[align=justify]إن السعادة الزوجية أشبه بقرص من العسل تبنيه نحلتان، وكلما زاد الجهد فيه زادت حلاوة الشهد فيه.
ولا شك أن مسؤولية السعادة الزوجية تقع على الزوجين، فلابد من وجود المحبة بين الزوجين.
وفي الوقت نفسه نقول: إن البيت السعيد لا يقف على المحبة وحدها بل لابد أن تتبعها روح التسامح والتصافي بين ط§ظ„ط²ظˆط¬ظٹظ† إن الزواج في نظر الإسلام سكن نفسي واطمئنان روحي وصفاء قلبي مشترك، وتعاون بين ط§ظ„ط²ظˆط¬ظٹظ† على قطع مرحلة الحياة معًا على درب واحد.[/align]
[align=justify]وانظر ما أروع تعبير القرآن الكريم في هذا الشأن:[/align] [align=justify]{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً}[/align][align=justify] [الروم: 21].[/align]
[align=justify]وبهذه المودة وهذا ط§ظ„طµظپط§ط، تحل كل المشاكل الناشئة فيما بعد، فهي مشاكل تنشأ بين حبيبين لا جامع بينهما إلا الوفاء أما غيرهما فالرابط بينهما هو المنفعة والمصلحة.
وهذه دعوة خاصة إلى ط§ظ„طµظپط§ط، والتصافي بين الزوجين، والتجاوز عن الزلات.
ولكن كيف يتحقق ط§ظ„طµظپط§ط، بين الزوجين؟
يمكن تحقيق ط§ظ„طµظپط§ط، بين ط§ظ„ط²ظˆط¬ظٹظ† عبر هذه المراحل التالية:
ـ المصارحة اللطيفة لها فعل السحر في إعادة علاقتكما الزوجية إلى الهدوء والسكينة إن عكّر صفوها معكّر.
ـ اطلب من زوجتك أن تجلس بقربك وضمها إلى صدرك مع لمسات ونظرات تعبّر عن حب وشوق، وأحسن معاملتك لزوجتك تحسن هي إليك، أشعرها أنك تفضلها على نفسك، وأنك حريص على إسعادها، ومحافظ على صحتها، ومُضحٍ من أجلها ـ إن مرضت مثلاً ـ بما أنت قادر عليه.
ـ لاطف زوجتك بعبارات تشعل ما في قلبها من عاطفة وغريزة، وتأسَّ برسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك ‘فهلا بكرًا تلاعبها وتلاعبك’ [رواه البخاري] وحتى عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ وهو القوي الشديد الجاد في حكمه ـ كان يقول: ‘ينبغي للرجل أن يكون في أهله كالصبي ـ أي في الأنس والسهولة ـ فإن كان في القوم كان رجلاً’.
ـ وللزوجة أقول تهيئي لاستقبال زوجك بترحيب حار ومظهر جميل ورائحة طيبة تنسيه عناء العمل ومتاعبه.
ـ انظري في عيوب زوجك نظرة حبيب فتصغر عيوبه ويهون ما كنت ترينه كبيرًا، وتأملي قول الشاعر:[/align]
[align=center]عين الرضا عن كل عيب كليلة …. ولكن عين السخط تبدي المساويا[/align]
[align=justify]ـ التزمي الهدوء عندما يغضب زوجك ثم صارحيه بما صدر منه وعاتبيه بود ‘ويبقى الود ما بقي العتاب’.
ـ وللزوج أقول الزم الهدوء ولا تغضب؛ فالغضب أساس الشحناء والتباغض، وإن أخطأت تجاه زوجتك فاعتذر إليها ـ وهذا ليس عيبًا ـ، لا تنم ليلتك وأنت غاضب منها وهي حزينة باكية، تذكّر أن ما غضبت منه ـ في أكثر الأحوال ـ أمر تافه لا يستحق تعكير صفو حياتكما الزوجية، ولا يحتاج إلى كل ذلك الانفعال. استعذ بالله من الشيطان الرجيم وهدئ ثورتك، وتذكّر أن ما بينك وبين زوجتك من روابط ومحبة أسمى بكثير من أن تدنسه لحظة غضب عابرة، أو ثورة انفعال طارئة.
ـ اشتغلي أيتها الزوجة بمرضاة زوجك حتى تلقي منه ما يرضيك، ويترجم ذلك قول الأعرابية لابنتها: ‘كوني له أمة يكن لكِ عبدًا’.
