أدب الوقوف بين يدي الملك: إن من أعظم مقاصد الصلاة التواضع للملك العظيم، فاطر السموات والأرض، واستشعار عظمته وكبريائه وسعة ملكه.
وقد كان صلى الله عليه وسلم يفتتح صلاته بالثناء على الله الملك، فاطر السموات والأرض، ويسأله العفو عن التقصير في حقه، والقصور في ما يكون من أداء واجبه، ويسأله المباعدة عن الذنوب والخطايا مباعدة المشرق والمغرب وأن ينقي قلبه من المأثم وأن يغسله من الذنوب بالماء والثلج والبرد. يقول صلى الله عليه وسلم إذا افتتح صلاته قال: (اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج والبرد) رواه البخاري رقم 744 مسلم رقم 598، وكان يقول أحيانا: (وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين) سورة الأنعام / الآيتان 162 و 163.
(اللهم أنت المــلك لا إله إلا أنت ربي وأنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا لا يغفر الذنوب إلا أنت وأهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت لبيك وسعديك والخير كله في يديك والشر ليس إليك إنا بك وإليك تباركت وتعاليت أستغفرك وأتوب إليك). رواه مسلم رقم 771، وكان عليه الصلاة والسلام يركع بين يدي ط§ظ„ظ…ظ„ظƒ العظيم مالك ط§ظ„ظ…ظ„ظƒ -ولا يُركعُ إلا له- فيقول في ركوعه الذي هو موضع تعظيم ط§ظ„ظ…ظ„ظƒ العظيم: (اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت وعليك توكلت أنت ربي خشع قلبي وسمعي وبصري ودمي ولحمي وعظمي وعصبي لله رب العالمين) رواه مسلم رقم 771، وكان يجول بقلبه في ملكوت الله، وعظمته وسعة ملكه ، وسلطانه فيقول: (سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة) رواه النسائي رقم 1049، وإذا فرغ من صلاته عاد ليعتذر من ربه سبحانه ويدعوه ويثني عليه بأنه لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع ولا ينفع ذا الجد منه الجد، إنه لا ينفع ذا الغنى عند الله غناه ، ولا ينفع ذا ط§ظ„ظ…ظ„ظƒ عند الله ملكه .لا ينفع عند الله ولا يخلص من عذابه ولا يدني من كرامته جُدودُ بني آدم وحظوظُهم من ط§ظ„ظ…ظ„ظƒ والرئاسة والغنى وطيب العيش وغير ذلك إنما ينفعهم عنده التقريب إليه بطاعته وإيثار مرضاته.