وعلى الرغم من ذلك، فإن نوعا آخر من ط§ظ„ط³ظƒطھط§طھ ط§ظ„ط¯ظ…ط§ط؛ظٹط© أقل حجما وأكثر صعوبة في الاكتشاف، وهي التي تسمى بـ«السكتات ط§ظ„ط¯ظ…ط§ط؛ظٹط© الصامتة» (silent strokes).
وعلى الرغم من أن ط§ظ„ط³ظƒطھط§طھ ط§ظ„ط¯ظ…ط§ط؛ظٹط© ط§ظ„طµط§ظ…طھط© تؤدي إلى تدمير أجزاء كبيرة من المخ، التي تكون أصغر في الحجم من الأجزاء الميتة التي تخلفها ط§ظ„ط³ظƒطھط§طھ ط§ظ„ط¯ظ…ط§ط؛ظٹط© التقليدية، فضلا عن تأثيرها على بعض الأجزاء في المخ التي لا تضطلع بوظائف كبيرة، فإن الباحثين قد اكتشفوا أن هذه ط§ظ„ط³ظƒطھط§طھ ط§ظ„ط¯ظ…ط§ط؛ظٹط© لها تأثير هائل ودائم على الذاكرة.
سكتة دماغية صامتة
في الواقع، تعتبر ط§ظ„ط³ظƒطھط§طھ ط§ظ„ط¯ظ…ط§ط؛ظٹط© ط§ظ„طµط§ظ…طھط© أكثر شيوعا بكثير من ط§ظ„ط³ظƒطھط§طھ ط§ظ„ط¯ظ…ط§ط؛ظٹط© التي تكون لها أعراض، ففي مقابل كل شخص يعاني من سكتة دماغية لها أعراض ظاهرة، هناك 14 شخصا يعانون من ط§ظ„ط³ظƒطھط§طھ ط§ظ„ط¯ظ…ط§ط؛ظٹط© الصامتة. ويقدر الباحثون أن أكثر من ثلث الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 70 عاما مصابون بسكتات دماغية صامتة.
وكما يظهر في التصوير بالرنين المغناطيسي، تتضمن السكتة ط§ظ„ط¯ظ…ط§ط؛ظٹط© ط§ظ„طµط§ظ…طھط© بقعا صغيرة مدمرة في بعض الأجزاء بالمخ، التي لا ترتبط بصورة مباشرة ببعض الوظائف، مثل الإبصار والتحدث، إلا أن الباحثين يؤكدون أن هذه ط§ظ„ط³ظƒطھط§طھ قد يكون لها تأثير كبير على الذاكرة.
ما السكتة ط§ظ„ط¯ظ…ط§ط؛ظٹط© الصامتة؟
خلال السكتة ط§ظ„ط¯ظ…ط§ط؛ظٹط© «الإقفارية» (ischemic stroke) الناجمة عن نقص التروية الدموية التقليدية، تقوم الجلطة ط§ظ„ط¯ظ…ط§ط؛ظٹط© بمنع تدفق الدم إلى أحد الأوعية الدموية التي تغذي جزءا معينا من المخ.
ومن دون الدم، يحدث اختلال في عمل الخلايا الموجودة في هذا الجزء، مما قد يعرضها للموت ويتسبب في الشعور ببعض الأعراض، مثل الشعور بالتنميل أو الضعف في أحد جانبي الوجه، أو بعض المشكلات في الكلام، أو الصعوبة في المشي، أو مشكلات في الرؤية، والتي تعكس الوظائف التي تتحكم بها الأجزاء التي تعرضت للدمار في المخ.
أما أثناء السكتة ط§ظ„ط¯ظ…ط§ط؛ظٹط© الصامتة، فإن انقطاع تدفق الدم يؤدي إلى تدمير أعداد كبيرة من الخلايا في جزء معين من المخ، الذي يوصف بأنه «صامت»، بمعنى أنه لا يتحكم في أي من الوظائف الحيوية.
وعلى الرغم من ظهور هذا الضرر في التصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية بالكومبيوتر، فإن الأماكن المتضررة تكون صغيرة للغاية، مما يؤدي إلى عدم ظهور أي أعراض.
وتقول كارين فوري، الأستاذة المشاركة في كلية الطب بجامعة هارفارد ومديرة مستشفى ماساتشوستس العام لخدمات ط§ظ„ط³ظƒطھط§طھ الدماغية: «ربما يؤدي هذا إلى انسداد أحد الأوعية الدموية، مما قد يترتب عليه موت الأنسجة التي يمدها هذا الوعاء الدموي بالدم، ولكن هذا لا يؤدي إلى شعور الشخص بأي أعراض، وبالتالي عدم إدراكه أنه مصاب بسكتة دماغية».
وتؤكد فوري أن معظم الأشخاص المصابين بسكتات دماغية صامتة لا يدركون هذا الأمر، مضيفة: «ولا يعني هذا أنها ليست ذات أهمية»، حيث من الممكن أن تتسبب هذه ط§ظ„ط³ظƒطھط§طھ في بعض الأعراض الدقيقة، مثل ضعف الإدراك.
