في هذه الدنيا نتعرف على أناس نحبهم نتصادق معهم وتمر بنا الأيام ولكن هل وقفنا يوماً مع أنفسنا وتسائلنا هل هذه الصداقة وتلك المحبة في الله ولله دعونا نقرأ معاً رسالة هذه الصديقة لصديقتها الحميمة تسائلها فيها عن صداقتهما ومحبتهما التي ربطت بين قلبيهما ……………..
أختي الحبيبة:
يا من تجلسين معي و تحدثيني لساعات طويلة … يا من جاهدت لإرضائي … يا من حاولت ، ونجحت في فهمي دون أن أتكلم كلمة واحدة … يا من أحبتني بقلبها كله … يا من بذلت مشاعرها ، وأحاسيسها ، وأحاطتني بها بكل سرور … يا من تكون أول من يشاركني أفراحي ، وأحزاني … يا من هي كخيالي ، كروحي ، كنصفي الآخر … يا من … و يا من أسألك إلى متى ؟ إلى متى ستظلين تسقيني من هذا الشراب ؟ شراب المشاعر ، والأحاسيس ، والاهتمام … هل ستظلين تسعدين دوماً لرؤياي ؟
هل ستظلين قلقةً علي ، تحملين همي ، وتخففين من غمي ؟ هل تثقين بالأيام القادمة … ؟ هل سنظل كما نحن بدون تغير … ؟ أم ماذا … ؟ ماذا سيحدث إن استيقظت يوماً فوجدتك قد فارقت الحياة … ماذا لو افترقنا …؟ ماذا ستكون الذكرى ؟ .
لا أكذب عليك ستكون ظƒط«ظٹط±ط© …لكنها لن تشفع لنا عند الله ، لأنها لم تكن لله كانت كلها دنيوية … لم نقرأ صفحة من كتاب مفيد .. لم نتلُ سوياً و لو آية من كتاب الله … لم نضع صدقةً معاً ليبارك الله صحبتنا … لم ندعُ الله بأنه إن كانت صحبتنا خالصة له أن يرفعها لمنابر النور ، وإن كانت غير ذلك ، فإننا لسنا بحاجة إليها … لم نتناصح ، لم تذرف عيوننا من خشية الله …
بكينا على ط£ط´ظٹط§ط، ظƒط«ظٹط±ط© طھط§ظپظ‡ط© ، لكننا لم نبكِ على ساعاتنا التي ضيعناها بالذنوب … أوقاتنا التي قتلناها بالمعاصي .. أيامنا التي لطخناها بالآثام … لم نجلس في مكان نزداد فيه إيماناً … لم نقعد في مجلس ٍ يتلى فيه قرآنا … بل أعرضنا عن الذكر متناسين قوله تعالى: { ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى }
غاليتي :
هل فكرنا أنا وأنت يوماً أن نزيد إيماننا ؟ هل اتفقنا على أن نصلح من أنفسنا ؟؟ هل … وهل .. ؟ يا ويلتي … أصرخ بأعلى صوتي … يا ويلتي ، و ويلك.. تصادقنا لنزداد تعلقاً ببعض ، ولم نتصادق لنزداد تعلقاً بالله …
ما أن حان وقت المنام ووضعت رأسي على وسادتي حتى شعرت بالخوف … تذكرت في هذه الليلة الظلماء ، ظلمة القبر … تخيلت حالي وحالك في النار ، نتلاوم على عدم فعل الخير … يا ليت بيني وبينك عملاً صالحاً نتقابل به عند الله يوم القيامة … آه ..آه .. الحر شديد .. القلوب لدى الحناجر … وكل واحدة منا تقول : نفسي … نفسي … حينها سأنساك ، وأنسى كل من حولي إلا نفسي … لا … لا… بل سأقف ضدك عند الحساب ..!! سأدعو عليك ، وأقول : اللهم أضلها كما أضلتني ..!! أذقها من العذاب ضعفين ..!
أمعقول هذا ! لا ! … لا بد أنه كابوس مخيف … لكن ، كل ما تخيلته في ذهني المتعب حقيقة أثبتها الله تعالى في كتابه الكريم ، حيث قال على لسان صديق نادم :{ يا ويلتي ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولاً } ترى .. أمعقول أن تكون هذه هي النتيجة ؟ ! .. أواه .. أواه .. أمعقول أن أدعو عليك وأقف ضدك ، بعد أن كنت صديقة عمرك ، ورفيقة دربك ! ؟ أمعقول أن أتندم يوم القيامة على الساعات التي قضيتها معك ! ؟ لا ..لا .. لن أجعل هذه هي النهاية .. نهاية صحبتي معك ، فالوقت ما زال في أيدينا ، والفرصة ما زالت أمامنا .. ما زلنا على قيد الحياة .
أختي الحبيبة :
لنتعاهد سويا ، ولنحاول بكل ما أوتينا من قوة أن نتغير إلى الأفضل ، أن نرتقي إلى الأعلى ، أن نتقدم إلى الأمام ، أن نتواصى ، نتواصى بالحق والصبر … عند تلك اللحظة سنولد من جديد …تلتقي قلوبنا وتتصافح ، وتتعانق نفوسنا … نمضي سوياً مع ركب الخير … في خط مستقيم لا اعوجاج ولا ميل ، حتى نصل إلى شاطئ الأمان … ضعي يدك ، بيدي ، ولنبدأ من الآن ، لننال رضى الرحمن ، ونفوز بالجنان ، من هنا أخيتي أقول لك …
إنني أحبك في الله
اسعد الله قلوبكم وامتعها بالخير دوماً
أسعدني كثيرا مروركم وتعطيركم هذه الصفحه
وردكم المفعم بالحب والعطاء
دمتم بخيروعافيه