ذاك الذي لا يُقيم لزوجته وزناً أمام أولادها، أو أمام أهله، أو أمامأهلها.
فهو يحتقرها، ويزدريها، وإذا تكلمت أسكتها، وإذا أمرت أولادها أوأدبتهم؛
زجرها أمامهم، بل ويصل ببعض الرجالإلى أن يتجاهل زوجته في البيت؛
فليس لها رأي ولا تُلبى طلباتهاسواء خاصة بها أو ما يتعلق بأولادهما،
ويجعل اهتمامهبالأولاد مقدماً عليها، بل ويجعل أولادها يستمرؤون عصيانهاوإهمالها،
والضرب بأوامرها صفحاً، وهذا هو عينالعقوق،
فمن ذا الذي أعانهم على ذلك غيركأيها الزوج الكريم ؟.
والبعض يزيد من سوء المعاملة أمام أهله، وكأنه يريد أن يقوللهم:
أنا رجل والحرمة؛ مالها عندي رأيولا كلمة.
والبعض يهينها أمام أهلها، وكأنه يقول لها: أيش أهلك يسوونلي؛أنا أتحداهم؟!
وهذا مما يجعل العلاقة تسوء بين الزوجين، وتدب بينهما كراهيةالاستمرار في العلاقة الزوجية
وقد تسبب هذه الأمور إلى تفكيكالأسرة وتفرقها في النهاية.
فعلى الأزواج أن يتقوا الله تعالى ويعرفوا للنساء قدرهنّ
وأن يتحلّوا باحترام نسائهم وخاصة أمام الأولاد.
وبالنسبة أمام أهله، فليست الرجولة والقوامة في أن تُرِي أهلك أنكصاحب الكلمة
والسلطان في بيتك وعلى زوجتك؛ بسوءمعاملتك لها وإهدار كرامتها
وشخصيّتها واحتقارها، فانتبهوا أيهاالرجال، ولتكن الحكمة ضالة المؤمن.
وأما أمام أهلها، فأريهم منك حسن العشرة لابنتهم، فإنهم يفرحونبذلك منك،
بل ويُعينونك بتوجيهها والتأكيدعليها بطاعتك وكسب رضاك،
ولو لم تخرج من عندهم إلا بهذا؛فأنت في مكسب كبير،
وزد على ذلك أنك ستكسب زيادة محبةزوجتك لك وينعكس ذلك التصرف الحميد منك
إلى أن تحترمك وتحترمكلمتك أمام أهلك، بل وتحترم أهلك لاحترامك مشاعرأهلها.
ذاك الذي يمنع زوجته من تعلم العلوم الشرعية في المعاهد الشرعيةالمتخصصة.
وحجته: كل يوم تُحرِّمِين علينا شيء!ولو طلبته أن تلتحق بمعهد الحاسبالآلي، أو اللغة الإنجليزية،
أو التجميل وغيرها؛ لأخذها بيده فيالحال.
وذلك لأنه لا يريدها أن تُعلمهالجائز و المحضور شرعاً،
فقد يكون هو ممن يتعاطى شرب الدخان،أو الشيشة،
أو ممن أباح لنفسه جلب الطبقالفضائي (الدُّش) للنظر إلى القنوات الفضائية الهابطة،
وهي ـ أي الزوجة المستقيمة ـ في كل هذا تبين له الحكم الشرعي بعدمجواز ذلك،
فيعتبر الزوج الفاضل؛ أن هذا تشددورجعية وتزمت، ويعتبره مضايقة لحريته في بيته،
فيقول: الحل منعها، وكأنه يردد المثل القائل: "الباب اللي يجيكمنه ريح؛ سُدّه واستريح"،
وهذا المثل لا ينطبق على مثل هذاالوضع وهذه الحال، بل مثل هذه الزوجة يجب على الزوج؛
التمسك بها والعض عليها بالنواجذ، فإنها هي المرأة التي ندب إليها
بالزواج منها حيث قال عليه الصلاة والسلام في الحديثالصحيح
(فاظفر بذات الدِّين تربت يداك (.
ذاك المُقَتِّر الشحيح على أهل بيته في الإنفاق،
الذي وسَّع الله عليه في الرزق وقصرالإنفاق على زوجته.
نقول لقد ذمّ الله البخل والشح فقال تعالى:
{.. وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِفَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }
وكان عبد الرحمن بن عوف وهو يطوف بالبيتيقول:
"رب قني شح نفسي رب قني شحنفسي". فقيل له في ذلك،فقال:
" إذا وقيت شح نفسي فقد وقيت البخلوالظلم والقطيعةأو كماقال.
يقول الشنقيطي في "أضواء البيان":
" ومجيء الحسن على القرض الحسن هنا بعد قضية الزوجية والأولادوتوقي الشح ـ
وهو يعني الآيات في سورة التغابنآية 13 ـ 17 ـ:
يشعر بأن الإنفاق على الأولادوالزوجة إنما هو من باب القرض الحسن مع الله كما في قوله تعالى:
{ يَسْألُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْمَآ أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْه وَالِدَيْنِ وَالاٌّ قْرَبِينَ }
وأقرب الأقربين بعد الوالدين همالأولاد والزوجة، وفي الحديث في الحث على الإنفاق
حتى اللقمة يضعها الرجل في فيّامرأته".
وكان من صفاته و أخلاقه صلى الله عليه واله وسلمأنه جميل العشرة لنسائة يتلطف بهن ويوسعهن نفقته.
وفي الحديث عند مسلموغيره،قال رسول الله صل الله عليهوسلم:
أفضل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقهعلى عيالهودينار ينفقه الرجل على دابته في سبيلالله
ودينار ينفقه على أصحابه في سبيل اللهقال أبو قلابة وبدأ بالعيال
قلت: لأنه لا يختارلأمته إلا الأفضل.
الذي يأتي أهله كالبهيمة يتغَشَّها من غير مقدماتللجماع.
يقول الحسين بن علي رضي الله عنه: "من الجفاء أن يجامع أهله لا يلاعبها قبلالجماع".
ويقول ابن القيم في "الزاد": "ومما ينبغي تقديمُه على الجماع؛ ملاعبةُ المرأة، وتقبيلها، وكان رسول الله صلى الله عليه والهوسلم يُلاعب أهلَه، ويقبلها،
وروى أبو داود في "سننه" أنه كانيقبل عائشة،ويُذكر عن جابر بن عبد الله قال: نهى رسول الله عن المواقعة قبلالملاعبة".
ودي