– القرآن نَفَس
يقول الله تعالى في سورة يونس ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ … ) ويقول في سورة الإسراء ( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ … ) ويقول في سورة فصّلت ( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء … ) ثلاث آيات تنص بوضوح على أن القرآن شفاء، عافية، دواء، نَفَس ينفِّس به الإنسان عن نفسه هموم الدنيا ومشاكلها .
ويؤخذ من هذا أن المسلم لا بد أن تكون له علاقة وطيدة بالقرآن الكريم .
– الصلاة نَفَس
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( حُبِّبَ إِلَىَّ مِنْ دُنْيَاكُمُ النِّسَاءُ وَالطِّيبُ وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِىَ فِى الصَّلاَةِ ) صحيح الجامع برقم 3124 ويقول : (يَا بِلاَلُ أَقِمِ الصَّلاَةَ أَرِحْنَا بِهَا صحيح الجامع برقم 7892 و( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر صلّى ) صحيح الجامع برقم 4703
هذه الأحاديث توضِّح بجلاء أن الصلاة راحة، وأنها تنفيس، وأنها ملاذ آمن يلتجئ إليه المؤمن فيشعر حينئذ بالإستقرار والراحة النفسية .
لكنْ : ليست كل صلاة يجد معها المصلِّي الراحة المنشودة، بل هي الصلاة الخاشعة، التي يخشع فيها المصلّي، فتخشع جوارحه عن الحركة، ويخشع قلبه حين مناجاة ربه ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ{1} الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُون )، فإذا قام للصلاة وقرأ الفاتحة تدبّر آياتها العظيمة، فإذا قرأ ( الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) تذكّر أنّه يناجي ربه، وأنّ الله يقول : حمدني عبدي، فإذا قرأ ( الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ ) تذكَّر أنَّ الله يقول : أثنى عليّ عبدي، فإذا قرأ ( مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) تذكَّر أنَّ الله يقول : مجّدني عبدي، فإذا قرأ ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) تذكَّر أنَّ الله يقول : هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قرأ ( اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ{6} صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ ) تذكَّر أنَّ الله يقول : هذا لعبدي ولعبدي ما سأل 0 والحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه .
– الإستغفار نَفَس
يقول الله تعالى (اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعاً حَسَناً … )
يقول الإمام القرطبي في تفسيره 4 / 9 : هذه ثمرة الإستغفار والتوبة أي يمتعكم بالمنافع من سعة الرزق ورغد العيش ولا يستأصلكم بالعذاب كما فعل بمن أهلك قبلكم .
ويقول الإمام جمال الدين القاسمي في تفسيره 93 / 9 أي : يطوِّل نفعكم في الدنيا بمنافع حسنة مرضية، من عيشة واسعة، ونعم متتابعة، إلى وقت وفاتكم كقوله (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إن العبد إذا أخطأ خطيئة، نكتت في قلبه نكتة سوداء، فإن هو نزع واستغفر وتاب صُقِل قلبه، وإن عاد زيد فيها حتى تعلو على قلبه، وهو الران الذي ذكر الله تعالى ( كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُون ) صحيح الجامع برقم 1670
وفي صحيح الإمام مسلم من حديث أبي بردة المزني رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ( إنه ليغان على قلبي، وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة )
ومعنى ليغان على قلبي : أي ما يرد على قلب النبي صلى الله عليه وسلم من ضيق الصدر بما كان يصيبه من الهمّ بأمر أمته، لا أنه كان يغان على قلبه من ذنب يذنبه .
وقيل ليغان : بمعنى ما يتغشى القلب من الغفلة عن الذكر، فإذا فتر عنه أو غفل : عدَّ ذلك ذنباً واستغفر منه .
فإلى أين الملجأ والملتجأ إلا إلى الله الذي كل السعادة والهناء والراحة والنعيم عنده تبارك وتعالى !
يعطيك الف عافيه