ثقه فى اى حد وباى حد مهما كان مفيش ثقه مفيش وقت مفيش كلام مفيش
يبقى ايه يكون الحل يكون ان الواحد يفضل حياته زى ما هو عازب كده لحد ما ربنا يرزقه ببنت الحلال والله الحريم بيجوزوا الرجاله ويجوزوا البنات شغل حريم بقى