يُعتبر ط§ظ„ظ†ظˆظ… موتًا مؤقَّتًا! وهو يُشبه الموت في أمور كثيرة، وأراد الله عز وجل للمسلم أن يُدرك هذه الحقيقة؛ وذلك حتى يستعدَّ عند موته لمغادرة الدنيا، فيُحاسب نفسه، ويتوب عن ذنوبه، ويعمل بعض الصالحات؛ لذا قال تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الزمر: 42]، فواقع الأمر أن الله "يتوفَّى" أرواح كل البشر عند نومهم، فيُمسك بعضها -أي يموتوا- ويُرسل الأخرى -أي يعيشوا- وذلك عند نوم أي إنسان، وهذا شعور لو أحسَّ به العبد عند نومه فلا شك أنه سيحاول أن يكون في مظهرٍ طيبٍ في لقائه الأول في عالم الآخرة، وهذا لا يكون إلا بتوبة وعمل صالح؛ لهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستقبل نومه بتذكير نفسه بأنه قد يكون مُقبلاً على الموت، ويستقبل يومه عند استيقاظه بحمد الله أن أعطاه حياة جديدة في هذا اليوم؛ فقد روى البخاري عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ، قَالَ: "بِاسْمِكَ أَمُوتُ وَأَحْيَا".
وَإِذَا قَامَ قَالَ: "الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ".
ووَجْهُ الحمدِ هنا أن هناك فرصة جديدة لزيادة الحسنات بالعمل الصالح، وإنقاص السيئات بالتوبة، كما أن الدعاء النبوي يُذَكِّر المؤمن بيوم العودة النهائية إلى الله -أي يوم القيامة- وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: "وَإِلَيْهِ النُّشُورُ". فهذا سيدفع المؤمن إلى أن يقضي يومه الجديد في عمل ينفع في الآخرة. إنها ط³ظڈظ†ظ‘ظژط© جميلة تُصْلِح الدنيا والآخرة.
ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54].
المصدر : كتاب " إحياء354 " للدكتور راغب السرجاني
[/CENTER]