خمس ط±ط³ظ€ط§ط¦ظ„ ظ…ط¤ط«ط±ط© من ط§ظ„ط´ظٹط®: الشنقـيطي،،
لك أختي الحبيبـــة..
&..الرسالــــــــة الأولى: "الحياة مع الله"..&
………………………………………….. …………………..
الحياة إما للإنسان وإما عليه، تمر ساعاتها ولحظاتها وأيامها وأعوامها على الإنسان، وتقوده إلى المحبة والرضوان؛ حتى يكون من أهل الفوز والجنان، أو تمر عليه فتقوده إلى النيران، وإلى غضب الواحد الديان.
الحياة إما أن تضحكك ساعة لتبكيك دهراً، وإما أن تبكيك ساعة لتضحكك دهراً، ونحن في هذه اللحظة نعيش حياة إما لنا وإما علينا، فالرجل الموفق السعيد من نظر في هذه الحياة وعرف حقها وقدرها،
فهي والله حياة طالما أبكت أناساً فما جفت دموعهم، وطالما أضحكت أناساً فما ردت عليهم ضحكاتهم ولا سرورهم.
أحبتي في الله.. ! الحياة الدنيا جعلها الله ابتلاءً واختباراً وامتحاناً تظهر فيها حقائق العباد،
ففائز برحمة الله سعيد، ومحروم من رضوان الله شقي طر يد،كل ساعة تعيشها إما أن يكون الله راضياً عنك في هذه الساعة التي عشتها، وإما العكس والعياذ بالله، فإما أن تقربك من الله، وإما أن تبعدك عن الله،
. فهذه الحياة فيها داعيان: داعٍ إلى رحمة الله ورضوان الله ومحبته،
وأما الداعي الثاني: فهو داعٍ إلى ضد ذلك، من شهوة أمارة بالسوء، أو نزوة داعية إلى خاتمة السوء، والإنسان قد يعيش لحظة من حياته يبكي فيها بكاء الندم على التفريط في جنب ربه، يبدل الله بذلك البكاء سيئاته حسنات، وكم من أناس أذنبوا،، وطالما اغتربوا عن ربهم، فكانوا بعيدين عن رحمة الله، غريبين عن رضوان الله، وجاءتهم تلك الساعة واللحظة وهي التي نعنيها بالحياة الطيبة؛ لكي تراق منهم دمعة الندم،
وكما يقول العلماء: إن الإنسان قد يذنب ذنوباً كثيرة، ولكن إذا صدق ندمه وصدقت توبته بدل الله سيئاته حسنات، فأصبحت حياته طيبة بطيب ذلك الندم، وبصدق ما يجده في نفسه من الشجا والألم،
ونسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يحيي في قلوبنا هذا الداعي إلى رحمته، وهذا الألم الذي نحسه من التفريط في جنبه.
أحبتي في الله.. ! نريد من كل واحد منا أن يسأل نفسه
كم يسهر من الليالي..؟!
وكم يقضي من الساعات؟!
كم ضحك في هذه الحياة..؟!
وهل هذه الضحكة ترضي الله عز وجل عنه..؟
وكم..؟ وكم..؟ يسأل نفسه أسئلة،
وقد يبادر الإنسان ويقول: لماذا أسأل هذه الأسئلة؟
نعم! تسأل هذه الأسئلة؛ لأنه ما من طرفة عين ولا لحظة تعيشها إلا وأنت تتقلب في نعمة الله، ومن الحياء والخجل مع الله أن نستشعر عظيم نعمة الله علينا،
وأن نحس أننا نطعم طعام الله، وأننا نستقي من شراب خلقه الله، وأننا نستظل بسقفه، وأننا نمشي على أرضه، وأننا نـتقلب في رحمته، فما الذي نقدمه في جنبه؟
فليسأل الإنسان نفسه.
يقول الأطباء: إن في قلب الإنسان مادة لو زادت (1%) أو نقصت (1%) مات في لحظة، فأي لطف وأي رحمة وأي عطف وأي حنان من الله يتقلب فيها الإنسان.
