ـ إن أساس العلاقة الزوجية بين ط§ظ„ط±ط¬ظ„ والمرأة هي علاقة المودة والرحمة كما بينها الله سبحانه وتعالى ـ في كتابه العزيزفي قوله تعالى: {وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم:21].
والمودة والرحمة هي علاقة مزدوجة بين العلاقة العاطفية والارتباط الفطري بالحب من جهة وعلاقة الجسد من جانب آخر.
وكما كانت العلاقة العاطفية ركن العلاقة الزوجية الأول، ولما له أثر كبير في استمرار واستقرارهذه الحياة، فضلاً عن الاستمتاع بتلك الحياة وما له أكبر الأثر في السعادة الزوجية كان يجب أن تعرف كيف يحب الرجال والنساء.
ـ ولما كان الذكر غير الأنثى كمابين سبحانه في قوله تعالى: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأنْثَى} [آل عمران:36]، فالذكرغير الأنثى في كل شيء سواء كان هذا الفرق فسيولوجيًا [المكونات الجسدية] أوسيكولوجيًا نفسيًا].
الصفات النفسية للمرأة والرجل فيما له علاقة بالزواج: [التفاهم في الحياة الزوجية د/ مأمون مبيض]
هناك من يشبه بعض الجوانب النفسية للمرأة بأمواج البحر، حيث تتراوح عواطفها ومشاعرها بالارتفاع الشديد عندماتكون مسرورة مبتهجة، لتعود مشاعرها بالانخفاض عندما تنزعج، وتضعف ثقتها بنفسها، وماتلبث مشاعرها أن ترتفع من جديد، وهكذا كأمواج البحر المتقلبة.
ـوعندما ترتفع مشاعر المرأة وتعظم ثقتها بنفسها، فإنها تكون مصدرًا لا ينضب للحب والتضحية والعطف والحنان للآخرين وخاصة زوجها، ولكن عندما تنخفض أمواجها وتشعر ببعض الاكتئاب، فإنها تحس بفراغ كبير في داخلها، وبأنها تحتاج إلى الحب والرعاية من قبل الآخرين، وخاصة زوجها. وهناك من يشبه انخفاض مشاعر المرأة وعواطفها وكأنها تنزل فيبئر أو جُب عميق مظلم، وما تلبث المرأة بعد أن تصل إلى قاع البئر، وخاصة إذا شعرت أن هناك من يحبها ويتمناها، أن تبدأ رحلة الصعود للخروج من هذا البئر وتعود كماكانت نبعًا معطاءً من الحب والرعاية لمن حولها وخاصة زوجها. وبناءً على ما سبق فكيف يتكيف ط§ظ„ط±ط¬ظ„ مع تقلب أمواج المرأة؟
ـ إن الحياة مليئة بالمتغيرات الكثيرة وخصوصًا العلاقة الزوجية، ويجب أن يفهم ط§ظ„ط±ط¬ظ„ أن تبدل مشاعر المرأة على هذا النحو من الارتفاع والانخفاض، ونزولها إلى البئر وصعودها منه، ليس من تصرفاتها، بلهو سجية وخلقة خلقها الله عليها، ويجب أن يتعامل معها كما هي.
إذن منالأخطاء التي يمكن أن يقع فيها ط§ظ„ط±ط¬ظ„ أن يمنع زوجته من تقلبات المشاعر والمزاج، أوأن يحاول أن يخرجها من ذلك البئر العميق.
بل المرأة عندما تنزل إلى ذلك البئر فإنها لا تحتاج إلى من يخرجها منه، وإنما تحتاج أن تشعر بأن زوجها بجانبها يحبها ويرعاها، وتحتاج أن تسمع منه كلمات الرعاية والعناية وأن تحسن بدفء الحب ولطف المعاملة.
إذن فالنزول إلى البئر هو أمر طبيعي كتبدل حالة الطقس والموج، وهي فرصة للرجل أن يقف بجوار امرأته ويظهر لها الدعم والتأييد والمحبة والمشاعرالفياضة تجاهها.
ـ إن من الصفات النفسية للرجل عمومًا أنه عندما ينزعج فإنه لا يتكلم أبدًا عما يشغل باله، وبدلاً من أن يدخل أحدًا في مشكلاته فإنهيلزم الصمت ويعتزل الناس في ‘الكهف’ ليفكر في حل مناسب لهذه المشكلات، وعندما يجدالحل فإنه يخرج من عزلته ومن الكهف وهو أكثر سعادة وبهجة.
وإذا لم يعثر على الحلول المناسبة، فإنه يحاول أن يقوم ببعض الأعمال التي يمكن أن تنسيه مؤقتًا هذه المشكلات، كقراءة صحيفة أو اللعب أو غير ذلك. وعلى المرأة أن تفهم أن أي ابتعاد للرجل عنها ليس دليلاً على عدم الحب والرعاية، بل يمكن أن يكون أمرًا آخر.
ـوكما ذكرنا أن المرأة في الحب والعاطفة كموج البحر، كذلك فإن ط§ظ„ط±ط¬ظ„ في علاقته مع المرأة أمر آخر، فهو يقترب جدًا من المرأة ثم يبتعد بلا سبب، ثم يقترب مرةأخرى.
ـ قد تفاجأ المرأة عادة عندما تلاحظ أن زوجها يبتعد قليلاً رغم قناعتها بمحبته وتقديره لها، والذي يجب أن تعلمه المرأة أن ط§ظ„ط±ط¬ظ„ لا يقرر ذلك عمدًاوعن تخطيط، وإنما هي صفة تلازمه، وإنما هي جبلة خلقه الله عليها.
