جدة: د. عبد الحفيظ يحيى خوجة
تعتبر فروة ط§ظ„ط±ط£ط³ بمثابة التربة التي ينمو فيها الشعر، فإن صلحت التربة، فالزراعة ستكون سليمة، والعكس بالعكس.
تحدث الى «صحتك» الدكتور هشام خلف، رئيس قسم الجلدية والعناية بالبشرة بمركز د. ضياء، وعضو الأكاديمية الأميركية للجلدية والليزر، موضحا في البداية أن فروة ط§ظ„ط±ط£ط³ تتركب من ثلاث طبقات من الخلايا مشابهة لخلايا بشرة الجسد، وهي بالترتيب البشرة Epidermis، ثم الأدمة Dermis، وأخيرا طبقة «تحت الأدمة» Hypodermis.
* طبقة البشرة: فيها تتوالد الخلايا وتجدد نفسها ثم تموت ويتم التخلص منها عبر طبقات القرنية (طبقة الخلايا الميتة).
* الأدمة: تحتوي على الأوعية الدموية والشرايين التي تغذي الشعر، كذلك الأعصاب وغدد التعرق والغدد الدهنية التي تفرز المادة الدهنية المرطبة لفروة ط§ظ„ط±ط£ط³ والمسماة بالزهم Sebim.
* تحت الأدمة: هي الطبقة الداخلية المؤلفة من أنسجة دهنية تدعم وتعزل البشرة كما تساعد على تحمل الشعور بالألم.
ويجب أن نعلم أن امتلاك فروة رأس صحية ومتوازنة هو مهم جدا لامتلاك شعر صحي، لذلك يجب العناية الجيدة ط¨ظپط±ظˆط© ط§ظ„ط±ط£ط³ والاهتمام بها كما نهتم بالشعر. وأفضل طريقة للعناية ط¨ظپط±ظˆط© ط§ظ„ط±ط£ط³ هو التدليك، لأنه يحافظ على الدورة الدموية للشعر نشطة، كما يحافظ على مسام الجلد مفتوحة لتنطلق الإفرازات بحرية (لكن يجب أن نذكر أن التدليك الخطأ أو المبالغ فيه يضر الشعر ولا يفيده).
* أهم مشاكل فروة الرأس
* الفروة الجافة والشعر الجاف: تحدث هذه الحالة عندما يزال الغشاء الهيدروليبيك Hydrolipidic، الذي يغلف سطح الجلد الذي يعمل في الحالات العادية كحام للفروة من العوامل الخارجية (سواء عوامل بيئية أو فيزيائية أو كيميائية)، كما يمنع حدوث الجفاف وهو ضروري أيضا لجعل الشعر لامعا وناعما. لكن عندما يصبح الإفراز الدهني هذا غير كاف، فإن هذا الغشاء يصبح عديم الفعالية مسببا الجفاف وفقدان الرطوبة في فروة الرأس. وفروة ط§ظ„ط±ط£ط³ الجافة تتسبب بالتالي في جفاف الشعر وبهتانه وتقصفه. ويجب أن نذكر أن أهم أسباب جفاف الشعر والفروة هو الإفراط في استخدام مجفف الشعر الكهربائي (السشوار)، ومستحضرات تلوين وصبغ الشعر والتموج Perming والتجعيد Carling.
الفروة الدهنية والشعر الجاف: وهي مشكلة كثيرة الحدوث ومنتشرة، حيث يمتلك الإنسان فروة دهنية في حين يكون شعره جافا، وهذه الحالة تحدث بسبب عوامل خارجية أيضا مثل الشمس والحرارة والرياح، حيث يغطي الزهم أو الإفراز الدهني الفروة، لكن من دون أن يكون قادرا على بلوغ خصلات الشعر (جذع الشعرة).
وهذا يفقد الشعر حماية غطاء الزهم لفترة طويلة مما يؤدي إلى جفافه وفقدانه للمعانه ورونقه. كما أن الإفراز الدهني يتراكم على البصيلات ويقوم بخنقها ومنع وصول الدم إلى البصيلة مما يؤدي إلى جفاف الشعرة وتقصفها.
الفروة الدهنية والشعر الدهني: وهذه المشكلة أيضا ينتج عنها اختناق البصيلة لتراكم الدهون حولها كما يحدث في الحالة السابقة.
* قشرة الرأس
* هناك نوعان من قشرة فروة ط§ظ„ط±ط£ط³ (القشرة الجافة ـ ط§ظ„ظ‚ط´ط±ط© الدهنية)، وذلك تبعا لطبيعة فروة الرأس، ففي حالة ط§ظ„ظ‚ط´ط±ط© الدهنية غالبا ما يرافقها حكة بالرأس.
والقشرة حالة غالبا ما تكون مرتبطة بالاستعداد الوراثي أو تكون ردة فعل تحسسية من الحليب أو مشتقات الألبان عند بعض الأشخاص (وهي أيضا جزء من الأكزيما الوراثية) Atopiceczema. والقشرة أيضا إشارة واضحة إلى وجود نقص فيتامين B12 وA وحمض اللينوليك والزنك.
