تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » أمنية اهل الاخرة!!

أمنية اهل الاخرة!!

بســـــــــــم الله الرحمـــــــــن الرحيــــــــــــــــــم

أحبتـــي

الدنيا ط£ظ…ظ†ظٹط© أهل الآخرة جميعا . فكل يرجو الرجوع إليها , لا ليستزيد من متاعها ويستكثر من

زخارفها وحطامها , وإنما ليصحح الملة ويتوب من زلة ويتنافس في الخير كله .

أرأيت أهل الجنة في نعيمهم المقيم , وخيرهم العميم ,فيما لاعين رأت , ولاأذن سمعت , ولا

خطر على قلب بشر في النعيم الذي لا يكدره سخط , والراحة التي لايشوبها عناء , والسعادة

التي لا يخالطها شقاء , فيما تشتهيه النفس , وتلذ الأعين , وهم ـــ على الرغم من ذلك ـــ

يتمنون أن يعودوا إلى الدنيا فيعملونا بالصالحات ليرتفعوا في المنازل والدرجات , قال صلى

الله عليه وسلم :" إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكواكب الدري

الغابر في الفق من المشرق أو المغرب , لتفاضل ما بينهم "[1] .

وتأمل ــ إن شئت ــ حال الشهداء الذين قدموا أرواحهم ودماءهم رخيصة لله رب الأرض

والسماء , وأرواحهم في جوف طير خضر , لها قناديل معلقة بالعرش , تسرح من الجنة حي

شاءت , ثم تأوي إلى تلك القناديل وهم ـــ والحال ما علمت ـــ يتمنون لو

أن لهم كرة ثانية إلى الحياة الفانية فيعملون للحياة الباقية :" يارب نريد أن ترد ارواحنا في

أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى ".[2]

فإن كانت هذه ط£ظ…ظ†ظٹط© أهل الجنة , فما بالك بأماني أهل النار ؟! وهم الذين في جهنم يجشرون

وعلى وجوههم يسحبون وفي الأغلال يصفدون , في الشقاء الذي لا سعادة معه والكدر الذي

لا أنس فيه , ولا أمل في الخروج منه , وهم يصطرخون فيها :

{ ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون }[3] .

ربنا : أشقينا أنفسنا بالذنوب والخطايا والمعاصي والرزايا , فأرجعنا إلى الدنيا { نعمل صالحاً

غير الذي كنا نعمل } [4] .

فيأتيهم الجواب الذي تتقطع لهوله القلوب ولحسرته الأفئدة :{ أولم نعمركم ما يتذكر فيه من

تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير } [5] .

– – – – – – – – – – –

فيا أحبتـــي

ما زلنا في الأمنية .. وما زالت الفرصة أمامنا , والطريق بين أيدينا , فلنجد المسير إلى

السميع البصير , ولنفق من هذا السبات قبل أن يخترمنا الممات ..

فقد دنا الرحيل .. والزاد قليل .. والسفر طويل .. والخطب جليل .. والله المستعان .

مــلاك الأمر تقوى الله فـــأجعل

تقــاه عدة لصـــــــــــلاح أمـرك

وبــــادر نحو طاعـتــــه بعـــزم

فما تدري متى يمـضي بعمرك [6] .

زينت أيامك بسعــــــادة غامرة

منقول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.