موضوع افادني كثيرا فاحببت ان اكسب الاجر بنشره والاستفاده منه,,,,,,,
قال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها، كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول:
" إذا همَّ أحدكم بالأمر فليركع من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، تعلم ولا أعلم، وأنت علاّم الغيوب. اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر – ويسمي حاجته – خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ـ أو قال: عاجل أمري وآجله ـ فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه.
وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ـ أو قال: عاجل أمري وآجله ـ فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به "
(1).
لم يطلب الشّارع ممن صلّى الاستخارة شيئاً ، كي يفعل ما عزم عليه أو يتركه ، سوى الصّلاة والدّعاء المأثور . والشّأن في ذلك ، شأن أي دعاء يدعو به المسلم .
ومن هنا : قرر العلماء ، أنه يفعل ما ينشرح له صدره بدون توقّف على رؤيا منام ولا أن يلجأ لأحدٍ ، يدعو له بها ، وإنما هي دعاء ، بأن يختار الله له من الأمـر الخيـر ، فيمضي فيه ، إنْ شرح اللهُ له صدرَه ، فإن تيسّر كان الخيرُ في ذلك ، ورضي وفرح ، وإن لم يُقضَ علم أن الخير في ذلـك أيضاً ، ورضي به ، وسيحمد عاقبته .
وإن لم يظهر له شيء ، ولا انشرح صدره للفعل أو الترك ، فهل له أن يكرر الاستخارة ، فيه خلاف ، ولم يصح شيء مرفوعاً في تكرارها . (2)
ومن الخطأ الشائع عند بعض النّاس : أنّ الاستخارة لا تكون معتبرةً إلا إذا دعا بها بعضُ النّاس، وأنّه لابُدّ فيها من الرؤيا المنامية ، فهذا غلوُّ وجمود ، لم يأمر به الله ، ولا هدت إليه سنّةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما نشأ عن التكلّف الذي لا ينبغي للمسلمين فعله ، حتى جرّهم ذلك إلى أن عطّلوا سنّةً عظيمةً من سنن النبي صلى الله عليه وسلم ، وحرموا أنفسهم مثوبة هذه السنّة وبركاتها ، والتعرّض لنفحاتها .
فهيا ـ أخي المسلم ـ استخر ربّك في أُمورك ؛ يهدك ، وافزع إليـه واسترشده ؛ يرشدك ، وقد يسَّر لك استخارته وسهلها ، فادع بها عقب السّنن والنّوافل ، أو اركع ركعتين لأجلها ، تزدد مثوبة وقربى .
ولا تلتفت إلى ما اعتاده النّاس من التّشدد أو الاتّكال على غيرهم فيها ، واعتصم بسنّة النّبيّ صلى الله عليه وسلم، يصلح أمرك ، وتفلح في دنياك وآخرتك ، فطوبى لمن عمل بها ، وأحياها في النّاس (3).
وافعل ـ أخي المسلم ـ ما ينشرح صدرُك له بعد الاستخارة ، وإيّاك أن تعتمد على انشراحٍ كان لك فيه هوى قبلها بل ينبغي لك ترك اختيارك هذا رأساً ، وإلا فلا تكون مستخير الله ، بل تكون ـ والعياذ بالله ـ مستخير هواك .
وعليك أن تكون صادقاً في طلب الخيرة وفي التبري من العلم والقدرة ، وإثباتهما لله تعالى .
فإذا صدقت في ذلك ، تبرّأتَ من الحول والقوّة . ومن اختيارك لنفسك (4) .
