****************
( وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون)
(سورة الانعام آيه رقم 153).
الحمد لله الذي هدانا لدينه القويم وأرشدنا إلى صراطه المستقيم الحمد لله الذي هدانا لشكر هباته ووفقنا للعمل بما يقرب من مرضاته،أما بعد:
لا يخفي علي كل من له معرفة ما عمت به البلوى في كثير من البلدان من تبرج الكثير من النساء (المسلمات) وسفورهم وعدم تحجبهن من الرجال وإبداء الكثير من زينتهن التي حرم الله عليهن إبداءها،فنرى انتشار الحجاب بين أخواتنا،وأصبحنا نرى فتيات محجبات في كل مكان ولكن هناك أمر ما!!
ظهر خلل في تفسير كلمة الحجاب لدى البعض وللأسف فهم كثير،وظنوا إن كلمة الحجاب تعني فقط(غطاء الراس)
فهل كل من تغطي شعرها فقط تسمى محجبة؟؟!!
وربما تلبس ملا بس ضيقة تفصل جسدها وربما تضع العطور والمكياجات وهي تعتقد أنها قد تحجبت ولا شك أن ذلك من المنكرات العظيمة والمعاصي الظاهرة ومن أعظم أسباب حلول العقوبات ونزول النقمات لما يترتبعلي التبرج والسفور من ظهور الفواحش وارتكاب الجرائم وقلة الحياء وعموم الفساد .
وقد أمر الله سبحانه وتعالي في كتابه الكريم بتحجب النساء ولزومهن البيوت وحذر من التبرج والخضوع بالقول للرجال صيانة لهن عن الفساد وتحذيرا ً لهن من أسباب الفتنه .
لنعرف معنى الحجاب الذي فرضه الله على المسلمات
ما معنى الحجاب ؟
فالحجب في اللغة هو: المنع. قال ابن فارس: « الحاء، والجيم، والميم، أصل واحد، وهو: المنع. يقال: حجبته عن كذا؛ أي منعته. وحجاب الجوف: ما يحجب بين الفؤاد وسائر الجوف».
فالحجاب يحجب الشيء عن الشيء حساً ومعنى، ومن الحسي منه: حجز المحجوب عن رؤية المحتجب. ومنه قوله تعالى:{ كلا إنهم عن ربهم يؤمئذ لمحجوبون}؛ أي عن النظر إليه تعالى.
– وقيل للواقف بباب السلطان: حاجبا، لأنه يحجب الناس عن رؤية الملك إلا بإذنه.
وبه يعرف أن الحجاب هو:الحاجز الفاصل بين الشيئين فصلا كاملا،كما في قوله تعالى: {وبينهما حجاب}؛ أي بين الجنة والنار، أو أصحابها، يفصل بينهما فصلا تاما.
هذا هو معنى الحجاب، ويشترط فيه أن يكون كاملا، حتى يصح المعنى، أما حجب بعض الشيء دون بعضه، فليس حجابا للشيء.
هذا المعنى اللغوي يوافق المعنى ط§ظ„ط´ط±ط¹ظٹ لحجاب المرأة؛ فحجاب المرأة هو: الحاجز الذي يفصل بينها وبين الرجل الأجنبي، يمنع من اطلاعه على شيء، من بدنها ومحاسنها.
أدلة من القرآن الكريم تثبت وجوب الحجاب على المرأة المسلمة منها:
الدليل الأول:
قال الله عز وجل " وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن "
( الآية :53 سورة الأحزاب)
فإن في هذه الآية معنى واضح في وجوب تحجب النساء عن الرجال وتسترهن منهم.
وقد أوضح الله سبحانه وتعالى في هذه الآية أن التحجب أطهر لقلوب الرجال والنساء وأبعد عن الفاحشة وأسبابها وأشار سبحانه وتعالي إلى إن السفور وعدم التحجب خبث ونجاسة وأن التحجب طهارة وسلامة .
فيا معشر المسلمين تأدبوا بتأديب الله وامتثلوا أمر الله وألزموا نساءكم بالتحجب الذي هو سبب الطهارة ووسيلة النجاة.
الدليل الثاني : ـ
قال الله عز وجل " يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرف فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما "
( الآية : 59 سورة الأحزاب )
أمر الله سبحانه وتعالى جميع النساء المؤمنين بإدناء جلابيبهن على محاسنهن من الشعور والوجه وغير ذلك حتى يعرفن بالعفة فلا يفتتن ولا يفتن غيرهن فيؤذيهن .
الدليل الثالث: ـ
قال الله عزوجل " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون /30/وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمورهن علي جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو ءابائهن أو ءاباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني أخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا علي عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلي الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون/31/ "
( الآية 31 سورة النور )
أمر الله سبحانه المؤمنين والمؤمنات بغض الأبصار وحفظ الفروج وما ذاك إلا لعظم فاحشة الزنا وما يترتب عليها من الفساد الكبير بين المسلمين ولان إطلاق البصر من وسائل مرض القلب ووقوع الفاحشة وغض البصر من أسباب السلامة من ذلك.
