احترسى من الخلاط، فقد يكون مأوى للجراثيم.. هذا ما يؤكده تقرير حديث حول المناطق والأجهزة الأكثر والأقل استضافة للجراثيم في المطبخ مثل جراثيم «ي – كولي» و«سالمونيلا» وغيرها
تبين من هذا التقرير أن المناطق التي يعتبرها البعض الأكثر جذباً للجراثيم مثل مفاتيح الميكروويف، ليست كذلك، في حين أن المناطق التي لم يكن أحد يتصور أنها موبوءة بالجراثيم هي الأسوأ كصنبور الماء في الثلاجة أو الطوق المطاطي في غطاء الخلاط
يوضح التقرير أن الكثيرين ممن يحاولون الحفاظ على نظافة المطبخ يمكن أن يغضوا النظر عن بعض المناطق الأكثر إشكالاً كما تقول ليزا ياكاس خبيرة الأحياء الدقيقة في شركة «الصحة العامة والسلامة» الدولية وهي مجموعة غير ربحية تولت إصدار التقرير
تقول ياكاس إن الهدف من إصدار التقرير ليس إثارة الذعر بين الناس، بل توفير نظرة من الداخل حول أفضل الطرق لتقليل انتشار الأمراض بسبب إعداد الطعام في المطبخ الملوث بالجراثيم
تمضي قائلة: إننا في الحقيقة أردنا جعل الناس أكثر حذراً تجاه الأماكن التي ربما لم يتخيلوا أنها جاذبة للجراثيم
خطر التسمم
وكانت الأبحاث والدراسات قد أثبتت أهمية الالتزام بالنظافة خاصة في المطبخ، ففي الولايات المتحدة وحدها قرابة عشرة ملايين حالة تسمم غذائي كل عام، ووفقاً لأرقام مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية، فإن واحدة من بين كل خمس حالات تسمم غذائي سببها تناول طعام في المنزل
وتبين أيضاً أن الخضروات الورقية وأشباهها مسؤولة عن أكثر من نصف حالات التسمم في حين أن قرابة ثلث هذه الحالات سببها الدواجن الملوثة
وبالطبع فالشخص البالغ الذي يتمتع بصحة جيدة يستطيع مقاومة العدوى والالتهابات، لكن المسنين والأطفال والحوامل والمصابين بضعف الجهاز المناعي معرضون لمعدل أكبر من الخطر
أي شخص ممن يقع ضمن الفئات المذكورة يمكن أن يكون واحداً ممن يعيشون معك في المنزل، لذلك من الضروري العمل على حمايتهم. وتقول ياكاس: بوصفي أمًّا لطفلين، فالمسألة تقلقني
نتائج مفاجئة
قام الباحثون المشاركون في إعداد هذا التقرير بأخذ عينات من مطابخ عشرين عائلة تعيش في ضواحي ديترويت وآن آربر بولاية ميتشغن، وفي الوقت نفسه طلبوا من هذه العائلات وضع قائمة بالأشياء التي يعتبرونها أكثر من غيرها جذباً وإيواءً للجراثيم والمناطق التي يعتبرونها في حاجة الى التنظيف المنتظم
جاءت مفاتيح الميكروويف في المقدمة بين الأشياء التي يظنون أنها الأكثر اتساخاً وتلوثاً بالجراثيم، لكن الفحوصات أثبتت أن هذا غير صحيح
تبين أن مكعبات الثلج وصنبور الماء في الثلاجة والملاعق الخشبية وأغطية الخلاطات والقطعة المطاطية التي توضع تحت إبريق الخلاط لمنع تسرب السوائل والمناطق التي توضع فيها اللحوم والخضروات في الثلاجة هي الأكثر تلوثاً بالجراثيم في المطبخ
لاحظ الباحثون أن المياه التي تمر عبر الأنابيب الداخلية للثلاجة وكذلك مكعبات الثلج توفر بيئة رطبة يمكن أن تولد الكائنات الدقيقة كالخميرة والعفن، وهذه تشكل خطراً على المصابين بالحساسية
الخضروات واللحوم
وتبين أيضاً أن الأماكن المخصصة لحفظ الخضروات في الثلاجة غالباً ما تؤوي السالمونيلا والليستيرا، كما تبين أن الملاعق الخشبية و«المغارف» تجذب الخميرة والعفن و«ي – كولي»، والسالمونيلا أيضاً حسب قول ياكاس. وأوضحت أن السبب الغالب يكمن في أن الناس قليلاً ما يفككون الخلاط حين تنظيفه أو قبل وضعه في الجلاية
أضافت أن الكثيرين لا يتبعون تعليمات الشركة المنتجة بضرورة تفكيك الخلاط وتنظيف كل قطعة على حدة.. ويكتفون بإزالة الغطاء ومن ثم يضعون الخلاط وغطاءه في الجلاية، وبالتالي ففي كل مرة يتم استخدام الخلاط على هذه الصورة، يستضيف المزيد من الجراثيم
فتاحة العلب هي الأخرى موطن محبب للجراثيم، والسبب في الغالب أن الناس يستخدمونها ومن ثم يعيدونها إلى مكانها من دون تنظيف وكأن شيئاً لم يكن
تقول ياكاس إنها لم تتوقع أن يفاجأ الناس حين يعلمون أن مكان حفظ اللحوم في الثلاجة كان ضمن قائمة المناطق الأكثر تلوثاً في المطبخ، لكن منطقة حفظ الخضروات هي التي فاجأتهم
وختم التقرير بالقول إن غسل الخضروات لا يكفي بل يجب غسل المكان الذي سنحفظها فيه، ومن المهم جداً عدم حفظ الخضروات المغسولة وتلك غير المغسولة في مكان واحد