وفي الحديث عن أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ‘أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راضٍ دخلت الجنة’ رواه الترمذي، وقال: حديث حسن.
ـ أكثري من كلمة حبيبي أحبك فهي لم تخصص للعشاق إنما لك أنت وزوجك.
ـ إن كنتِ امرأة عاملة فلا تعكري صفو العلاقة بينك وبين زوجك بمشاكل العمل وانعكاساته على نفسيتك بل دعي كل ما يخص العمل في مكانه وعودي إلى البيت صافية وخالية.
ـ إن كرهت عزيزي الزوج من زوجتك خلقًا فتذكّر خُلقًا آخر حتى تصفو مشاعرك تجاهها، وتذكّر معنى قول رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم : ‘لا يفرك مؤمن أي لا يبغض مؤمنة إن كره منها خلقًا رضي منها آخر’.
فحاول أن تغض الطرف عن بعض نقائص زوجتك، وتذكّر ما لها من محاسن ومكارم تغطي هذا النقص.
ـ أشعر زوجتك أنها في مأمن من أي خطر، وأنك لا يمكن أن تفرّط فيها أو أن تنفصل عنها.
ـ قابل التصرفات الصادرة من زوجتك بنوع من الحلم بعيدًا عن العنف.
ـ ولا تهن زوجتك؛ فإن أي إهانة توجهها إليها تظل راسخة في قلبها وعقلها، وأخطر الإهانات التي قد لا تستطيع زوجتك أن تغفرها لك هي أن تنفعل فتضربها أو تشتمها أو تلعن أباها أو أمها أو تتهمها في عرضها.
ـ تجنب هذا الأسلوب من المدح إذا أردت أن تثني على زوجتك ‘أنت إنسانة رائعة…ولكن’ فقد تنسى كل مديحك ولا تتذكر إلا ما استثنيته فقط.
وهنا نقف ونسأل: هل ط§ظ„طµظپط§ط، بين ط§ظ„ط²ظˆط¬ظٹظ† يؤثر على العلاقة بينهما وعلى حياة أفراد الأسرة؟
وللإجابة على هذا السؤال تذكر أهمية التصافي على علاقة ط§ظ„ط²ظˆط¬ظٹظ† وحياة أفراد الأسرة فيما يلي:
ـ ط§ظ„طµظپط§ط، يقوي انتماء الزوجة لزوجها ويزيد من رغبة الزوج في القرب من زوجته.
ـ ط§ظ„طµظپط§ط، ينعش الحياة الزوجية فيعيش الزوجان حالة حب يتجدد كل يوم.
ـ وبه يزداد احترام الزوج لأسرة زوجته، كما يقوي تقدير الزوجة لأسرة زوجها وصفاء قلبها تجاههم.
ـ والصفاء يُضفي جو من الهدوء وراحة البال على المنزل.
ـ بالصفاء يعي كل من الزوجي دوره فيكون زوجًا وأبًا بمعنى الكلمة وتكون زوجة وأمًا بمعنى الكلمة.
ـ بالصفاء تتجدد الأجواء الإيمانية في المنزل فتستقيم نفس الزوجة والزوج إذا كانا على يقظة وتقوى علاقتهما بالله عز وجل.
ـ بالصفاء تتوثق وتصفو علاقة كلا ط§ظ„ط²ظˆط¬ظٹظ† بمن حولهما من أصدقاء وأقرباء.
ـ بالصفاء يصبح الزوجان قادرين على مواجهة مشاكل الأبناء وتصرفاتهم بحكمة وهدوء بعيدًا عن العنف والانفعال.
ـ والصفاء يؤدي إلى استقرار نفسيات الأبناء وهدوئها، ويتكيف الأبناء مع والديهم ويزداد الانتماء إليهم، فيلجأون إلى والديهم إذا شقّ عليهم أمر أو احتاجوا لمساعدة.
ـ وبالصفاء تقل خلافات الأبناء مع بعضهم وتسير نحو التفاهم والانسجام ويتحسن التحصيل العلمي والمستوى الدراسي للأبناء.[/align]
[align=justify]وفي الختام أدعو الله لجميع الأسر المسلمة أن تصفو قلوبهم لتصفو حياتهم.[/align]
[align=center]م ن ق و ل[/align]
[align=center]تحياتي
الصوت الجريح[/align]
كلماتك كلها ابداع وفن
ننتظر كل جديد منك فلا تبخل علينا بعطر كلماتك
بالتوفيق
وتحياتي// ربيع الحياة