حدث في يوم وفي منزل من المنازل…
خرجت من غرفتها إلى الصالة الرئيسة في المنزل الشبيه بالقصر وصرخت بأعلى صوتها على الخادمة لتحضر العباءة المطرزة بخيوط القصب المنمقة بحبات الكريستال، وعادت لغرفتها لتكمل زينتها نظرت إلى وجهها فبدت جميلة بعد أن نجحت في إخفاء آثار الصبر لسنين وسنين، دافنة لوعتها وحرمانها تحت مسامات جلدها.
ألقت نظرة أخيرة على قوامها بعد أن ارتدت الجينز وقميصا منمقا بحبات ورد صغيرة تشبه ألوان حقيبتها، كان كل شيء فيها ينم عن تأن وعناية لكن حركاتها لم تكن توحي بالراحة بل كانت متحفزة بكل طاقتها كمن يستعد لشن حرب.. خرجت مرة أخرى ولم تكمل نداءها حتى جاءتها الخادمة بما طلبته بدأت بارتداء العباءة بسرعة وبينما هي في طريقها للخروج سمعت صوتاً ذكورياً قوياً يزمجر بقوة هيه.. أنت فين خارجة؟ توقفت ودون أن تنظر للخلف … خارجة مشوار مو شغلك.
توجه إليها بسرعة فشعرت بحركته فاستدارت بصورة دفاعية
فإذا به على وشك الإمساك بها ابتعدت عنه قليلا وقالت بصوت صارخ …. نعم ماذا تريد؟
لا شأن لك بي أنا ط§ظ…ط±ط£ط© ط¨ط§ظ„ط؛ط© أدخل أو أخرج لا علاقة لك بالمرة،
نظر إليها فاتحاًً عينيه ذهولا وقد صعقته المفاجأة لجرأتها، اقترب منها وبهدوء يشبه صوت الإعصار القادم من بعيد هل جننت؟
أجابت بحزم .. سأخرج وقت أشاء وكيفما أشاء ولن تستطيع منعي بعد اليوم… قال في محاولة أخيرة وقد اصطكت أسنانه من شدة الغيظ… ارجعي أفضل لك وإلا والله سألطمك حتى يسقط صف أسنانك… ثم أشار بإصبعه لغرفتها وقد أغمض عينيه ليحتوي نفسه التي كانت على وشك الانفجار.
صممت واستدارت نحو الباب في طريقها للخروج متجاهلة أمره… عندها جذبها بقوة من شعرها وظلت هي تقاوم فبدأ صراخهما يتعالى، عندها جاء والداهما من آخر الفيلا وبلمح البصر تماسكت الأيدي لتخليص شعرها من بين أصابعه…واستطاعا أخيرا نزع يده وقد امتلأ كفه بشعرها الأسود الجميل.
بدأ الابن حديثه صائحاً …ألا ترى فجورها يا أبي وما ترتدي ورائحة عطرها تصل للشارع، وعندما أسألها إلى أين هي خارجة ترفض وكأنها حرة؟ نظرت إليهم جميعا كالنمرة وأردفت بصوت أشبه بالزئير…نعم أنا حرة.
أبي، أمي، اسمعوا جميعا لقد تعديت الثلاثين من عمري ولو كنت في سجن لأطلق سراحي لنهاية المدة .. لن أظل في رعايتكم، ولن استمر في خشيتكم، ولا أريد أن تحددوا لي ما الذي أفعله وما الذي أقوله، أنا إنسانة حرة، هل سمعتم؟ إنسانة حرة ولدت لأعيش حرة … وبما أني سأحاسب على خطاياي، إذن فلا شأن لكم بي… ثم مرت ثوان ثقيلة…وسط تفاجؤ الجميع لهذه الثورة البركانية العارمة لابنتهم التي اعتادت المقاومة بدموعها، وقبل أن تصدر أي ردة فعل منهم سارت خطوات قليلة وأكملت بصوت جازم كمن يملي على نفسه قرارات جديدة سأفعل كل ما يحلو لي، سأفعل كل ما فعله أخي، سأعيش مثلما عاش لذا …وعاد صوتها في الارتفاع سأسهر وسأخرج ليل نهار وسأحضر الحفلات ثم أصلي وأصوم وأزور البيت كما يفعل الرجال، وإذا خفتم على سمعتكم كعادتكم فانبذوني واحرموني من اسم العائلة وأنا سأتكفل بنفسي من مالي، ثم التفتت إلى أمها بوجه غاضب…وأنت يا أمي..لا أريد أمومتك المسمومة…أنت من أنجبت هؤلاء الوحوش وأطلقتيهم علي ليعتدوا على إنسانيتي بالعنف … لا أجدك إلا لإقناعي بتنفيذ طلباتهم أو لترعي جراحي وتشفيني لجولة عنف جديدة … وحتى أنت يا أبي كف عني كفوف أبناءك… أما أنت يا أخي فأنا أكرهك …وقد تستطيع أن تتسلط علي بجسدك وتضربني كلما عصيتك، لكني لن أستسلم وفي يوم ما ستبحث عني ولن تجدني.. لذا فأنا أحذرك ولن يكون لديك سوى خيارين هما، إما أن تدعني أحيا مثلما تحيا أنت بالضبط، أو نموت سويا .. صمت الجميع من الذهول …إلا أخاها الروح الفتية الذي انتفخ جبروته جبروتا… فهو يعلم أنه يحكم في فضاء مطلق.فقد أنهى الحوار بصرامة …كنت أمرتك بعدم الخروج من المنزل، أما الآن فلن تخرجي حتى من هذه الغرفة وإلى ما شاء الله لك أن تحيي..
والله يعطيك العافيـــه ,,
يسلموووووووووووووو على القصه