من أعجب الأشياء أن تعرف الله ثم لا تحبه ،
وأن تسمع داعيه ثم تتأخر عن الإجابة ،
وأن تعرف قدر الربح في معاملته ثم تعامل غيره ،
وأن تعرف قدر غضبه ثم تتعرض له ،
وأن تذوق ألم الوحشة في معصيته ثم لاتطلب الأنس بطاعته ،
وأن تذوق عصرة القلب عند الخوض في غير حديثه والحديث عنه ،
ثم لا تشتاق إلى انشراح الصدر بذكره ومناجاته ،
وأن تذوق العذاب عند تعلق القلب بغيره ،
ولاتهرب منه إلى نعيم الإقبال عليه والإنابة إليه ،
وأعجب من هذا علمك أنك لابد لك منه ،
وأنك أحوج شيء إليه وأنت عنه معرض ،
وفيما يبعدك عنه راغب.