()
الجواب
وسائل الدعوة منها ما هو توقيفى ومنها ما ليس بتوقيفى
فما ورد فى وسائل الدعوة فيه نص صريح فى طريقته وورد نص آخر فى التحذير من مخالفته فهو توقيفى لا يصح العدول عنه لطريقة أخرى
وإذا لم يرد فيه نص توقيفى صريح أو ورد فى كيفيته نص ولم يرد ما يمنع من اتخاذ وسيلة أخرى ، فلا شىء فى ذلك إن اتخذت أى وسيلة تناسبك ،
وخلاصته : تغير الوسائل بتغير الزمان لا ضير فيه ، ان شاء الله تعالى .
ولكن بشرط : أن لا تتخذ تلك الوسيلة أو الطريقة عبادة فى ذاتها ، وما سوى ذلك فلا حرج عليك إذا لم تقع فى محظور باتخاذ وسيلة محرمة , فالغاية السامية لا تتخذ لها وسيلة محرمة ، فتنبه لذلك .
==
سئل الشيخ بن باز رحمه الله :ما هي الطرق الناجحة لديكم للقيام بالدعوة إلى الله في هذا العصر؟ .
الجواب : أنجح الطرق في هذا العصر وأنفعها استعمال وسائل الإعلام ؛ لأنها ناجحة وهي سلاح ذو حدين . فإذا استعملت هذه الوسائل في الدعوة إلى الله وإرشاد الناس إلى ما جاء به الرسول – صلى الله عليه وسلم – من طريق الإذاعة والصحافة والتلفاز فهذا شيء كبير ينفع الله به الأمة أينما كانت ، وينفع الله به غير المسلمين أيضا حتى يفهموا الإسلام وحتى يعقلوه ويعرفوا محاسنه ويعرفوا أنه طريق النجاح في الدنيا والآخرة .
والواجب على الدعاة وعلى حكام المسلمين أن يساهموا في هذا بكل ما يستطيعون ، من طريق الإذاعة ، ومن طريق الصحافة ، ومن طريق التلفاز ومن طريق الخطابة في المحافل ، ومن طريق الخطابة في الجمعة وغير الجمعة ، وغير ذلك من الطرق التي يمكن إيصال الحق بها إلى الناس وبجميع اللغات المستعملة حتى تصل الدعوة والنصيحة إلى جميع العالم بلغاتهم .
هذا هو الواجب على جميع القادرين من العلماء وحكام المسلمين والدعاة إلى الله عز وجل ، حتى يصل البلاغ إلى كافة العالم في جميع أنحاء المعمورة باللغات التي يستعملها الناس . وهذا هو البلاغ الذي أمر الله به ، قال الله سبحانه وتعالى لنبيه : { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ } (1) فالرسول – صلى الله عليه وسلم – عليه البلاغ وهكذا الرسل جميعا عليهم البلاغ – صلوات الله وسلامه عليهم – ، وعلى أتباع الرسل أن يبلغوا ، قال النبي – صلى الله عليه وسلم – : « بلغوا عني ولو آية » وكان إذا خطب الناس يقول : « فليبلغ الشاهد الغائب فرب مبلغ أوعى من سامع » .
فعلى جميع الأمة حكاما وعلماء وتجارا وغيرهم أن يبلغوا عن الله وعن رسوله – صلى الله عليه وسلم – هذا الدين ، وأن يشرحوه للناس بشتى اللغات الحية المستعملة بأساليب واضحة ، وأن يشرحوا محاسن الإسلام وحكمه وفوائده وحقيقته حتى يعرفه أعداؤه وحتى يعرفه الجاهلون فيه ، وحتى يعرفه الراغبون فيه ، واللة ولي التوفيق . – أ.هـ
( قلت : طه : ولم تكن تلك الوسائل موجودة قبل زمان قريب !!!! )
====
وفى الفتاوى الثلاثية لابن عثيمين رحمه الله :
السؤال : كثر الكلام في وسائل الدعوة من حيث كونها توقيفية أم لا، فما القول الفصل في هذه المسألة؟
الجواب: القول الفصل أن وسائل الدعوة ما يتوصل به إلى الدعوة وليست توقيفية، لكنه لا يمكن أن تكون الدعوة بشيء محرم كما لو قال قائل: هؤلاء القوم لا يقبلون إلا إذا طلبتم الموسيقى أو المزامير أو ما أشبه ذلك.. هذه محرمة، وأما غير ذلك فكل وسيلة تؤدي إلى المقصود فإنها مطلوبة أ.هـ
==
وفتوى أخرى له من نفس المرجع السابق
س – إن مما فيه الخلاف بين الدعاة إلى عز وجل أمر وسائل الدعوة ، فمنهم من يجعلها عبادة توقيفية وبالتالي ينكر على من يقيمون الأنشطة المتنوعة الثقافية أو الرياضية أو المسرحية كوسائل لحذب الشباب ودعوتهم .. ومنهم من يرى أن الوسائل تتجدد بتجدد الزمان ، وللدعاة أن يستخدموا كل وسيلة مباحة في الدعوة إلى الله عز وجل ، نرجو من فضيلتكم بيان الصواب في ذلك ؟
ج- الحمد لله رب العالمين ، لا شك أن الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى عبادة كما أمر الله بها في قوله { ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن } والإنسان الداعي إلى الله يشعر وهو يدعو إلى الله عز وجل إنه ممتثل لأمر الله متقرب إليه به ، ولا شك أيضاً أن أحسن ما يدعى به كتاب الله وسنة رسوله ، – صلى الله عليه وسلم – ، فإن كتاب الله سبحانه وتعالى هو أعظم للبشرية { يا أيها الناس قد جائتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين } .
والنبي ، – صلى الله عليه وسلم – ، كذلك يقول أبلغ الأقوال موعظة فقد كان يعظ أصحابه أحياناً موعظة يصفونها بأنها وجلت منها القلوب وذرقت منها العيون .. فإذا تمكن الإنسان من أن تكون عظته بهذه الوسيلة فلا شك أن هذه خير وسيلة ، أي كتاب الله وسنة رسوله ، – صلى الله عليه وسلم – .. وإذا رأي أن يضيف إلى ذلك أحياناً وسائل مما أباحه الله فلا بأس بهذه .. ولكن بشرط ألا تشتمل هذه الوسائل على شيء محرم كالكذب أو تمثيل دور الكافر مثلاً في تمثيليات أو تمثيل الصحابة – رضي الله عنهم – أو الأئمة .. أئمة المسلمين من بعد الصحابة او ما أشبه ذلك مما يخشى منه أن يزدري أحد من الناس هؤلاء الأئمة الفضلاء .. ومنها أيضاً ألا تشمل التمثيلية على تشبه رجل بأمراة أو العكس لأن هذا مما ثبت فيه اللعن عن رسول الله ، – صلى الله عليه وسلم – ، فإنه لعن المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء .
المهم أنه إذا أخذ بشيء من هذه الوسائل أحياناً من أجل التاليف ولم يشتمل هذا على شيء محرم فلا أرى به بأساً ، أما الإكثار منها وجعلها هي الوسيلة للدعوة إلى الله والإعراض عن الدعوة بكتاب الله وسنة رسول الله ، – صلى الله عليه وسلم – ، بحيث لا يتأثر المدعو إلا بمثل هذه الوسائل فلا أرى ذلك ، بل أرى إنه محرم ، لأن توجيه الناس إلى غير الكتاب والسنة فيما يتعلق بالدعوة إلى الله أمر منكر ، لكن فعل ذلك أحياناً لا أرى فيه بأسا إذا لم يشتمل على شيء محرم . أ.هـ
===
وسئل رحمه الله أيضا فى الباب المفتوح
السؤال
ما رأي فضيلتكم هل وسائل الدعوة توقيفية، أم اجتهادية كالأناشيد الإسلامية تعطى للشباب لغرض هدايتهم؟
الشيخ: هو على كل حال: الدعوة إلى الله عز وجل بأي طريقة، لكن المعلوم أن أفضل ما يدعى به الناس كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ } [يونس] هذا أفضل شيء.
لكن إذا كان هناك شباب بعيدون وأردنا أن نتألفهم تألفاً إما بإحداث رياضة مباحة، وإما بأناشيد غير محرمة فلا بأس.
إذا كان الآن التأليف على الإسلام لا يكون بالدراهم، المؤلفة قلوبهم يعطون من الزكاة يزاحمون الفقراء ويعطون من الزكاة وهي مال لتأليفهم، فما يقال: إنه وسائل دعوة فهذا فيه إيهام في الواقع، الدعوة لا تكون إلا بالكتاب والسنة، لكن التأليف بأي سبب بأي طريقة غير محرمة ألِّف الناس، وكثير من الشباب مثلاً قد ينفر من الدعاة لأن بعض الدعاة لا يلينون لهم، فإذا أراد أن يجذب شباباً بأن يخرج مثلاً بعد العصر للعب الكرة أو للمسابقة على الأقدام أو ما أشبه ذلك هذا طيب من باب التأليف.
السائل: ما هي شروط الأناشيد حتى تكون مشروعة؟
الشيخ: ما أستطيع لأنه الآن تنوعت الأناشيد، حتى أصبحت تشبه في أدائها أداء الأغاني الهابطة هذه. أ.هـ .
==
وسئل رحمه الله أيضا فى الباب المفتوح
السؤال
الدعوة هل هي خروج للعامة، أم الاكتفاء بالأشرطة والكتيبات؟
الجواب
الدعوة أساليبها كثيرة: – تارة تكون بخروج الإنسان بنفسه، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج إلى القبائل في مواسم الحج ويدعو الناس إلى دين الله، وكما خرج إلى أهل الطائف والقصة مشهورة معلومة.
– وتارة يكون بالأشرطة وبالكتيبات وبالمطويات كما يعرفونها، فالمهم أن وسائل الدعوة كثيرة.
ثم ما الذي يقدم منها؟ نقول: للأنفع والأصلح، تارة يكون الأنفع للإنسان نفسه أن يذهب ويدعو، وتارة يبقى في بلده للتعلم ويرسل الكتيبات والأشرطة وغير ذلك، وتارة يكون ليس أهلاً للدعوة بنفسه، لكن عنده مال فيشتري من هذه الأشرطة والكتيبات ويوزعها ويكون هو مشاركاً للذي ألفها. أ.هـ
وفتاوى أهل العلم فى ذلك كثيرة
والله الموفق والمستعان
م/ن