قال الله تعالى: “وجعلنا من الماء كل شيء حي”.
هكذا اقتضت سنة الله في هذا الكون ان يجعل من الماء كل شيء حي ولا حياة بدون ماء فقد ذكر الله عز وجل كلمة ماء في كتابه العزيز 33 مرة وذكره بكلمة الماء 16 مرة، فمنذ الأزل جميع الحظارات ومنها الآشورية على ضفاف دجلة والفرات، الفرعونية والنيل، اليونانية، الرومانية، وسبأ وسد مأرب وغيرها الكثير الكثير كانت تقوم بجانب المياه فأينما وُجد الماء وُجدت الحياة ولنا في قصة سيدنا اسماعيل وماء زمزم المثل الأكبر في ذلك حيث شاءت قدرة الله بتفجر ماء زمزم في ذلك المكان المقدس الذي أراد الله له ذلك الا وهي مكة.
نسبة الماء بالنسبة للكرة الارضية:
يشكل الماء النسبة الكبرى من الكرة الارضية متمثلاً ذلك بالمحيطات والبحار والبحيرات والانهار والجداول الصغيرة والينابيع والتي تشكل نحو 70%.
مم يتكون الماء علميا:
يتألف الماء من جزيئات متلاصقة متماسكة، يتكون الجزيء الواحد من ارتباط ذرة أوكسجين مع ذرتين من الهيدروجين H2O.
نسبة الماء في جسم الانسان:
يشكل الماء 65% من وزن الإنسان فإن ما بين 40 و50 لتراً من الماء هي أنت.
بداية العلاج بالماء:
يرجع العلاج بالماء كما قلت منذ قيام الحضارات حيث استعملت تلك الشعوب الماء المحيط بها في علاج كثير من الامراض، وكانت وحسب معتقداتها توجد أنهار مقدسة كما عند الرومان والهنود، فكانوا يستحمون بها على أساس أن ماءها الجاري مقدس ومرتبط بالعبادة، ففي عهد الدولة العثمانية التي انتشرت حدودها شرقاً وغرباً حيث استعملوا طريقاً آخر في العلاج بالماء حيث توافرت في مجال نفوذهم المياه المعدنية الكبريتية كما هو موجود في جزيرة يلوا في نواحي اسطنبول حيث الحمامات المعدنية كما أنه من ناحية اخرى شيدت الحمامات العامة ذات المقاعد الحجرية ذات الغرف المتعددة والتي كان يشرف عليها ما يسمى الحمّامي (المدلّك) مستعملين الليفة الطبيعية والصابون المصنع من زيت ورق الغار وزيت الزيتون وغيرها من الزيوت الطبيعية.
طرق العلاج بالماء:
هناك عدة طرق للعلاج بالماء:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في علاج الحمى “إنما الحمى أو شدة الحمى- من فيح جهنم فأبردوها بالماء” وكما قال “ماء زمزم لما شرب له”.
كانوا قديما يستحمون في مجاري الانهار كنوع من العلاج والعبودية كما هو في الهند وغيرها وفي بعض الولايات الهندية لغاية الآن هذه العادة متبعة.
كما كان متبعاً في الدولة العثمانية وغيرها الجلوس في الحمامات العامة في غرف عامة يغطيها البخار الحار وحيث يقوم المدلك بالتدليك بالليفة الطبيعية والصابون الطبيعي المصنع من زيت الغار وزيت الزيتون.
عمل اللبخات الحارة وخاصة من مغلي الأعشاب على الأعضاء المصابة وفي بعض الأحيان فقط بالماء الدافئ تدليكاً للجزء المصاب.
عملية نقع الأرجل الحارة في الماء البارد، والماء الحار لمن يشكون من برودة الأرجل.