يسأل الإنسان نفسه عن رحمــــــة الله فقط:
إذا أصبح الإنسان وسمعه معــه، وبصره مـه، وقوته معـه،
فمن الـــــــــذي حفظ له سمعـــــه؟
ومن الــــــــــذي حفظ له بصره؟
ومن الــــذي حفظ له عقلـــــــه؟
ومن الـــــذي حفظ له روحـــــه؟
فليسأل نفسه من الذي حفظ عليه هذه الأشياء
&..الرسالــــــــــــة: " الثانية" ..&
………………………………………….. …………..
إذا ما طابت الحياة بالقرب من الله فبمن تطيب؟
إذا ما طابت الحياة في القرب من الله فلن تطيب بشيء سواه، وإذا ما طابت بفعل فرائض الله وترك . الله.. فوالله لا تطيب بشيء سواه، ويجرب الإنسان متع الحياة كلها فإنه والله لن يجد أطيب من متعة العبودية لله؛ بفعل فرائض الله وترك . الله.
إن الله تعالى ير يــــــــــــــــــد من عبده أمرين:
الأمر الأول: فعل فرائضــــــــــــه.
والأمر الثاني: ترك نواهيــــــــــــــه وزواجره،
إذا قمت بفعل أي شيء في هذه الحياة فاسأل نفسك: هل الله عز وجل أذن لك بفعل هذا الشيء أم لم يأذن لك؟
فالأجساد والقلوب والأرواح ملك لله، ينبغي للإنسان إذا أراد أن يتقدم أو يتأخر أن يسأل نفسه،هل الله راضٍ عنه إذا تقدم؟ فليتقدم،
أو الله غير راضٍ عنه؟ فليتأخر،
فوالله ما تأخر إنسان ولا تقدم وهو يرجو رحمة الله إلا أسعده الله
. …… ومن أراد أن يجد لذة القرب من الله فليزدد من طاعة الله عز وجل، وليزدد من الصالحات، وليزدد من الأعمال التي تحبب إلى الله عز وجل، وتدعوه إلى مرضاته؛ حتى يحس ساعتها بلذة العبودية لله تبارك وتعالى..
فأنك إذا أقبلت على الله هناك خصلة عجيبة وكريمة، ولو خسرت ما خسرت، لو خسرت الأصحاب والليالي الطيبة، فإن هناك شيئاً لم تخسره، وهو الله جل جلاله،
إذا أقبلت على الله وفعلت هذه الثلاثـــــــــــــة الأشياء:
عقيدة صالحـــــــــــــة، وقـــــــــولاً طيباً، وعملاً طيبـــــــــــاً،
فلا ترفع كفك وتقول: يا رب! إلا أجاب الله دعوتك،
ولا قلت: أسألك إلا أجاب الله سؤالك، ولذلك ورد في الحديث:
(أن العبد إذا كان صالحاً أصبح معروفاً في السماء)؛ لأن العمل الصالح يصعد إلى الله عز وجل، فإذا صعدت منك الكلمات الطيبة فأنت دائماً تقول: لا إله إلا الله، أستغفر الله، وتذكر الله، وتتكلم بالكلام الطيب،
وتحسن إلى الناس، وتفعل الأعمال الصالحة، إذا بالأعمال الصالحة تصعد، فإذا بكثرة الأعمال الصالحة تحبك بها الملائكة، ويجعل الله حب الملأ الأعلى لك في السماوات، فإذا جاء كرب من الكروب:
جاءتك مشكلة، أو جاءك شيء تخافه،
فقلت: يا رب! قالت الملائكة في السماء: صوت معروف من عبد معروف. وهذا الصوت معروف من عبد معروف، من هو؟
إنه المطيع لله عز وجل، عبد بلغ به أنه إذا دعا الله استجاب الله دعاءه، ما الذي ينقصه في هذه الحياة؟!
