تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » للمطلقات كل ما قد فات فات وكل ما هو آت آت

للمطلقات كل ما قد فات فات وكل ما هو آت آت

أنا امرأة في العقد الثالث من العمر ناجحة في العمل والحمد لله، وعلاقاتي الاجتماعية ممتازة، ومتمسكة بديني وحجابي، ولكنني في أحيان كثيرة أشعر بالنقص من عدم وجود زوج لي أستطيع أن أتشارك معه هذه الحياة، وأشعر بالحب والعاطفة التي لم أجدها في زواجي السابق …
فقد ارتبطت سابقا برجل تحت ضغط الأهل، ولم أستطع أن أرفض. وقد عانيت مع هذا الرجل كثيرا، ومع ذلك استمر أهلي بالضغط عليّ للبقاء معه حتى تمردت في النهاية بعد عشر سنوات من الزواج والهم وأصررت على الطلاق واستطعت أن أكسب نفسي وصحتي ….
شعرت بعد الطلاق أن نفسيتي أصبحت ممتازة، ومعنوياتي رائعة، وقد شعر أهلي بخطئهم واعتذروا مني وتأكدوا أن ذلك الرجل لم يكن يناسبني.
إنني الآن رغم كل النجاح الذي أنا فيه فإنني في داخلي أشعر بالرغبة في أن أرتبط بشخص يقدرني لشخصي، وليس لأنه يريد امرأة فقط، ولكنني لم أعثر عليه إلى الآن، وأرى أن العمر يمضي وفرص الزواج تقل، خاصة مع كوني مطلقة على الرغم أنني لم أرزق بأطفال، وأفكر دوما لو تقدم بي العمر فمن سيرعاني ومن سيكون بجانبي.
وما زال بداخلي حقد على زوجي السابق؛ لأنه امتص شبابي وأضاع حياتي، دعوت الله كثيرا أن يرزقني الزوج الصالح، ولكنني أبقى دائما خائفة أن يتكرر مصيري السابق، وأن أفشل في الزواج للمرة الثانية.
إني أعيش في قلق وحيرة، بين رغبتي العميقة في الارتباط مع شخص أحبه وأقتنع به، وبين خوفي وترددي من أن يتكرر مصيري مرة أخرى.
الجواب
أنت تعيشين في نعمة يا عزيزتي يحسدك عليها كثير من النساء، وهي نعمة الحرية والخلاص من زوج قاهر متجبر، فكم من النساء يتمنين لو تمكنّ من طلب الطلاق، ولكن يمنعهن أنهن لن يجدن المورد الذي يعشن منه ولا الأهل الذين يتفهمونهن ولا العلاقات الاجتماعية الممتازة التي تتمتعين بها …
لكن المشكلة يا أختي العزيزة -وهي ليست لديك فقط بل لدى الكثيرين منا- تكمن في شيئين هما: العيش في الماضي، والخوف من المستقبل.
أولا: تذكر الماضي، فأسأل: كيف نستطيع أن نستمتع بالحاضر الجميل إذا كنا ما نزال نعيش بالماضي الأليم؟
لماذا لا نمسح جراحات الماضي من أعماقنا؟ لماذا لا ننفض الغبار العفن من ذاكرتنا؟ لماذا لا نخرج المعاناة القاسية من أرواحنا؟ كيف يمكن أن ننطلق كما نحب وكما يريد الله منا، ونحن أسرى لماضٍ مرعب يعشعش في خلايانا؟
إن الله أراد بك خيرا في مصيبتك بالزواج من هذا الرجل، ثم الطلاق منه لقول رسول الله (صلى الله عليه سلم) : "من يرد الله به خيرا يصب منه"، لكن جملتك: "ما زال بداخلي حقد قديم على زوجي السابق؛ لأنه امتص شبابي وأضاع حياتي" قد تضيع أجرك؛ لأنك لست راضية تماما بقضاء الله؛ إذ لا يحصل في الكون شيء إلا وهو في سابق علم الله سبحانه وإرادته.