هــذا ، وقد جهل كثير من الناس الاستخارة الشرعية ، المرغّب فيها ، وهجروها ، وابتدعوا لها أنواعاً كثيرة ، لم يرد شيء منها في الكتاب ، ولا في السنّة ، ولم تنقل عن أحد من السّلف الصّالح ، وعكفوا على هذه المحدثات التي أُلصقت بالدّين ، ولو قدر لعاقل أن ينكر عليهم ، سالكاً طريق الرسول صلى الله عليه وسلم ، سلقوه بألسنٍة حداد ، واعتبروه خارجاً على الدّين، بل عدّوه متنطّعاً مشدداً جامداً ـ زعموا ـ فلا حول ولا قوة إلا بالله .
ومن هذه الاستخارات المبتدعة :
1. ما قدمنا من اشتراط الـرؤيا المنـاميّة ، كأن يشترط فيها : أن يرى المستخيرُ في منامه ما نواه أو يرى خضرة أو بياضاً ، إن كان ما يقصده خيراً . ويرى حمرةً أو سواداً إن كان ما يقصده لا خير فيه . ومنها :
2. استخارة السبحة ، يعملها صاحب الحاجة أو تعمل له ، وطريقتها : أن يأخذ الشخص مسبحة فيتمتم عليها بحاجته ، ثم يحصر بعض حباًتهاْ بين يديه ، ويعدّها ، فإن كانت فرديّة عدل عما نواه . وإن كانت زوجية ، اعتبر ما نواه خيراً ، وسار فيه .
ولعمري ، ما الفرق بين هذه الطريقة ، وما كان يتّبع في الجاهليّة الأُولى ، من إطلاق الطّير في الجوّ ، وهو ما سمّاه الشّرع بالطّيَرةِ ، ونهى عنها . ومنها :
3. استخارة الفنجان ، يعملها عادة غيرُ صاحب الحاجة ، ويقوم بعملها رجل أو امرأة ، وطريقتها: أن يشرب صاحبُ الحاجة القهوة المقدّمة إليه ، ثم يكفئ الفنجان ، وبعد قليل ، يقدّمه لقارئه ، فينظر فيه ، بعد أن أحدثت فضلاتُ القهوة به رسوماً وأشكالاً مختلفة ، شأنها في ذلك شأن كل راسب في أيّ إناء إذا انكفأ ، فيتخيّّّّّل ما يريد ، ثم يأخذ في سرد حـكايات كثيرة لصاحب الحاجة ، فلا يقوم من عنده إلا وقد امتلأت رأسُه بهذه الأسطورة ! ومنها .
4. استخارة المندل ، وطريقته : أن يوضع الفنجان مملوءاً ماء على كفّ شخص مخصوص في كفّه تقاطيع مخصوصة ، ويكون ذلك في يومٍ معلومٍ من أيام الأسبوع ، ثم يأخذ صاحب المندل (العرّاف) في الّتعزيم والهمهمة بكلامٍ غير مفهوم ، وينادي بعض الجنّ ، ليأتوا بالمتّهم السّارق ! ومنها :
5. استخارة الرّمل ، وطريقتها : أن يخطط الشّخصُ في الرّمل خـطوطاً متقطّعة ، ثم يعدّها بطريقةٍ حسابيّةٍ معروفةٍ لـديهم ، فينتهي منها إلى استخراج برج الشخص ، فيكشف عنه في كتاب استحضره لهذا الغرض ، فيسرد عليه حياته الماضية والمستقبلة بزعمه ، وهذا الكلام بعينه الذي قيل له ، يُقال لغيره ، مادام برجاهما قد اتّفقا . ومنها :
6. استخارة الكفّ ، وهي لا تخرج عما مضى ، فيعمل قارىء الكف مستعملاً قوّة فراسته ، مستعيناً ـ بزعمه ـ باختلاف خطوط باطن الكفّ ، على سرد حياة الشخص المستقبليّة ! ولا شك عند العقلاء أن جميع هذه الطرق من نوع العرافة المنهي عنها ، وقد ذكر العلماء أن تصديق العرّاف والكاهن والمنجّم من الكبائر (5) .
وقد قال صلى الله عليه وسلم في النهي عن ذلك :
" من أتى عرّافاً أو كاهناً فصدّقه بما يقول : فقد كفر بمـا أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم " (6) .
