و من رعاية الإسلام لأموال اليتامى الحث على استثمارها و تنميتها ، فقد روى أبو داود في سننه في باب الزكاة قول النبي ( ص ) : " من ولي مال يتيم فليتجر به ، و لا يتركه حتى تأكله الصدقة " .
فعلى كلمسلم ولي مال يتيم أن يتق الله فيه و يعمل على تنميته والمتاجرة به ، و هذا من الإحسان إليه .
و كفالةاليتيم عمل من أعمال البر ، فخير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم و في الحديث : " من عال ثلاثة من الأيتام كان كمن قام ليله و صام نهاره … " .
و من الآثار الحميدة لرعاية الأيتام صلاح القلوب و شفاؤها من الأسقام فقد روي أن رجلاً شكا إلى النبي ( ص ) قسوة في قلبه فقال له : " امسح رأس يتيم و أطعم المساكين " .
كما أن كفالةاليتيم في الإسلام مما عليه العمل زمن الصحابة رضي الله عنهم و كل للتنافس في عمل الخير كما حصل لأبي بكر الصديق ، و رافع بن خديج و نعيم بن هزال ، و قدامة بن مضعون ، و أبي سعيد الخدري . رضي الله عنهم أجمعين .
و كل حق كفله الإسلام للإنسان فهو حق لليتيم كحق الحياة ، و حق النسب ، و حق الرضاعة ، و حق النفقة ، و حق الولاية على النفس والمال . و ذلك بتأديبه و تربيته و توجيهه ، و إرشاده ، و حفظ ماله حتى يبلغ و يتبين رشده ، و يصبح قادراً على الاعتماد على نفسه و رعاية شؤونه .
و ولياليتيم مسؤول أمام الله ـ عزَّ و جلَّ ـ عن هذه الرعاية لقول النبي ( ص ) : " كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته " والله سائل يوم القيامة كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع .
و حفظاليتيم و كفالته أمانة ، و قد أمر الله بحفظ الأمانة والقيام بحقها تجاه أصحابها كما قال تعالى : [ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ] .
واليتيم أحق بالرعاية والحفظ من غيره ، فإذا كان الإسلام قد حفظ للإنسان حقوقه كاملة فذلك في حقاليتيم آكد لضعفه و حاجته . و رعايةاليتيم تستحق الرحمة والعطف والشفقة . و ذلك من أخلاق المسلمين ففي الحديث " ليس منا من لم يرحم صغيرنا و يوقر كبيرنا " و قدوتنا في ذلك محمد ( ص ) فكان عليه الصلاة والسلام يحب المساكين ، و يمسح على رؤوسهم و يلاطفهم في الحديث ، و يقضي حاجتهم و يواسيهم ، و كذلك كان صحابته من بعده ، بل ذلك من التواضع الذي حث الإسلام عليه و رغب فيه ، كيف لا .
و كافل اليتيم رفيق المصطفى ( ص ) في الجنة .
واليتيم طفل اليوم و رجل المستقبل.