ـوعلى الجميع أن يتذكر أن حب ط§ظ„ط±ط¬ظ„ كالقمر يذهب ويأتي وأن حب المرأة كموج البحرصعودًا وهبوطًا، وأن المرأة تنزل إلى البئر وأن ط§ظ„ط±ط¬ظ„ عندما تواجهه المشاكل يدخل إلى الكهف، وأن هذه أمور خلق الله الذكر والأنثى عليها ولا سبيل إلى تغييرها بل لابد من التعامل معها كما هي.
الحاجات العاطفية للرجل والمرأة:
ـ لابد أن يعرف ط§ظ„ط±ط¬ظ„ والمرأة أن الحاجات العاطفية لكل منهما تختلف عن الآخر، فمن الخطأ أن يقدم ط§ظ„ط±ط¬ظ„ الحب والعاطفة للمرأة على الطريقة التي يفضلهاهو لا على الطريقة التي تفضلها هي أو العكس. فلكل منهما طريقتهالخاصة.
فالرجل مثلاً يحتاج إلى الحب الذي يحمل معه الثقة به وقبوله كما هو،والحب الذي يعبر عن تقدير جهوده وما يقدمه.
ـ بينما تحتاج المرأة إلى الحب يحمل معه رعايتها وأنه يستمع إليها، وأن مشاعرها تفهم وتقدر وتحترم.
ويمكنأن نذكر تلك الحاجات فيما يلي:
1ـ ثقة المرأة بالرجل ـ رعاية ط§ظ„ط±ط¬ظ„ للمرأة:
ـ عندما تثق المرأة في قدرة زوجها، فإنه يصبح أكثر رغبة في رعايتهاوخدمتها.
وكذلك عندما يقوم ط§ظ„ط±ط¬ظ„ برعاية زوجته فإنها تصبح أكثر قدرة على الثقة العميقة به وبإمكاناته.
2ـ قبول المرأة للرجل ـ تفهم ط§ظ„ط±ط¬ظ„ للمرأة:
ـ يحتاج ط§ظ„ط±ط¬ظ„ أن يشعر بأن زوجته تتقبله كما هو، دون أن تحاول تغييره، وتترك له أمر تحسين نفسه إذا احتاج لذلك.
ـ وتحتاج المرأة أن تشعربأن زوجها يستمع إليها ويفهمها، ويصغي إليها وإلى مشاعرها وعواطفها، وهناك دورة لكل من قبول المرأة للرجل وتفهم ط§ظ„ط±ط¬ظ„ للمرأة، فكلما تقبلت المرأة زوجها، كلما كان أقدرعلى الاستماع إليها وتفهمها، وكلما استمع إليها أكثر، كلما زاد تقبلها له .. وهكذا.
3ـ تقدير المرأة للرجل ـ احترام ط§ظ„ط±ط¬ظ„ للمرأة:
ـ يحتاج ط§ظ„ط±ط¬ظ„ أن يشعر أن زوجته تقدر ما يبذله من أجلها وما يقدمه لإسعادها.
ـ بينما تحتاج المرأة أن تدرك أن زوجها يحترمها عندما يعطي أهمية أولى لمشاعرها وحاجاتها ورغباتهاوأمانيها وذلك من خلال تذكر المناسبات الهامة لها، القيام بالأعمال المادية التي تظهر اهتمامه بها كالهدية أو باقة الورد.
4ـ إعجاب المرأة بالرجل ـ تفاني الرجل للمرأة:
ـ يحتاج ط§ظ„ط±ط¬ظ„ إلى الشعور بأن زوجته معجبة به، وعندما يشعرالرجل بإعجاب زوجته به، فإن هذا يدفعه للتفاني أكثر في خدمتها ورعايتها.
ـبينما تحتاج المرأة للشعور بأن زوجها يتفانى في خدمتها ويسخر نفسه لرعايتها،وحمايتها، وسيزداد إعجاب المرأة بزوجها عندما تشعر بأنها رقم واحد في حياته.
5ـ تشجيع المرأة للرجل ـ طمأنة ط§ظ„ط±ط¬ظ„ للمرأة:
ـ يحتاج ط§ظ„ط±ط¬ظ„ إلى تشجيع المرأة، وهذا التشجيع يعطي الدافع القوي للبذل والعطاء أكثر.
ـبينما تحتاج المرأة إلى استمرار طمأنة ط§ظ„ط±ط¬ظ„ لها، ويكون ذلك من خلال إظهار رعايته وتفهمه واحترامه لها، وإقراره لمشاعرها وتفانيه في حبها ورعايتها.
كيف تحسبالنقاط عند الجنسين؟
من المهم أن يفهم كل من ط§ظ„ط±ط¬ظ„ والمرأة كيف يحسب كل منهما النقاط للآخر، فالرجل عادة يتصور أنه سيحقق نقاطًا أكثر ويزداد تقدير شريكةحياته له إذا قدم لها شيئًا كبيرًا، كأن يشتري لها سوارًا من ذهب أو يوفر مصروفات المدرسة لأبنائه.
والمرأة تحسب النقاط على نحو مختلف، إذ لا أهمية لديه الحجم هدايا الحب، فكل هدية تساوي نقطة واحدة، فالطريقة التي تحسب بها المرأة النقاط ليست مجرد عملية تفضيلية ولكنها احتياج حقيقي لكي تشعر بالحب فيعلاقتها.
إذن لا شيء أهم من المشاعر بالنسبة للمرأة، وأي رجل يريد إسعادزوجته، يجب أن يعرف كيف يدير مشاعرها.
والرجل الذي يهين زوجته أمام الناس أوأمام أهله وأولادها، فهو حقيقة رجل بلا شعور.
منقوول
مشكورة لهذا الطرح الموفق
ومشاركتك لاهنت
يعطيك العافيه
شكــــرآ