وقال صلى الله عليه وسلم:
" من أتى عرّافاً فسأله عن شيء ، لم تُقبلْ له صلاة أربعين يوماً " (7).
ولا أدري بعد ذلـك ، كيف يعكف النّـاسُ على أمثال تلك التّرهـات والخزعبلات والأباطيل ، معرضين عن هدي المعصوم صلى الله عليه وسلم وما جاء به ؟
من كتاب القول المبين في أخطاء المصلين للشيخ مشهور حسن آل سلمان بتصرف يسير .
المراجع :
(1) صحيح البخاري ( 7/162) .
(2) انظر : (( نيل الأوطار )) : (3/90) .
(3) المدخل : (3/90) لابن الحاج وهدي النبي صلى الله عليه وسلم في الصّلوات الخاصّة : (ص222 ـ223) والدين الخالص : (5/245) وما بعدها) .
(4) نيل الأوطار : (3/90) بتصرّف .
(5) انظر : الكبيرة الحادية والأربعين من كتاب (( الكبائر )) : ( ص141ـ بتحقيق الشيخ مشهور بن حسن ) .
(6) أخرجه أحمد في ((المسند)) : (2/408و429و476) وأبو داود في ((السنن)) : (4/15) رقم (3904) والدّار مي في ((السنن)) : (1/259) والترمذي في ((الجامع)) : (1/242ـ243) رقم (135) وابن ماجه في ((السنن)) : (1/209) رقم (639) وابن الجارود في ((المنتقى)) : (ص58) والحاكم في ((المستدرك)) : (1/8) والبيهقي في ((السنن الكبرى)) : (8/135) .
والحديث صححه الحاكم في (( المستدرك )) ووافقه الذهبي في ((التلخيص)) و ((الكبائر)) ص141) وصححه العراقي في ((أماليه)) كما في (( فيض القدير )) : (6/23) .
(7) أخرجه مسلم في (( الصحيح )) : (4/1751) رقم (2230) .
طبعا الامور الاخيرة التي ذكر قد لانطلق عليها لفظ استخارة ( المندل والفنجان وخلافه ) وانما هي بدع وتخاريف وتنجيم يؤدي الى الكفر والعياذ بالله – اللهم اجرنا –
ولي تعليق..
طبعا الاستخارة مطلوبة في كل الامور لانه لا أحد اعمل بخير الحال لنا من الله عز وجل فهو الخالق لكن هناك شيء مهم جدا يجب علينا ان نستوعبه الا وهو ان الاستخاره تتم في الامور التى نجد فيها الحيرة فعلا وليس في القرارات التى اتخذت بمعنى اخر انني عندما يعرض علي امران احتار قلبي بينهما ولا اميل الى احدهما على الاخر هنا وجبت الاستخاره لكن لا افعل ذلك اذا كنت انا مصممة على امر منهم
مثال اذا تقدم مثلا للخطبه شخص ما رأينا فيه الصلاح والحكمة والدين نستخير الله عز وجل في امره .. في حين اخر اذا كنت انا مصصمه على شخص معين بذاته وجاء هذا الاخير مع الشخص الاول فالاستخاره هنا قد لا تفيد حيث ان قلبي معلق باحد الامور ولن يرى سواه
كذلك الحال عند قبول وظيفة ما او الاقبال على سفر او اي وجه من وجوه الحياه الاخرى
اما بخصوص الاحلام وماشابه فهذا ليس بالضروري كما ذكر لانه كما قلنا قد يكون قلبي معلق باحد الامور فأحلم به لا شعوريا واعتقد انه هو الخير
وفقنا الله واياكم لخير مايحب ويرضى
بارك الله فيك اخيتي واعانك على الخير دوما
وعذرا على الاطالة[/center]
بارك الله فيك ورحم الله والديك, يعطيك الف عافيه