السكتة ط§ظ„طµط§ظ…طھط© والذاكرة
رغم أن الشخص قد لا يلاحظ وجود أي تأثيرات فورية، فإن ط§ظ„ط³ظƒطھط§طھ ط§ظ„ط¯ظ…ط§ط؛ظٹط© ط§ظ„طµط§ظ…طھط© ربما تتسبب في إعاقة تدفق المعلومات داخل المخ، الأمر الذي من الممكن أن يؤثر على الذاكرة، وخاصة في حالة حدوث الكثير من هذه ط§ظ„ط³ظƒطھط§طھ بمرور الوقت، وهو السيناريو الأكثر شيوعا.
وفي دراسة تم نشرها يوم 3 يناير (كانون الثاني) في مجلة «طب الأعصاب» (The Journal of Neurology)، قام الباحثون بدراسة أكثر من 650 شخصا ليس لديهم تاريخ للإصابة بالخرف (dementia).
وباستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي، قام معدو الدراسة بتتبع انقطاع إمدادات الدم في أدمغة هؤلاء الأشخاص، حيث تم اكتشاف أن أكثر من 170 شخصا من بينهم، لديهم بعض الأجزاء الصغيرة من الخلايا الميتة التي نتجت عن النقص في إمدادات الدم في الدماغ، التي تعرف بموت الأنسجة (infarcts)، على الرغم من أن 66 منهم فقط قد أشاروا إلى أنهم يعانون أعراض الإصابة بسكتات دماغية.
يجد الأشخاص المصابون بموت الأنسجة صعوبات كبيرة في ط§ظ„ط°ط§ظƒط±ط© والعمليات العقلية (الإدراك). تحدث العمليات المرتبطة بالذاكرة بصورة مستقلة عن أي انكماش يحدث في «الحصين» (hippocampus)، وهو ذلك الجزء من المخ المسؤول عن الذاكرة، والذي تعزى إليه الإصابة بألزهايمر والأشكال الأخرى من فقدان ط§ظ„ط°ط§ظƒط±ط© المرتبطة بتقدم العمر.
يقول الباحثون إنه بمرور الوقت، من الممكن أن يحدث تراكم للأضرار الناتجة عن ط§ظ„ط³ظƒطھط§طھ ط§ظ„ط¯ظ…ط§ط؛ظٹط© الصامتة، مما يؤدي إلى الإصابة بالمزيد من مشكلات الذاكرة.
تقول فوري: «كلما زادت الأضرار التي تحدث في الدماغ نتيجة هذه ط§ظ„ط³ظƒطھط§طھ ط§ظ„ط¯ظ…ط§ط؛ظٹط© الصامتة، زادت الصعوبات التي تواجه الدماغ في أداء وظائفه بصورة طبيعية».
وخلال السكتة ط§ظ„ط¯ظ…ط§ط؛ظٹط© «الإقفارية» النمطية، تقوم الجلطات ط§ظ„ط¯ظ…ط§ط؛ظٹط© بمنع تدفق الدم إلى جزء معين من الدماغ. ومن دون الدم الغني بالأكسجين، يموت هذا الجزء من الدماغ، مما يتسبب في حدوث مشكلات في بعض الوظائف مثل الحديث أو الحركة.
الوقاية من السكتة ط§ظ„ط¯ظ…ط§ط؛ظٹط© السؤال الهام الآن هو: إذا أصيب الشخص بسكتة دماغية من دون ظهور أي أعراض، بحيث لا يمكن تشخيص هذا الأمر إلا من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية بالكومبيوتر، فكيف يعرف الشخص أنه مصاب بسكتة دماغية؟ وماذا يستطيع القيام به حيال ذلك؟
تقول فوري: «لا أعتقد أن الشخص سيتكلف الكثير من المال إذا قام بإجراء التصوير بالرنين المغناطيسي»، مضيفة أنه على الرغم من ذلك، فإن ط§ظ„ط³ظƒطھط§طھ ط§ظ„ط¯ظ…ط§ط؛ظٹط© ط§ظ„طµط§ظ…طھط© ينبغي أن تجعل الناس واعين بأنه أصبح من الضروري التحكم في عوامل الخطر، التي تشمل:
– ارتفاع ضغط الدم – ارتفاع الكولسترول – تصلب الشرايين – التدخين – ارتفاع كولسترول البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة (LDL cholesterol)، وهو ما يسمى بالكولسترول الضار – مرض السكري – السمنة – نمط الحياة المستقرة – الرجفان الأذيني .
ولتقليل المخاطر الناجمة عن ط§ظ„ط³ظƒطھط§طھ الدماغية، قد يوصي طبيبك بإجراء بعض التغييرات في نمط حياتك، أو يصف لك دواء معينا لمنع الإصابة بالسكتات الدماغية، مثل العقاقير التي تمنع تكون جلطات الدم «مثل الكومادين والأسبرين وغيرهما»، أو عقاقير الستاتين التي تقوم بتخفيض الكولسترول.
