" لو صبر القاتل علي المقتول كان مات لوحده " هذا ما حدث مع الزوجة التي لم تحتمل حماتها في سنوات عمرها الأخيرة ، تمردت علي حب زوجها لها ، أرادت أن تكون " سي السيد " بالمنزل ، لكنها تعرضت لموقف جعلها تتنازل 00
وقف الموظف أمام محكمة الأحوال الشخصية يحكي قصة كفاحه مع الحياة قال:
– لقد توفي والدي وكنت آخر العنقود، تاركا اثنتين من البنات أكبر مني سنا، ومعاشا ضئيلا وساعدنا الحظ أن والدتي موظفة كانت موظفة ، بجانب تمتعها بقوة الشخصية، ولم يكن لها من هدف سوى أن ننجح في التعليم و الحياة معا، ومرت السنوات وهي تدخر من القليل لكي توفر لنا حياة سعيدة نسبيا حتى اجتزنا الصعاب العديدة ، وأنهيت تعليمي الجامعي00
بعد تخرجي في الجامعة استطعت الحصول على وظيفة حكومية صباحا وعمل مسائي، وحمدت الله أنني وصلت إلى هذه المرحلة بينما هزمت الشيخوخة أمي ، وأصبحت أتحمل أنا وحدي مسئولية زواجي، فدبرت أموري واشتركت في عدة جمعيات واشتريت بعض الأجهزة الكهربائية بالتقسيط، لم يكن عندي مشكلة في الشقة، فقد ترك لي والدي شقة تمليك ظلت أمي تسدد أقساطها حتى آلت لي..
بدأت في إعداد هذه الشقة ونالت رحلة كفاحي هذه من مظهري، كنت أرتدي الملابس المستعملة.. لا أعرف الخروج مع أصدقاء ولا النزهة خارج البيت.. حياتي كلها عمل في الصباح والمساء، وعندما قاربت على الثلاثين من عمري جلست ذات يوم أفكر في السنوات المتبقية لي من العمر، وتساءلت هل ستمضي بي سفينة الحياة وحيدا بلا أنيس ، أمي هزمتها الشيخوخة وأفقت من التفكير علي صوت صديقي المكافح وهو يقول لي:
– اتركها لله مالك تحمل هموم الدنيا كلها ماالذى ينغص عليك حياتك ؟
ابتسمت في نفسي وقلت له: أما آن لي أن أتزوج ؟00
ضحك صديقي قائلا :
– هذا شيء بسيط 00 الشقة عندك ولا ينقصك سوي العروسة 00
– قاطعته " هذا مربط الفرس " أين العروسة ؟0
أعتقد أن أمامي سنوات طويلة للبحث عنها ، ربت علي كتفي وهو يضحك بصوت عال ويقول لي: لا تحمل هما أنا عندي لك عروسة 00 ستصبح ملكة في قلبك من أول لقاء00
– بادرته بالسؤال : من تكون يا صديقي هذه العروسة ، ولماذا لم تحدثني عنها من قبل ؟
– أجابنى 00ستكون مفاجأة ، ورجوته أن يفصح لي عنها وبسرعة قال :
– إنها ابنة خالتي
لم أتردد وأسرعت إلي أمي ارتميت في أحضانها كالكفل الصغير أكاد أبكي ، أخيرا سأتزوج ، حلم كان صعب المنال وفي لحظة سيتحقق ، ابتسمت أمي وهي تضحك من شدة الفرحة والدموع تكاد تتساقط من عينيها وقالت لي خلاص يا ابني طالما أن صديقك رشح لك ابنة خالته ، امض علي بركة الله 00
