بدر شاكر السياب هو تلك النفس البريئة ،التي حملت ذنوب الاخرين ، وحلقت بها فوق سماوات كثيرة وعديدة ، عراقية ،اقليمية ودولية ، وتلك النفس المتشبعة تماما بحب الوطن إلى حد الموت ، كم نتمنى الان ، ان يكون لنا سياب اخر ، يعشق الوطن حد الاختناق،كم جاء من بعده ، وكانوا يغارون من حبه للارض ، للناس ، للمرأة كعطاء بلا حدود.
فالسياب عرف المرأة اكثر منا ،لانه كان يعشق الجمال والعطاء فيها
هذا الثنائي الرائع الذي تحتويه المرأة، السياب وحده من الشعراء ، علمنا ابجديته ، فهو الذي تعلم الحب والصبر ، من النخلة العراقية، اهي النخلة العراقية ام المرأة العراقية ؟!
هذا النحيف العراقي ـــ القوي اضداده اكتسبته قوة لا نظير لها الان !
السياب بشخصيته وشعره ، انتصر على مفاهيم علم النفس قديمها وحديثها التي لاتقر بوجود شخصية انسانية قادرة على العطاء في وسط اضداد تتصارع على كيانها ،لكن السياب كظاهرة انسانية وابداعية لها قوانينها الخاصة بها دون الاخرين من بني جنسها ، ومن يقرأ قصيدة أو رائعة السياب (غريب على الخليج )يتفق مع ما ذهبنا اليه في نظرتنا له ولابداعه …
هذه الظاهرة الابداعية لدى السياب ، لم تدرس دراسة موضوعية بعيدة عن اسقاطات الذات لدى الاخرين من الباحثين العراقيين والعرب ، بل ان بعض الدراسات قد اساءت كثيرا للشاعر بدر شاكر السياب ، وحتى شعره ودوره الانساني والوطني ،لان هؤلاء الباحثين قد اسقطوا عقدهم على شخصية هذا الشاعر والانسان الكبير بحبه للناس والوطن ، لم تكن النفس السيابية ،سوى الحب والعطاء للاخر
للعراقي و الانساني ، هذا الاخر الذي تخلى عن السياب في اكثر من موقف، لكن السياب لم يتخل عنه ابدا!
السياب الذي اعطاهم الحب والعطاء والنقاء ، فأعطوه الاساءة والانانية والنكران !
وشعر السياب لايختلف كثيرا عن نفسه ،فهو مشهد ممتليء بالجمال والحيوية ، حد الذهول :
عيناك غابتا نخيل ساعة السحر
أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر
عيناك حين تبسمان تورق الكروم
وترقص الاضواء .. كالاقمار في نهر
وبرغم من كل اجواء الاحباط والاقصاء والسجون ، فأن السياب ظل يواصل البحث بلا هوادة عن ايجابيات الاخر:
وكل قطرة تراق من دم العبيد
فهي ابتسام في انتظار مبسم جديد
اوحلمة توردت على فم الوليد
في عالم الغد الفتي ، واهب الحياة
بارك الله فيني هههههههههه
طرح رائع
يسلمو
هلاااااااااااا حنين
منورة الصفحة…
الله لا يحرمني ردودك الحلوة