الأرنوب الصغير
أشرقت شمس ذلك اليوم وكانت أصوات العصافير تنثر أعذب الألحان
أرادت أم أرنوب الصغير أن تذهب إلى السوق لتشتري بعض الحاجيات والحليب فقالت له إياك أن تخرج من جحرنا ط§ظ„طµط؛ظٹط± نم في سريرك أو انتظرني قرب شجرة التين التي تقف مباشرة أمام بيتنا ثم تابعت تستطيع تأمل الشمس والأزهار والأشجار إن الطبيعة أجمل ما تكون الآن في فصل الربيع
هز أرنوب رأسه ط§ظ„طµط؛ظٹط± قائلا : نعم يا أمي كما تشائين
أخذت الأم سلتها وابتعدت وهي ترفع يدها مودعة وترسل لأرنوب قبلاتها في الهواء
قال أرنوب لابأس سأتأمل الطبيعة كما أشارت علي أمي
مرت ساعة ولم تحضر الأم من السوق …إنه يعرف أمه من ثويها الموشى باللون الأزرق الجميل .. إن الأرانب التي عادت من السوق كلها رمادية ووقف يحدق طويلا ولا فائدة لم ير أمه … جلس على طرف جذع الشجرة يبكي ويصرخ :
ماما ماما !!! أين أنت يا ماما ؟؟؟؟
بعد برهة مر الثعلب الخبيث ورأى أرنوب ط§ظ„طµط؛ظٹط± على هذه الحالة المحزنة فضحك بخبث وهو يقترب منه ثم قال : لماذا تبكي يا حبيبي ؟
قال أرنوب وهو يمسح دموعه بمنديل أبيض :
أمي لقد ضاعت في السوق لقد حضرت كل الأرانب إلى بيوتها ولم تحضر أمي لابد أنها ضاعت !!!
قال الثعلب متظاهرا بالبكاء :
هل تسمح لي أن امسك يدك لأصحبك إلى السوق ونبحث عنها هناك ؟
لم يجب أرنوب بشئ .. أمسك الثعلب يد أرنوب وأسرعا يسابقان الريح
كان أرنوب يريد أمه أما الثعلب فكان يريد أن ينفذ خطة مافي رأسه إنه يريد أن يبعده عن الطريق المؤدي الى السوق والذي يغص بالمارة ليأكله دون تدخل أحد
تذكر أرنوب أن أمه قد علمته ألا يثق بثعلب أبدا وعندها فكر أرنوب بخطة أوحيلة ليتخلص من الثعلب فقال له
أيها السيد ثعلب … لقد تعبت كثيرا و أريد أن أجلس هنا قليلا لقد أصبحت قرب السوق. عندها أدرك الثعلب الماكر أنها حيلة من أرنوب ط§ظ„طµط؛ظٹط± فأجابه فورا وقد رفع رأسه ضاحكا حتى كاد أن ينقلب على ظهره من كثرة الضحك :
أوه أرنوبي ط§ظ„طµط؛ظٹط± سوف أحملك على ظهري أو على رأسي أو إن شئت أحملك بفمي تماما كما أحمل صغاري
قال أرنوب وقد رأى جماعة من الجرذان البيضاء تملاء سلالها عائدة الى بيوتها
أريد أن أسأل هذه الجرذان فربما تكون قد رأت أمي انتظرني يا عمي الثعلب هنا لقدعلمتني أمي أن أحترم المهذبين أمثالك
سأعود إليك بعدقليل وهمس بعد أن ابتعد مسافة كافية (لعل حيلتي تنفع )
في هذا الوقت من ساعات الظهيرة الدافئة نعس الثعلب بعد أن تعب من كثرة الركض ومن التفكير في حيلة لافتراس الأرنب
فقال في نفسه وهو يبتسم ابتسامته الماكرة سآكلك .. من المؤكد أنك لن تنجو من أسناني القوية ومن حسن حظي أنك في الأرض ولن تطير في السماء ولذلك سأصل إليك أينما كنت .
ثم قال بصوت مرتفع : أرنوبي ط§ظ„طµط؛ظٹط± افعل ما تشاء إني هنا بانتظارك سأنام قليلا فإذا عدت سريعا فما عليك إلا أن توقظني لنواصل البحث عن أمك
رفع أرنوب يده الصغيرة مودعا وقد تنفس الصعداء :
وداعا ياسيد تعلوب سلم على صغارك ودخل مسرعا بين الجرذان البيضاء بينما نام الثعلب ورأى أحلاما قد تكون جميلة
وما إن وصل أرنوب الى ساحة السوق حتى رأى أمه عائدة إلى البيت فأسرع يمسك بيدها وأخذ يروي بسرعة حكايته مع الثعلب التي أكد أنه لن يعيدها ثانية
بعد قليل وصلا إلى الثعلب وكان مايزال نائما فأمسك أرنوب غصنا طويلا مقطوعا ولمس به رأس الثعلب قائلا
ها قد عدت يا تعلوب
فتح الثعلب عينيه بسرعة فرأى أرنوب ط§ظ„طµط؛ظٹط± مع أمه فقال :
أهلا بك يا صغيري ثم وجه الكلام للأم :
لقد كان صغيرك يبحث عنك يا سيدتي وكنت اريد مساعدته .. في المرات القادمة أرجوك .. لاتتأخري في السوق وهو يهز ذيله مغتاظا لانه لم يحصل على غايته
وأنتم أحبتي الصغار ماما وبابا طاعتهم وسماع كلامهم أمر واجب لانهم يعلمون أكثر مننا ولهم الخبرة الأكبر لذا طاعة الوالدين من الأيمان
ودمتم بكل الحب سالمين ..