طلبت منه رؤيتها دون ترتيب ، وتم المراد وتحدد ميعاد للخطبة وذهبت مع أمي، والحقيقة أن أهل عروستي كانوا أحسن حالا منا بكثير، وشرحت أمي ظروفنا لوالد عروستي ولأنها سيدة شاطرة وتتمتع بخبرة السنين ، وافق والد العروسة، لكن أمها قابلت الخطبة بامتعاض شديد00 تعددت اللقاءات بيننا، واستطاع والد عروستي أن يقنعها وأمها أيضا، وعشت أيام الكفاح وأيام الخطبة سعيدا جدا، ومضت شهور الخطبة تجري كلمح البصر، وكانت الفرحة تغمر فتاة أحلامي كلما تقابلنا في الأماكن العامة ننهل من بئر الحب الذي لا ينضب ، واقتربنا من بعضنا لكن أحيانا كان يعكر صفو حبنا شيء واحد هو أن خطيبتي كان يسكن بداخلها صورة أمها- السيدة الدكتاتورة التي كانت تحكم بيتها بالحديد والنار ولا تبالي بشيء ، ومع الأيام استطعت أن أنتصر علي قلبها وامتلكته حتى اجتمع شملنا في الشقة00
صارت الحياة عادية كل منا يخرج لعمله صباحا ونعود مساء ، وبعد زواج شقيقاتي أصبحت الوحدة والشيخوخة يهددان والدتي، طلبت منها أن تقيم معي في الشقة، رفضت بشدة حتي اضطرتها الظروف عندما اضطرب حال المنزل القديم الذي تقيم فيه وأصبح لا مفر من إزالته00
بدأت أمي التي ربتني علي الطاعة العمياء وسماع كلامها دون مناقشتها تتدخل في حياتنا الزوجية، حاولت إبعادها لم أستطع، طلبت من زوجتي أن تعتبرها مثل أمها ولا داعي لإثارة المشاكل معها، فهي تنتظر الموت.. لكنها رفضت وساعدتها أمها التي كانت ترفض زواجنا من البداية00
حاولت مع زوجتي باللين مرة وبالشدة مرات حتى أثنيها عن الوقوف في وجه أمي التي ضيعت عمرها عليّ لم أستطع وفشلت أن أوقف فيضان الكراهية بداخلها نحو أمي00 تشاجرت أيضا مع حماتي رافضا أن تحول ابنتها إلي (سي السيد ) مثلها ولكنها كانت كالثعبان الذي يلدغ ثم يعود للجحر، إنني أريد أن أعيش في سعادة ما بقي لي من العمر وكفي منغصات فقد تحولت حياتي الزوجية لجحيم لا يطاق فشل في اخماد ناره الأهل والجيران والأصدقاء ، ولم يتبق شيء أمامي سوي الانهيار .
– ماذا أفعل يا حضرات القضاة ، بين حبي لزوجتي وحبي الشديد والجميل الذي لا أنساه تجاه أمي ؟0
إنني أطلب من زوجتي التي تقف أمامكم أن تعتبر أمي ذات السبعين عاما ضيفة، وأنا أرفض طلاقها، وانتهى الموظف من كلامه00
جاء دور الزوجة لكي تتحدث قالت وهي تستهزئ بكلام زوجها:
لقد ضاقت بي الحياة، أصبحت كالخادمة في شقتي، ائتمر بأوامر حماتي فقط، أما زوجي فهو عديم الشخصية أمام أمه، لم يستطع أن يعصي لها أمرا، حاولت معه مرارا وتكرارا لكنه سلبي، لقد أصبحت حياتي أشبه بمعركة حربية، حريتي الشخصية سلبت مني.. وانفعلت الزوجة وأصرت على الطلاق متنازلة عن جميع حقوقها الشرعية00
جاء دور الشهود ولم تستطع المحكمة أن تأخذ أقوالهم لأن شقيقة الموظف فتحت الباب وصرخت في وجه شقيقها: كفاية.. لقد ماتت أمك.. وأشاحت بوجهها نحو زوجة شقيقها قائلة: افرحي يا هانم لقد انزاح الكابوس.. هنيئا لك ، ولم تجد الزوجة مفرا أمام المحكمة سوى التنازل عن دعواها.
[email protected]
والله يعطيك العافيـــه
يسلموووووووووووووووو
على القصه