لذلك يجب أن نركز في علاجنا للقشرة على هذه المجموعات من الفيتامينات مع تجنب السبب المباشر وهو الانفعالات الضاغطة، التي تتسبب في زيادة إفراز دهون فروة الرأس.
* الشعر
* تمر الشعرة في حياتها بثلاثة أطوار مختلفة ضمن دورتها الحياتية Life Cycle ، وهي:
1 ـ طور النمو Anagen Plase، ويدوم من سنتين إلى ست سنوات.
وخلال هذه المدة تنمو الشعرة من نصف بوصة إلى بوصة واحدة في الشهر، ويجب أن نشير إلى أنه كلما كان هذا الطور طويلا، كانت الشعرة أطول.
2 ـ طور الراحة Catagen Phase، وخلال هذا الطور الذي يستمر من شهرين إلى ثلاثة أشهر تتقلص فيها بصيلة الشعر، ثم تتوقف عن النمو ولا تسقط.
3 ـ طور التساقط Telogen Phase، ويستمر من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع. وخلال هذه المدة تنفصل الشعرة بنفسها عن الحلبة وتندفع لأعلى عبر جريب الشعرة. وهذا يعني أنه عندما تسقط شعرة ميتة كاملة فإنها تستبدل بأخرى جديدة من نفس الجريب الواقع تحت سطح الجلد. وتبدأ الشعرة الجديدة في دورة حياتية جديدة.
لذلك، فلو أن معدل الشعر في رأس الإنسان من مائة ألف إلى مائة وخمسين ألف شعرة، وعمر الشعرة الواحدة في المتوسط ثلاث سنوات (ألف يوم)، فإن المعدل الطبيعي لسقوط الشعر عند الإنسان العادي هو من 50 إلى 100 شعرة يوميا. وهذا يفسر لماذا تكثر الشكوى لدى أطباء الجلدية من سقوط الشعر من النساء، خاصة أن كل النساء يعتقدن أنهن يعانين من تساقط الشعر. هذا لأن مائة شعرة يوميا من شعر الرجل (القصير) قد لا يشعر بها. أما المائة شعرة لدى المرأة فتمثل كمية كبيرة تشعر بها المرأة، فتعتقد أنها تمر بحالة مرضية. وفي أغلب الأحيان تكون هذه هي الدورة الطبيعية لحياة الشعر والمعدل الطبيعي للتساقط.
* صحة الشعر
* رغم أن الجينات المتوارثة للإنسان هي العامل الرئيسي لتحديد لون الشعر ونسيجه ونوعه، فهناك عوامل أخرى يمكن أن تحدد صحته.
أما العوامل التي تلعب دورا مهما في صحة الشعر:
> الولادة وتناول حبوب منع الحمل (عند النساء): وهذه العوامل تؤثر في الهورمونات في جسد المرأة مع العلم بأن أي تغيير أو تقلب في مستوى هذه الهورمونات سيكون متصلا اتصالا مباشرا بعمل الغدد ويؤثر بالسلب في صحة الشعرة.
> المرض: فالآثار السلبية للمرض وارتفاع الحرارة والضعف العام ينعكس بالسلب على الشعرة.
> الحمية والنظام الغذائي: ونقصد بذلك الحمية العشوائية غير المدروسة التي لا تتم تحت إشراف طبيب متخصص، فإن بعض النساء يجرين حمية عشوائية من دون دراسة. فلو علمنا أن الشعر مؤلف بصورة أولية من البروتين، فإن أي غذاء ينقصه البروتين سيؤثر مباشرة في نمو الشعرة، وأيضا ينعكس النظام الغذائي غير المدروس بالسلب على لون ولمعان ونسيج الشعر.
> الأدوية: يمكن لبعض الأدوية أن تؤثر في الجسم خاصة بالشعر بطرق غير ملائمة، مثال ذلك دوار Acutane المستخدم في علاج حب الشباب. فيمكن أن تكون له آثار واضحة في التسبب بجفاف الشعر والجلد معا (وذلك نتيجة لزيادة غير طبيعية في فيتامين A نتيجة تعاطي هذا الدواء.. التي تؤدي إلى ظهور الآثار الخارجية للدواء). كذلك فإن السرطان والعلاجات الكيميائية تضعف الشعر غير أنه يعود للنمو تلقائيا عندما ينتهي العلاج.
> أمراض الغدة الدرقية: إن زيادة أو قصور إفراز الغدة الدرقية يمكن أن يؤدي إلى تساقط الشعر، لكن الشعر يعود لينمو بعد أن تتم المعالجة الدوائية بتنظيم مستوى هورمون الغدة الدرقية.
> فقر الدم والأنيميا: خاصة عند النساء والعائد إلى نقص الحديد خلال فترة الطمث من خلال أهم مسببات التساقط.