فهلا نسيت الماضي وتعاملت معه على أنه بنك للمعلومات تستفيدين منه دون أن تجعليه سجنا تعيشين فيه؟ ألم تستفيدي من تجربتك السابقة -رغم ألمها- الشيء الكثير؟ أنت قادرة الآن على عدم الخضوع لرأي أهلك على الأقل؛ فأنت حرة في نفسك تماما في الوقت الذي تعيش فيه الكثيرات تحت ضغط الأهل أو الزوج.
ثم هلا خففت وقع المصيبة على نفسك بتخيلها لو أنها كانت أكبر: لو أنك أنجبت من هذا الرجل، هل تتخيلين كم يكون قرار الطلاق صعبا حينها؟ وكم مرة كنت ستفكرين قبل أن تحرمي أطفالك من حضن الأسرة؟ وكم ستعيشين في بؤس؛ لأنك مضطرة أن تصبري لأجل أولادك كما هو حال الكثيرات؟
أو تخيلي لو أنك مطلقة، ومعك أطفال كيف يكون وضعك وأنت تمارسين دور الأب والأم؟ كيف تكون حالتك وأنت تعملين خارج البيت وداخله بلا توقف؟ كيف إذا سألك الأطفال أين أبي؟ ولماذا لا نعيش معه؟ وكم ستكون نفوسهم ممزقة لو أنهم سمعوا كلمة سيئة عن أبيهم من أهلك أو كلمة نابية عنك من أهل زوجك؟ هل استطعت الآن أن تقدري نعمة الله بأن مصيبتك كانت مخففة؟
ثم هلا أخرجت من قلبك كل حقد، وتذكرت أن سلامة الصدر من الأذى هي التي تنجي من الهلاك يوم القيامة "يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ".. سليم من كل صفة لا يحبها الله من حقد وحسد وكراهية وغلٍّ "ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في صدورنا غلا للذين آمنوا".. سليم من الرغبات الدنيوية وتمني ما ليس في اليد "فلا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه".. سليم من حب ما سواه سبحانه، وحب رسوله -عليه الصلاة والسلام-، وحب من يحبه .
أنا معك أننا بحاجة إلى الحب؛ لأن الرغبة أن نكون محبوبين هي دافع فطري متأصل فينا جميعا، لكن إذا حرمنا نعمة الحب من الزوج ألا يمكن أن نجدها عند غيره؟ ألا يمكن أن نجد صديقات مخلصات؟ أو أخوات في الله محبات؟ أو قريبات وفيات؟ ألا يمكن أن ننثر بذور الحب لمن حولنا فتنمو حبا منهم لنا؟
ثانيا: الخوف من المستقبل: "لو تقدم بي العمر فمن سيرعاني، ومن سيكون بجانبي؟" أسألك يا أختي الغالية: هل يوجد من هو متأكد بأنه سيعيش حتى يتقدم به العمر؟ هل نستطيع أن نضمن الحياة الطويلة لنا أو لمن حولنا من أزواج وأولاد؟ هل يعرف أحد منا من السابق ومن اللاحق إلى الآخرة؟ هل يفرق الموت بين كبير وصغير؟ ثم ألا يمكن أن نربي أولادنا وعند حاجتنا لهم في كبرنا لا نجدهم إما لبعدهم عنا أو لظروفهم السيئة؟ فلماذا هذا الرعب من المستقبل؟
وهنا أيضا يتكرر السؤال نفسه: كيف نستمتع بالحاضر الجميل إذا كانت حياتنا خوفا من المستقبل، وكانت أيامنا هما مما يخبئه لنا الغد؟
أعلمك حكمة لو تمسكت بها لاستطعت أن تغيري نمط تفكيرك في الماضي والمستقبل: "كل ما قد فات فات، وكل ما هو آت آت، وكل ما لم يميتني من هذا أو ذاك فهو يقويني"، فهلا حفظتها عن ظهر قلب؟ وهلا تشبعت بها قلبا وروحا وعقلا؟ ستشعرين عندها كم أنت قوية والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف.