وإذا كنت تعاني أعراض فقدان في الذاكرة، فلا ينبغي عليك تجاهلها على أنها تمثل جزءا طبيعيا من آثار الشيخوخة. راجع طبيبك الخاص لإجراء بعض الفحوصات.
ومن الضروري أيضا أن تحيط طبيبك علما بوجود تاريخ مرضي في عائلتك خاص بفقدان ط§ظ„ط°ط§ظƒط±ط© أو ط§ظ„ط³ظƒطھط§طھ الدماغية.
تؤكد الدكتورة فوري زيادة احتمالات تعرض النساء للإصابة بالسكتات الدماغية، لأنهن يعيشن لفترات أطول من الرجال، وتقول: «من الأهمية بمكان أن يكن على علم بأنهن معرضات للخطر، وأن يتأكدن من خضوعهن لتقييم لتعرضهن لعوامل الخطر الوعائية والأمراض الوعائية ط§ظ„ط¯ظ…ط§ط؛ظٹط© (cerebrovascular disease).
كما ينبغي على النساء التأكد من التعامل مع عوامل الخطورة بصورة جيدة للغاية من خلال الفحوصات الطبية الروتينية».
الوقاية من فقدان ط§ظ„ط°ط§ظƒط±ط©
يتمثل الخبر السار في حقيقة أن ط§ظ„ط³ظƒطھط§طھ ط§ظ„ط¯ظ…ط§ط؛ظٹط© ط§ظ„طµط§ظ…طھط© هي شكل من أشكال فقدان ط§ظ„ط°ط§ظƒط±ط© التي يمكن الوقاية منها. ولتجنب الإصابة بالسكتات ط§ظ„ط¯ظ…ط§ط؛ظٹط© ط§ظ„طµط§ظ…طھط© ولحماية ذاكرتك، ينبغي عليك اتباع النصائح التالية الخاصة بنمط حياتك:
– التحكم في ضغط الدم عن طريق إجراء فحوصات بصورة منتظمة وتناول عقاقير لضبط ضغط الدم إذا استدعت الضرورة ذلك.
– التقليل من تناول الأملاح إلى أقل من ملعقة صغيرة واحدة في اليوم، واتباع «الإرشادات الغذائية لإيقاف ارتفاع ضغط الدم» (Dietary Approaches to Stop Hypertension) المعروفة بـ«حمية داش الغذائية» (DASH)، التي أثبتت قدرتها على خفض ضغط الدم عند بعض الناس بصورة تتساوى تقريبا مع قدرة العقاقير الطبية.
«لمعرفة المزيد عن هذا النظام الغذائي، قم بزيارة (www.dashdiet.org)».
– إبقاء معدلات الكولسترول الإجمالية في جسدك تحت معدل 200 مليغرام – ديسيلتر، ومعدلات الكولسترول منخفض الكثافة أقل من 100 مليغرام – ديسيلتر.
وللمساعدة في تقليل معدلات الكولسترول في جسدك، ينبغي عليك خسارة بعض الوزن إن كنت تعاني زيادة في الوزن، واستهلاك أقل من 200 مليغرام من الكولسترول يوميا، فضلا عن زيادة كمية الألياف التي يحتوي عليها نظامك الغذائي «يعتبر تناول 20 – 30 غراما من الألياف يوميا أمرا مثاليا».
– الإقلاع عن التدخين، حيث إن التدخين يضاعف خطورة الإصابة بالسكتات الدماغية. حاول التحدث مع طبيبك الخاص حول المنتجات الخاصة باستبدال .وتين، مثل اللاصقات والعلكات والعقاقير التي تساعد على الإقلاع عن التدخين.
– مراقبة وزنك، حيث ينبغي أن يكون مؤشر كتلة الجسم بين 19 و25 «يمكنك حساب مؤشر كتلة الجسم الخاصة بك على موقع (www.nhlbisupport.com – bmi)».
– تناول على الأقل كوبا ونصفا من الفاكهة، وكوبين ونصفا من الخضراوات يوميا، وقلل من معدلات تناول بعض الأطعمة مثل اللحوم الحمراء والحلويات؛ لإبقاء وزن جسدك في النطاق الصحي.
– حاول ممارسة رياضة كرة المضرب (التنس) أو السباحة أو ركوب الدراجات، أو حتى الركض لمدة 30 دقيقة يوميا لخمسة أيام في الأسبوع على الأقل. أكدت دراسة تم نشرها في «مجلة طب الأعصاب» عام 2024 أن ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة بصورة مكثفة أو حتى معتدلة يمكنها أن تقلل خطورة الإصابة بالسكتات ط§ظ„ط¯ظ…ط§ط؛ظٹط© ط§ظ„طµط§ظ…طھط© بنسبة 40 في المائة.
تسلمين ياوردة