وروي الإمام أحمد وأبو داود وأبن ماجة عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : كان الركبان يمرون بنا ونحن محرمات مع رسول الله فإذا حاذونا سدلت أحدانا جلبابها علي وجهها من رأسها فإذا جاوزونا كشفناه .
وقد ثبت إن النبي صل الله علية وسلم لما أمر بإخراج النساء إلي مصلي العيد قلن : يا رسول الله أحدنا لا يكون لها جلباب فقال النبي صلي الله عليه وسلم ( لتلبسها أختها في جلبابها ) رواة البخاري ومسلم .
اذاعلم هذا تبين أن ما يفعلة بعض نساء هذا الزمان من التبرج والزينة والتساهل في أمر الحجاب وإبراز محاسنهم للأجانب وخروجهن للأسواق متجملات متعطرات أمر مخالف للأدلة الشرعية ولما علية السلف الصالح وإنه منكر يجب علي ولاة الأمر من الامراء والعلماء ورجال الحزبة تغييره وعدم إقرارة كل علي حسب طاقتة ومقدرتة وما يملكه من الوسائل والاسباب التي تؤدي الي منع هذا المنكر وحمل النساء علي التحجب والتستر وان يلبسن لباس الحشمة والوقار وأن لا يزاحمن الرجال في الاسوق
شروط الحجاب :
أولا : ( استيعاب جميع البدن إلا ما استثني )
فهو في قوله تعالى : { يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما } .
ففي الآية الأولى التصريح بوجوب ستر الزينة كلها وعدم إظهار شيء منها أمام الأجانب إلا ما ظهر بغير قصد منهن فلا يؤاخذن عليه إذا بادرن إلى ستره .
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره :
أي : لا يظهرن شيئا من الزينة للأجانب إلا ما لا يمكن إخفاؤه ، قال ابن مسعود : كالرداء والثياب يعني على ما كان يتعاطاه نساء العرب من المقنعة التي تجلل ثيابها وما يبدو من أسافل الثياب فلا حرج عليها فيه لأن هذا لا يمكن إخفاؤه .
ثانيا : ( أن لا يكون زينة في نفسه )
لقوله تعالى : { ولا يبدين زينتهن } فإنه بعمومه يشمل الثياب الظاهرة إذا كانت مزينة تلفت أنظار الرجال إليها ويشهد لذلك قوله تعالى : { وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى } سورة الأحزاب:33 ،
ثالثا : ( أن يكون صفيقا لا يشف )
فلأن الستر لا يتحقق إلا به ، وأما الشفاف فإنه يزيد المرأة فتنة وزينة ،وفي ذلك يقول صلى الله عليه ويلم: "سيكون في آخر أمتي نساء كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت العنوهن فإنهن ملعونات " زاد في حديث آخر :"لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا " . رواه مسلم من رواية أبي هريرة .
قال ابن عبد البر : أراد صلى الله عليه وسلم النساء اللواتي يلبسن من الثياب الشيء الخفيف الذي يصف لا يستر فهن كاسيات بالاسم عاريات في الحقيقة . نقله السيوطي في تنوير الحوالك (3/103) .
رابعا : ( أن يكون فضفاضا غير ضيق فيصف شيئا من جسمها )
فلأن الغرض من الثوب إنما هو رفع الفتنة ولا يحصل ذلك إلا بالفضفاض الواسع ، وأما الضيق فإنه وإن ستر لون البشرة فإنه يصف حجم جسمها أو بعضه ويصوره في أعين الرجال وفي ذلك من الفساد والدعوة إليه ما لا يخفى فوجب أن يكون واسعا
خامسا : ( أن لا يكون مبخرا مطيبا )
عن أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية "
وسبب المنع منه واضح وهو ما فيه من تحريك داعية الشهوة وقد ألحق به العلماء ما في معناه كحسن الملبس والحلي الذي يظهر والزينة الفاخرة وكذا الاختلاط بالرجال ، انظر " فتح الباري " (2/279) .
سادساً: (أن لا يشبه لباس الرجل)
عن ابن عباس رضي الله عنه قال (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال)
سابعاً : ( أن لا يشبه لباس الكافرات ) .
فلما تقرر في الشرع أنه لا يجوز للمسلمين رجالاً ونساءً التشبه بالكفار سواء في عباداتهم أو أعيادهم أو أزيائهم الخاصة بهم وهذه قاعدة عظيمة في الشريعة الإسلامية خرج عنها اليوم – مع الأسف – كثير من المسلمين حتى الذين يعنون منهم بأمور الدين والدعوة إليه جهلاً بدينهم أو تبعاً لأهوائهم أو انجرافاً مع عادات العصر الحاضر وتقاليد أوروبا الكافرة حتى كان ذلك من أسباب ضعف المسلمين وسيطرة الأجانب عليهم واستعمارهم.
ثامناً: (أن لا يكون لباس شهرة).
فلحديث ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة ثم ألهب فيه ناراً".
والله أعلم
ولو كانت منقوله تسلم الاياد على النقل وجزاكم الله خير الجزاء .
وموضوع اكتر من رائع والكلام فيه المفروض انه يتوسع اكتر من كده .
اختصار شامل وافى جميل والحمد لله
موضوع وافى