من عصير الليمون حتى زيت الخروع، مروراً بخل التفاح، هناك الكثير من علاجات الجدّات للتخلّص من البقع الصغيرة المزعجة التي تظهر أحياناً على البشرة، ولكن يمكن أيضاً اللجوء إلى التقنيات التجميلية المتطوّرة التي من شأنها أن تساعدنا في التغلّب على شوائب البشرة ومشاكل البقع التي ترافقنا منذ الولادة أو تظهر نتيجة عوامل مختلفة أبرزها الإفراط في التعرّض لأشعة الشمس دون حماية.
يحدث أحياناً أن تظهر علامات متنوّعة على البشرة تأخذ شكل اختلافات لونيّة واضحة بعض الشيء: هذه هي البقع. ولهذه البقع أسماء مختلفة حسب شكلها وسبب ظهورها. قد تكون هذه البقع خلقية، أي منذ الولادة، أو تظهر مع مرور الوقت، وفي هذه الحالة تسمّى البقع المكتسبة.
– بقع مثل الياقوت هي بقع صغيرة حمراء (أو نقاط صغيرة) تظهر عادة على الجسم.
– الوردية، وهي أوعية دموية صغيرة تمتدّ أحياناً على الخدّين أو الأنف.
– احمرار الوجه، بقع حمراء منتشرة على مستوى الوجه والتي قد تصبح، في حالات معيّنة، دائمة. وهناك البقع التي تتشكّل على الوجه وتمتدّ إلى جانبي الرقبة.
– الورم الوعائي، هي تلك التي تسمّى أيضاً ببقع النبيذ.
– النمش، ينتج عن كميّة كبيرة من الجسيمات الميلانية (التي تنتجها الخلايا الصبغية) على مستوى بعض الخلايا. ويصيب على وجه الخصوص ذوات البشرة الفاتحة أو صاحبات الشعر الأحمر.
أبرزها النمش. وعلى الرغم من أنها جميلة، إلا أنها أحياناً تكون كثيرة جداً، وتظهر لدى صاحبات البشرة الحساسة جداً تجاه الأشعة ما فوق البنفسجية ويكتسبن لوناً داكناً خلال فصل الصيف بشكل عام. والنمش يكون واضحاً جداً خلال مرحلة الطفولة، ولكن قد يتلاشى مع التقدّم في العمر.
الأورام الوعائية هي بقع خلقية منذ الولادة أيضاً. وهي ليست خطرة على الصحة ولكنها مزعجة. وتعود إلى «تشوّه» الأوعية الدموية التي تكون متوسّعة بصورة غير طبيعية.
أصل هذه البقع غير معروف، ولكن تشير التقديرات أن طفلاً من بين كل ستة أطفال يولد بهذه الأورام الوعائية. وفي معظم الحالات، تختفي الأورام الوعائية من تلقاء نفسها مع التقدّم في العمر، دون أن تترك أثراً. ويدلّ هذا على عدم نضج الأوعية الدموية لدى حديثي الولادة.
العلاجات المتوفّرة:
أبرزها علاجات الليزر والتقشير الذي يزيل الصباغ والتقشير الكيميائي… وهي تؤمّن نتائج فعّالة فيما يخصّ التخلّص من هذه البقع المزعجة.
الليزر الذي يزيل الصباغ
هذا النوع من الليزر يزيل التصبّغات وبالتالي يجعل البشرة تبدو أكثر صفاءً. وينصح به للتخلّص من البقع البنيّة، الناتجة عن الشمس، أو آثار الوشم.
كيف يعمل؟ يمتصّ الصبغ اللوني شعاع الضوء الذي يدمّره. وهو فعّــال جداً ولا يتـــرك أي ندبة، حتى على التصبّغات اللونية العميقة.
ولكن، للحصول على أفضل النتائج، لا بدّ من إجراء عدّة جلسات (بين أربع إلى ثمانٍ في المتوسط)، يفصل بين كل جلسة والأخرى شهر أو شهران.
ميزته: دقيق جداً، فالليزر يسمح باستهداف منطقة العلاج فقط دون الإضرار بالأنسجة المحيطة.
عيبه: تكلفته المرتفعة. كما يحظّر عند استخدام علاج الليزر التعرّض للشمس لمدّة شهر على الأقل بعد الجلسة.
الليزر التقشيري
يسمح بإزالة الطبقات العليا من الجلد للكشف عن بشرة أكثر نقاء وصفاء ونعومة. يمكن استخدام هذا النوع من الليزر بدلاً من الليزر الذي يزيل الصبغ لعلاج بقع الشيخوخة الناتجة عن التقدّم في العمر مثلاً.
مثل الليزر الذي يزيل الصبغ، فإن أي تعرّض للأشعة فوق البنفسجية ممنوع تماماً لمدّة شهر على الأقل، ويجب وضع كريم لشفاء الجروح لمدّة أسبوعين. فالبشرة التي تمّ تقشيرها بأشعة الليزر يجب أن تتجدّد، ويتطلّب هذا أقصى قدر من الحماية من الشمس حتى في الأماكن الداخلية أو حين يكون الجو غائماً.
الليزر الذي يعالج الأوعية الدموية
ينصح به لعلاج الوردية واحمرار الوجه والأورام الوعائية وغيرها من البقع الياقوتية… عند تطبيقه, يستهدف شعاع الضوء الهيموغلوبين الموجود في البشرة، ويكوي الأوعية الصغيرة المسؤولة عن الاحمرار. يتطلّب هذا النوع من العلاج عدّة جلسات (لمنح الوقت في كل مرّة للبشرة للشفاء) ويحتاج أيضاً إلى حماية فعّالة من أشعة الشمس.
تقشير البشرة لإزالة التصبّغات
ينصح بهذا النوع من التقشير لعلاج تصبّغ البشرة الذي سببه البقع الناتجة عن الشمس، وبقع الشيخوخة، وكلف الحمل، والندوب…
كيف يعمل؟ يتمّ وضع كريم غنيّ بعناصر تكافح التصبّع على شكل قناع (مثل حمض الريتينويك…). وتعمل هذه العناصر على «تفكيك أو حل» التصبّغات للكشف عن بشرة صافية.
يجب أن يظلّ القناع على الوجه لمدّة ست ساعات. ويجب أن يتأكّد الطبيب من أن القناع يغطّي جميع المناطق التي يراد علاجها، ويمكنك العودة لمنزلك. وعند إزالة القناع، ستتقشّر البشرة لمدّة يومين أو ثلاثة. يجب بعد ذلك وضع كريم خاص، مرّة يومياً لمدّة شهرين على الأقل (ستة أشهر في بعض الحالات). من الضروري جداً حماية البشرة من أشعة الشمس ووضع واقٍ شمسي لمدّة شهرين. لذا، من المفضّل إجراء هذا العلاج في بداية الشتاء، حيث تكون الشمس ضعيفة