*بعث أيوب عليه السلام إلى أمة الروم، قال الصابوني: ولهذا يقولون: إنه من أمة الروم، وكان مقامه في دمشق وأطرافها على ما ذكره بعض المؤرخين، بينما يذكر محمود شاكر أن أيوب بعث للجماعات التي كانت تقيم في منطقة حوران فعاش بينهم سبعين عاماً يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، فما آمن له من قومه إلى قليل..
–ثم ابتلاه الله ثمانية عشر عاماً أخرى، وأناب أمره إلى الله، وعافاه فعاش سبعين عاماً أخرى، ينتقل في شمال سوريا على دين إبراهيم الخليل عليه السلام، إلا أن الناس غيروا بعده ما دعاهم إليه..
–بينما يحدد الطبري في تاريخه وياقوت في معجمه أن مسكن أيوب في البثنيّة بين دمشق وأذرعات.
– ولقد سمعت بعض أهل العلم في الأردن يقولون إن أيوب عليه السلام له شجرة معمرة في نواحي محافظة السلط فقامت وزارة الأوقاف مشكورة بقطع هذه الشجرة حتى لا يعتقد ضعاف الإيمان بنفعها أو ضرها، وقال بعض أهل العلم: إن موطن أيوب بلاد آدوم. والله أعلم.
– وقد ذكره الله في عداد مجموعة الرسل عليهم السلام، ففي خطابه لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، مثبتاً له أنه أوحى إليه كما أوحى إلى مجموعة من الرسل ومنهم أيوب، قال الله: { إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا } النساء: 163.
* نسب أيوب:
– من المحقَّق أنه من ذرية إبراهيم عليه السلام، لقوله تعالى في معرض الحديث عن إبراهيم: {وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ }.48 الأنعام/6.
–وقد حصل اختلاف في تفصيل نسبه، وقال أبو البقاء في كلياته: "لم يصح في نسبه شيء".
–وأقرب ما قيل في نسبههو ما يلي:
فهو أيوب عليه السلام بن أموص بن تاوخ بن روم بن عيسّو "وهو العيص" ابن إ. بن إبراهيم الخليل عليهما السلام.
نسب أيوب وذي الكفل عليهما السلام.
* وقد عرض القرآن الكريم إلى جوانب يسيرة من حياة أيوب عليه السلام، وهي الأمور التالية:
1- إثبات نبوته ورسالته، وأن الله أوحى إليه.
2- إشارة إلى قصة بلائه وما مسَّه من الضر، ثم كشف الضر عنه بمغتسل بارد وشراب، ثم هبة الله له أهله ومثلهم معهم.
3- إشارة إلى يمينه التي حلفها، والطريقة التي علمه الله أن يبرَّ فيها بيمينه.
– قال الله تعالى: { وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِي الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ } الأنبياء: 84.
– وقال تعالى: { وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِي الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ * ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لأُوْلِي الأَلْبَابِ * وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ } ص: 41-44.
انتظر ردودكم ..