للكاتب : إيمان القدوسي
جربت قناع الخيار والزبادي؟
قديم؟ طيب، جربت عسل النحل؟ قديم أكثر، جربت ط§ظ„طھط¬ظ…ظٹظ„ بالتفكير؟
هيا إلى الجديد.
لا تتوانى النساء عن استخدام كل وسائل ط§ظ„طھط¬ظ…ظٹظ„ مهما كلفتها من جهد ومال، ولكن المشاركة في سباق الجمال حاليا والذي تحول لماراثون عالمي تزداد صعوبة، والمقارنة مع جميلات الشاشة الفضية التي أضافت إليهن الصناعة الكثير تضع المزيد من الموانع والعراقيل، هناك أولا: المانع المادي؛ فصناعة ما نراه من صواريخ الجمال الأرض أرض تكلف ملايين الدولارات، وهناك ثانيا: مانع شرعي وأخلاقي… المسلمة التقية لا يمكنها تغيير خلق الله ولا تسمح لها أخلاقها والتزامها بالابتذال، هل يكفي حاليا الماء والكحل؟!
لكل عصر أساليبه التي علينا مواكبتها وفي نفس الوقت علينا الالتزام الكامل بتعاليم ديننا والتي تحرم الابتذال والإسفاف وتغيير خلق الله وتوصي بالحفاظ علي الجمال الفطري كما صوره المولى عز وجل: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} [سورة التين: 4]، فما هي في ضوء ذلك الوسائل المتاحة أمامنا؟
ليتنا ننفض عنا التكاسل ولا نكتفي بمتابعة النمط الغربي واعتباره الموضة الوحيدة الممكنة والتي نلف وندور حولها لكي نأخذ منها ما نستطيع ولو كان فتاتا، لماذا لا يكون لدينا النمط الخاص بنا والذي يحقق ما نريد بطريقتنا ومن داخل ثقافتنا التي يقع الدين في قلبها؟
يرتكز النمط الإسلامي على الداخل الذي يشع على الخارج، يعني الجمال والثراء الداخلي الذي يضيء الوجه ويكسب صاحبته سمات المرأة الصالحة والتي ينشدها الشباب المسلم وتنال احترام الجميع وإعجابهم، والمعرفة هي البداية.
هل القراءة إحدي عاداتك الثابتة؟!، هل تتابعين مستجدات العصر الثقافية؟!، هل تفكرين فيما تقرئين ولا تأخذين كل المعلومات كمسلمات؟!، نتكاسل عن المعرفة رغم أنها سر الحياة وأول لفظ قرآني (اقرأ)، الطالب يتهرب من المذاكرة ويتعامل مع العلم كأنه عبء يحاول التخلص منه بأقل جهد ممكن دون أن يتساءل :لأي شيء سوف أوفر جهدي؟!
إذا أحببت دروسك وتذوقت متعة المعرفة سينفتح أمامك بابا رائعا للدهشة والاكتشاف، هل تذكرين الطفلة (أليس) كيف دخلت بلاد العجائب؟!، دخلتها حين لاحظت شيئا بسيطا جدا، كان الأرنب الأبيض يرتدي في يده ساعة، جرت وراءه لتعرف فشاهدت العجب، كل فتاة تدخل عالم المعرفة الواسع فهي تصقل شخصيتها وتثري داخلها فينير وجهها وتتعمق نظراتها وتستكين ملامحها وتصبح جذابة دون أصباغ.
يضايقني أن أسمع من تقول "سوف أتزوج وأقعد في البيت"، تشعرني الجملة بالبطالة والتعطل بلا سبب، أفضل أن تقول "سوف أعمل ربة بيت"، ربة البيت (مهنة) تمارس من خلالها عدة أشكال من العمل أو كما يقال سبع صنايع، ومن (تعمل بجد و إخلاص) كربة بيت تستخلص كل الحكمة والمعرفة التي يمكن الحصول عليها من قراءة ألف مجلد وكتاب، ومن يقول للبنت "سوف تظلين في البيت لتقشري البصل"، لا يعرف أنها أثناء تقشير البصل تتعلم حكمة الحياة تماما كما يحصل عليها عالم الذرة أو المفكر والفيلسوف.
العبرة بالجد والإخلاص والعمل الذي يعود بالفائدة على الغير، ولكي تكتمل الفائدة امزجي بين ممارسة عملك (طالبة ـ ربة بيت ـ عاملة) وقراءاتك وراوحي بينهما، خطوة هنا وخطوة هناك، سوف تتقدمين وسوف تزداد قيمتك وتعلو ثقتك بنفسك ويتألق جمالك، ليس جمال الأصباغ بل جمال الفطرة، وليس تقليد موضة الغرب، بل الاعتزاز بنموذج الشرق المسلم.
لا يكفي الماء والكحل مع خواء الداخل؛ لأن المقارنة هنا ستكون من خلال الشكل الخارجي فقط، أما مع الامتلاء واليقين فإن الماء وحده يكفي، سوف يتطور اهتمامك ليتجاوز تلك النقطة وتنطلقين لعالم رحب فياض، حب المعرفة، التي هي أعلى نقطة في هرم الارتقاء الإنساني، وقتها سوف تشعرين بمتعة التأمل وهي خطوة تالية للتجميل بالتفكير.
ملحوظة: أعيدي الخيار والزبادي وعسل النحل للثلاجة أو قدميهم في العشاء كوجبة متكاملة؛ فلذلك خلقوا ولا تضعي أقنعة، اكتفي بوجهك الجميل البسيط وجه امرأة مسلمة تعرف واجباتها وتجتهد.
مشكورة على مرورك