> وأخيرا الضغوط النفسية وقلة النوم: فعندما يكون الجسم مرهقا ومتعبا تضعف عنده المناعة ويصبح عرضة لعدد من المشاكل الصحية ومنها تساقط الشعر.
وهناك أمور أكثر ضررا لصحة الشعر، ومنها:
ـ التعرض المفرط للشمس والرياح والمياه المالحة واستخدام (السشوار) الساخن بكثرة أيضا.
ـ استخدام صبغة الشعر ومستحضرات التقشير والتفتيح.
ـ أيضا استخدام فرشاة من النايلون يؤدي إلى تكسير وتشقق أطراف الشعر، لذلك يجب استعمال فرشاة جيدة من الشعر الطبيعي.
* الصلع
* ط§ظ„طµظ„ط¹ الهورموني الوراثي Androgenic Alopecia: وهو يحدث نتيجة خلل هورموني يصيب هورمون الأندروجين الذي يوجد عند الرجال والنساء، ومصدره عند الرجال الخصيتان، أما عند النساء يفرز بنسب بسيطة من المبيضين. وفرط إفراز هذا الهرمون عند النساء يؤدي إلى تساقط الشعر من ط§ظ„ط±ط£ط³ واختلال الدورة الشهرية وظهور حب الشباب ونمو الشعر بالوجه وفي أماكن غير مرغوب فيها عند النساء.
ويجب أن نذكر أن العلاج عند النساء ميسور عنه عند الرجال، ولو أنه يأخذ أسابيع وأشهرا طويلة حتى نلاحظ التحسن. أما عند الرجال فمن الصعب أو المستحيل استخدام الأدوية التي تؤثر بالسلب في هذا الهورمون وذلك حتى لا تؤثر في العمليات الحيوية للرجال كرجل. وعندها يكون العلاج الأوحد والفعال هو زراعة الشعر، خاصة إذا فشل العلاج باستخدام المينوكسيديل الموضعي مع حبوب البروبشيا Oral Finasteride.
* ط§ظ„طµظ„ط¹ المناطقي (الثعلبة) Alopecia Areata: إنه حالة مرضية تؤدي إلى تساقط الشعر من مناطق صغيرة من الجلد (في فروة ط§ظ„ط±ط£ط³ أو الجسم). عندما تحدث هذه الحالة يصاب الوجه أو فروة ط§ظ„ط±ط£ط³ بالتهاب على المستوى المجهري للخلايا ويسبب تساقطا للشعر. وهذا التساقط يحدث في شكل بقع دائرية أو رقعة واسعة غير منتظمة ولا تحتوي على شعر أو بها شعر صغير بطول 1 مم، وتحدث عادة عند الرجال في اللحية.
وتعود أهم أسباب ط§ظ„طµظ„ط¹ المناطقي (الثعلبة) إلى مشاكل جهاز المناعة أو بعض الخلل الذي يصيب الأعضاء المتعلقة بجهاز المناعة مثل أمراض الغدة الدرقية والبهاق وفقر الدم المهلك أو الخبيث Pernicious Anemia. أما السبب الرئيسي والشائع هو الضغط النفسي والقلق والتوتر العصبي، وذلك للتأثير المباشر للضغط النفسي في الغدد الكظرية وإفراز الأدرينالين.
وهذا النوع من ط§ظ„طµظ„ط¹ يعالج بسهولة بالعلاجات الموضعية، وذلك مع علاج السبب الرئيسي المسبب للصلع.
* أسباب أخرى للصلع من أشهرها الفطريات التي نسميها سعفة ط§ظ„ط±ط£ط³ أو القراع، وهو النوع الوحيد من أنواع التساقط الذي ينتقل بالعدوى.
وهناك نوع شائع عند الأطفال والبنات الصغيرات وهو Traction Alopecia، ويحدث نتيجة تسريحات الشعر المحكمة والشد المبالغ فيه للشعر لعمل الضفائر وذيل الحصان.
* الشعر الشائب
* كيف ولماذا يصبح الشعر شائبا؟.. في الواقع يتحول الشعر شائبا، أي الى لون رمادي أو أبيض بسبب فقدان صبغة الميلانين التي تنتج في لحاء جذع الشعرة، وهذه الصبغة هي المسؤولة عن لون الشعرة. وبالرغم من أن ط§ظ„ط´ظٹط¨ يرتبط ارتباطا مباشرا بالتقدم في السن، فإن هناك عوامل أخرى تؤدي إلى ط§ظ„ط´ظٹط¨ مثل نقص فيتامين B، والنظام الغذائي السيئ، والضغط النفسي، وذلك أيضا لأن الضغط النفسي والتوتر يستنزفان فيتامين B من الجسم.
لذلك فإن استخدام كميات وفيرة من فيتامين B والمتوفر في الخميرة والكبدة يمكن أن يؤخر ط§ظ„ط´ظٹط¨ مع البُعد طبعا عن الانفعالات