وأذكر لك حديث من لا ينطق عن الهوى وهو أفضل من أي حكمة لتشكري الله على اليوم دون أن تفكري في الماضي أو تهتمي للمستقبل: "من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حِيزَتْ له الدنيا بحذافيرها"، ومن منا نحن رواد الإنترنت لا يملك هذه الثلاثة؟!
نصائحي الإضافية لك:
1 – املئي وقتك بكل خير للدنيا أو للآخرة، وتذكري أن حياة المؤمن هي لله حتى في أكثر أموره دنيوية إذا قصد بها وجه الله، ولم يقصد التفاخر والتباهي "قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين".
أنت تعملين، والحمد لله، فالفراغ عندك أقل بكثير ممن لا تعمل، فيمكنك تقسيم وقتك المتبقي أجزاء تمارسين فيها هواياتك المفضلة من قراءة أو رياضة أو خياطة أو أعمال ديكور أو غيرها، وأخرى لزيارة الأقرباء والصديقات، ويمكنك تقوية إيمانك بزيادة عباداتك لتتقربي من الله سبحانه "من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون".
كما أن هذا الإيمان يقوى بالأعمال الخيرية الاجتماعية كالعمل في جمعيات البر ورعاية الأيتام مساء، وتفقد أحوال المحتاجين والمشاركة الوجدانية للمحرومين، هذه الأعمال هي التي تسكب الرضا في ثنايا النفس، وتنشر السعادة في أعماق الوجدان.
2 – تذكري أن الجليس الصالح خير من الوحدة، والوحدة خير من جليس السوء، أي أن البقاء من دون زوج أفضل بكثير من زوج سيئ، ومع ذلك فالزمي الدعاء بأن يرزقك الله الزوج الصالح والذرية الصالحة "ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما".
3 – نصائح لتعيشي بسعادة، وهي:
– طهري قلبك من الكراهية، والحقد، وكل الآفات السيئة الأخرى.
– حرري عقلك من القلق والتفكير بالمستقبل القريب والبعيد.
– أعطي أكثر، خاصة الحب لمن حولك فسوف تشعرين بمحبتهم لك.
– توقعي أقل سواء من الناس كالشكر أو من المستقبل كالزوج.
– ابتسمي دائما للحياة وأحبيها رغم آلامها لتشعري بجمالها (والحب يعتصر اللذات بالألم).
– عيشي ببساطة، ودون أي تعقيد.
– كوّني صداقات جيدة، خاصة مع الناس الذين يتميزون بالصفات السابقة.
وتذكري أن لك إخوة هنا يتمنون لك كل الخير فلا تتردي بطلب المعونة في أية حال..
وفقك الله والتقيت بمن تظنينه مناسبا لك. وتأكدي أن الله معك ما دمت معه سبحانه "والله معكم ولن يتركم أعمالكم".

[CENTER]
خليجية

:
:

يسلمــــووو

والله يعطيك العافيــه

:
:

خليجية

[/CENTER]

اختي العزيزه
انا هنا
اشد على يدك وعلى ماكتبتي
فجوابك يدل على تواجدك
وعلى نصيحه لاتقدر بثمن
وفيتي وكفيتي اتمنى التوفيق
للاخت الكريمه بماتتمناه وان يوفقها الله
فيما يحب ويرضى ويديم عليها نعمته وان يرزقها
بالرجل الصالح الذي يخاف الله فيه ويرزقها الذريه
الصالحه ويطيل في عمرها لترى فضل الله عليه
وترى ابنائها يخدمونها الى ماشاء الله

اشكرك اخى على مرورك ؟ انا راجل مش اخت

يسلمــــووو

والله يعطيك العافيــه على الموضوع

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.