إذا أصبحت في لحظة بعبوديتك الخالصة وطاعتك الصادقة لله، وقلت: يا رب! أجاب الله دعاءك، فأي مقام، وأي منزلة، وأي شرف أصبحت فيه؟ هذا هو العز، وهذا هو الجاه، وهذه هي الحياة الطيبة التي ينبغي لكل إنسان أن يفكر فيها، وأن يجتهد في تحصيلها.
إن الضيق كل الضيق في معصية الله، والسعة كل السعة في رحمة الله والقرب من الله عز وجل، ونسأل الله بعزته وجلاله وأسمائه الحسنى أن يرزقنا هذه الحياة الطيبة..
&.. الرسالـــــــــــــــــــة الثالثة ..&
………………………………………….. ………………………………..
"أولئك أحباب الله الذين إذا رايتهم ذكرت الله"
حبيب الله الذي إذا رأيت وجه أشرق بنور طاعتة ..
حبيب الله الذي إذا تكلم صدق فلا تجد في قوله قول الزور ولا الفواحش
ولا التفحش ولا تجد السباب ولا الشتم ولا تجد الغيبة ولا النميمة..حبيب الله ذلك الذي صان سمعه،
حتى من الناس من يعش ولم يلقي بسمعه لغيبة ولا لنميمة ..
لايريدون أن يلقوا الله عزوجل وقد سمعوا شيء لايرضيه..
حبيب الله هو المحب لله ولو تغير الزمان ..
حبيب الله هو المتمسك بحبله المستعصم بدينه مهما أرجف المرجفون وخُذل المخذولون ..
حبيب الله الذي لايتتبع الرخص ولايتبع التساهل في دينه في صلاته وعبادته يتلقاه بنفس صادقه يبحث عن مرضاة الله أنا وجدها أخذها ..
مرضاة الله في الأقوال والافعال ذلك الحبيب الذي اشتغل بمحبة الله فأصبحت أشجانه وآحزانه ..
اللهم اجعل محبتك غاية رغبتنا وسؤلنا وأجعلها ربيع قلوبنا وأنس صدورنا برحمتك يا ارحم الراحمين.
&..الرسالـــــــــة الرابعـــــة..&
………………………………………….. …………………..
"التعلق بالله أن يصبح العبد لله لا لسواه"
تعلقت القلوب بربها حينما علمت أنه ملك الملوك وأنه إله الأولين والآخرين
وأنه ديان يوم الدين وأن الأمر له أولا وآخرا وظاهرا وباطنا وإليه يرجع الأمر كله. عندها تعلقت بالله _سبحانه وتعالى_ ولذلك تجد المسلم أقوى مايكون عودا وأثبت مايكون جنانا، والفتن تـتناهشه وتتخطفه من بين يديه ومن خلفه فلا يزيداد إلا اعتصام بحبل الله وتمسك بدين الله؛ لأنه يعلم أن هذا كله لايغني من الله سبحانه؛ لأنه يعلم أن الله رب كل شيء..
التعلق بالله _سبحانه وتعالى_ هو الغنى الذي ليس بعده غنى ،والتعلق بالله هو الأمن الذي لايصحبه خوف ، والتعلق بالله _سبحانه وتعالى_ هو النصر الذي لايكون معه كسر ، والتعلق بالله _سبحانه وتعالى_ هو الطمأنينة والراحةالتي لايشوبها قلق" {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ}
وللتعلق دلائلبأنك تجد الانسان أول مايصبح أول مايفكر كيف يرضي الله،وتجده أول ماينام يفكر كيف حاله مع الله في يومه كله ..
المتعلق بالله جبر الله كسره ورفع الله قدره،حينما أعطاه أعظم عطيه وهي التعلق بالله سبحانه وتعالى ..
من تعلق بالله اطمئن قلبه؛ لإنه من ذكر الله "ألا بذكر الله تطمئن القلوب" ..
من تعلق بالله أصبح الله أكبر همه ومبلغ علمه وشغله الشاغل وحينئذ يكثر من ذكر الله، ويكثر من الخوف من الله، والرجاء فيما عند الله، والطمع في رحمة الله.
