من آفات المجتمع

من آفات المجتمع
عن البراء بن عازب رضى الله عنه قال : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أسمع العواتق فى بيوتها – أو قال فى خدورها – فقال : يا معْشر مَنْ آمن بلسانه ، لاتغتابوا المسلمين ، ولا تتبعوا عوراتهم ، فإنه من يتبع عورة أخيه يتبع الله عورته ، ومن يتبع الله عورته يفضحه فى جوف بيته " . (رواه أبو يعلى فى سنده )
إن للإنسان حرمة ٌ كبيرة يجب أن تصان وتُرعى ، ولقد رُوى أن إبن عمر نظر إلى الكعبة يوما ًوقال : "ماأعظمك وأعظم حرمتك ، وللَمؤمن أعظم حرمة ٍعند الله منك ".ومن أجل هذه الحرمة وتلك المكانة حرّم الإسلام أن يغتاب الإنسان شخصا ًمن إخوته فى الدين ، "والغِيبة"- بكسر الغين – هى أن يذكر الإنسان غيره فى غِيبته بسوء ، وإن كان فيه هذا الشئ السوء ، فإن ذكره بما ليس فيه فهو البَهْت والبهتان .و"البهت والبهتان" هو الكذب والإفتراء ، وهو أيضا ًَ الباطل الذى يتحير الإنسان منه ، والإنسان البَهوُت هو الكثير الكذب . والغيبه عرفها بعض العلماء بقوله هى الوقيعة فى الناس . وقد فسر الحديث النبوى الغيبة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم – عندما سأله أبو هريرة عن الغيبة – : ذكرك أخاك بما يكره . قيل أفرأيت إن كان فى أخى ماأقول ؟ قال : إن كان فيه ما تقول فقد اغتبتم ، وإن لم يكن فبه ماتقول فقد بهته. أى كذبت وافتريت عليه .
والحديث الذى معنا صورة نبوية أخرى من صور التحذير من الغيبة والنهى عنها . وقد جاء فى أوله من عبارة الراوى كلمة : "العواتق"، والعواتق جمع عاتق والعاتق هى الشابة أول ماتدرك ، والتى مازالت فى بيت والدها والتى لم تتزوج بعد و "الخدور" جمع خدر ، والخدر ناحية من البيت عليها سُتُر، فتكون فيه البكر. "يا معشر ":المعشر كل جماعة أمرهم واحد ، "لاتتبعوا عوراتهم ": لاتتحولوا إلى عيوب الناس لتجعلوها أمامكم وهدفا ًلكم ، وتبحثوا عنها ، وتجمعوها وتذيعوها للناس ، والعورة كل ما يستحى منه الإنسان إذا ظهر وكل عيب فى الشئ فهو عورة . و"يفضحه " فضحه وكشفه وبينه للأعين، وفضيحة الإنسان هى ظهور العيب فيه وإطلاع غيره عليه .
و" جوف بيته " أى داخله ، والواجب على المغتاب أن يسارع بالإقلاع عن الغيبة وعدم العودة إ ليها ويعزم على ذلك عزما ً قويا ً ، ويندم على ما فعله منها ويسترضى من إغتابه ن ولكن الأمثل هنا أن يثنى الإنسان على من إغتابه سابقا ً ، ويذكر ما فيه من حسنات فى المجالس التى كان يغتابه فيها ، وأن يرد عنه الغيبة ما استطاع، فتكون تلك بذلك .والغيبة تمحق الأعمال الصالحة ولذلك قال صلى الله عليه وسلم عن إمرأتين صامتا عن الطعام وجلستا تغتابان الناس :" إن هاتين صامتا عما أحل الله تعالى لهما ، وأفطرتا على ما حرم الله عليهما ، وجلست إحداهما إلى الأخرى فجعلتا تأكلان لحوم الناس "
والواجب على المسلمين أن ينكروا على متعود الغيبة ويقاوموه ، ولقد رُوى عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من حمى مؤمنا من منافق يغتابه بعث الله إليه ملكا ً يحمى لحمه يوم القيامة من نار جهنم . ومن رمى مؤمنا ً بشئ يريد سبّه حبسه الله تعالى على جسر جهنم حتى يخرج مما قال ".
هذا وقد ذكر العلماء أن الغيبة تجوز اذا كانت هناك مصلحة تدعو إليه ، أو ضرورة تبيحها ، كما ، كما فى موقف الشهادة ، أو المطلبة بحق ، أو المخاصمة ، أو المشورة بشأن الزواج أو ماشابه ذلك .
نسأل الله تعالى أن يحفظ ألسنتنا من القول السوء ، وأن يهدينا إلى القول الطيب .

خليجيةاختك \ميمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Scroll to Top