تبريد رأس الطفل الذي تعتريه الحرارة بالماء البارد فقط وللإشارة يجب أن لا يصب الماء الماء البارد مباشرة على رأس الطفل إما عن طريق منشفة صغير، أو أن تضع يدك على رأس الطفل تحت صنبور الماء ليصل الماء بطريقة غير مباشرة وبشرط أن لا يكون الماء شديد البرودة خوفاً من تلف خلايا الدماغ.
غسل الماء بالوجه وهذه النعمة يحس بها الانسان المسلم الذي يتوضأ خمس مرات في اليوم من أجل الصلاة.
السباحة حيث إنها تعمل على تنشيط جميع أجزاء الجسم.
طريقة البخار والسونا والجاكوزي وهي معروفة لدى الجميع.
عمل شاور بالطريقة التبادلية بين الماء الساخن (دافئ) لمدة ثلاث دقائق ثم مباشرة بالماء البارد لمدة دقيقة.
طريقة المغاطس المائية التي يكون مخلوطاً ماؤها بزيوت عشبية حيث تعمل على انعاش الجسم وتنعيمه.
طريقة التبخر بالماء والزيوت لفتح مسالك الجهاز التنفسي أثناء الزكام.
يوجد هناك الكثير من الطرق العلاجية بالماء لا نستطيع سردها في هذه المقالة.
فوائد العلاج بالماء
هناك فوائد علاجية كثير سنكتفي بالقليل منها:
علاج لبعض الامراض كما قال رسول الله صلى الله وسلم في حديثه لعلاج الحمى.
شرب الماء الذي يغذي الجسم وجميع الخلايا حيث يعمل على تعويض النقص الذي يحصل عند التعرق، ويعمل على غسل ومعادلة جميع الاوساط.
لعلاج حميع أنواع التشنجات العضلية في الجسم.
لعلاج امراض الروماتيزم والمفاصل وغيرها.
تخفيف الحرارة عند الاطفال لحماية خلايا الدماغ من التلف.
تنشيط الدورة الدموية بشكل عام.
في السباحة تأثير كبير في الضغط حيث يختلف ضغط الماء عن الضغط الجوي فتتأثر الأوعية الدموية وتتكيف على الوضع الجديد، مما يساعد على علاج الضغط.
بالحمامات الساخنة والباردة تعمل على تفتيح مسام الجلد عند الحمامات الساخنة وتضييقها عند الحمامات الباردة وهذا يساعد على تكيف أجهزة الجسم في جميع الوضعيات بمعنى أن العملية التبادلية بين الحار والبارد تنشط جميع اعضاء الجسم.
أماكن العلاج بالماء في العالم
هناك العديد من الاماكن العلاجية المنتشرة في العالم وخاصة المنتجعات العلاجية التشيكية والتي تقوم على العلاج بالماء وخاصة المياه المعدنية الكبريتية الحارة التي لا تخفى على احد. وهنا في دولة الامارات العربية المتحدة كما هوالحال في جبل حفيت في منطقة المبزرة التي اعطاها الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -اسكنه الله فسيح جناته- جُل اهتمامه وجعل منها منتجعاً سياحياً يفتخر به على مستوى العالم، وعين خت السياحية، وكذلك في الاردن متمثلاً في منطقة الحمة (حمة طبريا) في منطقة أم قيس في شمال الاردن، وحمامات ماعين في الجنوب التي تحوي الكثير من البرك السياحية.
نصيحة أخيرة
مع بداية الصيف والإجازات الصيفية والاصطياف حيث سيتوجه الناس إلى المسابح والشواطئ والمنتجعات العلاجية من اجل السباحة والاستجمام يجب أخذ الحذر من حيث نوعية الماء ونظافته وعدم التعرض بعد الاستحمام للتيارات الهوائية الباردة خوفا من لفحات الهواء البارد، وعدم المبالغة في الذهاب إلى المناطق العميقة في البحر وخاصة للذين لا يجيدون السباحة وعدم تعريض أنفسهم للخطر مع تمنياتي لكم بقضاء إجازات صيفية مريحة وسليمة[/align]
لك كل الشكـــــــر ,,