حتى يكون من أكمل الناس ذكرا لله بجنانه وجوارحه وأركانه ولسانه فَــيُــبَــــوَّء أحسن الناس المنازل في الدنيا والآخرة.
&..الرسالــــــــة الخامســــــــة..&
………………………………………….. ………….
السؤال: لقد ابتليت -أعاذني الله من هذا البلاء- بمشاهدة (أفلام الفيديو) الخليعة، وقراءة المجلات الماجنة والفاضحة، وأحاول التخلص من هذا، فما ترشدوني، وهل من وسيلة للتخلص من هذا البلاء، وجزاكم الله خيراً؟
الجواب: ! لو تصور هذا الإنسان أنه واقف بين يدي _الله عز وجل_ في عرصات يوم القيامة، ولو استشعر أن الله قد يغضب على العبد غضباً لا رضا بعده -نسأل الله السلامة والعافية-، وقد ينطفئ نور الإيمان في القلب فيصبح القلب مظلماً إلى أن يلقى الله عز وجل، المعاصي خطيرة يا إخوان!
المعاصي تميت القلوب، وتطفئ منها نور الإيمان،
وقد يجد الإنسان لمشاهدتها لذة لكنها حسرة وندامة يوم القيامة،
ثم يسأل الإنسان نفسه سؤالاً صادقاً، يـــــــــــــــــــا أخي!
اسأل نفسك: ما الذي جنيته من هذه المشاهد؟
. يقولون عن رجل: إنه كان من طلاب العلم، وكان مع أحد العلماء،
فذات يوم كان هناك غلام نصراني -والعياذ بالله- كافر، وكان الغلام له صورة جميلة، ففتن به طالب العلم ونظر إليه، فلما نظر إليه نظرة جاء الشيخ ورآه ينظر، فقال له: لماذا تنظر؟ فكف الطالب، فقال الشيخ للطالب: والله لتجدن أثر هذه السيئة ولو بعد حين،
يعني: سيعاقبك الله عليها ولو في آخر حياتك، يقول هذا الطالب:
فما زلت أنـتظر هذه العقوبة، فمكثت عشرين سنة -وهذه القصة ذكرها الإمام ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين-
يقول: مكثت عشرين سنة وأنا أنتظر العقوبة، وإذا بي في ليلة من الليالي نمت -وهو حافظ للقرآن- فأصبحت فأنسيت كتاب الله عز وجل، نسأل الله السلامة والعافية.
فالذنب قد يستهين به الإنسان في جنب الله لكنه عظيم
ولذلك قال بعض السلف:
(لا تنظر إلى صغر المعصية ولكن انظر إلى عظمة من عصيت)،
النظرة الواحدة قد تدمر حياة الإنسان كلها، نظرة واحدة إلى الحرام!
فــــــــــــــالله الله يا أخي في الله، أنا لا أقنطك من رحمة الله، ولا أيئسك من روح الله، ولكن أبشر بكل خير،
أريد منك دمعة تدمعها على ما فات من هذه الأفلام، أريد منك أن تجلس يوماً لوحدك في الغرفة وتتذكر وتقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، أي خسارة بليت بها؟!
فتحترق من داخل قلبك حتى تدمع، ولعل هذه الدمعة تغسل ذنوب العمر،
أريد منك هذه الدمعة وأنت خالٍ، فإن النبي _صلى الله عليه وآله وسلم_ بشَّر من دمع هذه الدمعة أن الله يظله في ظله يوم لا ظل إلا ظله .
الأمر الثاني: أوصيك أخي! أن تقلع عن هذه المعاصي، وأن تبتعد عنها، والله سيعينك، والله ما عقدت في نفسك أنك تتوب عن شيء إلا وفقك الله..
———————————————————————————————
الشيخ / محمد بن محمد بن المختارالشنقيطي،،
لكي كل ودي
جزاك الله عنا كل خير
وجعلها الله في ميزان حسناتك يوم القيامة
و بارك الله فيكم جميعا