أيها المسلم الحبيب:
إنَّ القلب الذي أقرَّ بلا إله إلا الله، واستقرت فيه حقيقة الألوهية، وحقيقة الربوبية، وحقيقة العبودية لا يمكن أن يهدأ أو يستقر كما تستقر القلوب الخالية الخاوية، إلا أن يرى هذه الحقيقة الربانية قد استقرت وتمكَّنت في الأرض.
• لذا ننادي عليك:
أيها المسلم الحبيب!
إنَّ إسلامنا ليوجب علينا أن نتناصح فيما بيننا؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الدين النصيحة".
قيل: لمن يا رسول الله؟
قال: "لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم".
فنقول:
إنَّ لنا رباً رازقاً خلقنا ورزقنا ووهب لنا هذه الحياة.
ونحن نعترف لله تعالى بذلك، فهو الخلاق العليم، وهو الرزاق ذو القوة المتين.
أليس كذلك؟ ألست تعترف أيها المسلم بما نعترف به؟ فهذا مما لا خلاف فيه، فالكون بأسره يعترف لله تعالى بذلك.
فما ظنك برب العالمين؟
– أأمرنا الله ونهانا لكي يضيق علينا سبل العيش؟
– أأمرنا الله و نهانا لكي يقيد حريتنا ولكي نُكبل بهذه الأوامر والنواهي؟
– أأمرنا الله تعالى لأن ذلك ينفعه ويزيد في ملكه؟
– أنهانا الله تعالى لأن ذلك يضره وينقص من ملكه؟
إذاً لماذا أمرنا ونهانا؟
– أليس لمصلحتنا؟
– أليس لأنه يعلم ما يُصلحنا وما يُفسدنا؟
وكان مما أمر الله به سبحانه المرأة بالتستر و الحجاب, فقال سبحانه:
{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمً } [الأحزاب: 59].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
"صنفان من أهل النار لم أرهما: رجال معهم أسياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن ط§ظ„ط¬ظ†ط© ولا يجدن ريحها، وإنَّ ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا.." [رواه مسلم].
فما قولك أيها المسلم الحبيب؟
– أترى أهذا حق لله تعالى أن يفرض على المرأة الملبس الذي تلبسه, أم أنَّ هذا حق لبيوت الأزياء وليس بحق الله؟
– أترى أهذا حق الله تعالى أن يتدخل في شئوننا أم لنا الحق الخالص وأن ذلك ليس بحق الله؟
-أترى أحق لنا أن نعترض على أوامر الله التي أمر بها وأن يكون لنا وجهة نظر في تنفيذها أم ما هي حدود العبد المخلوق المرزوق من ربه مع أوامر الله؟
فنقول:
إنَّ الحق خالص لله تعالى أن يفرض على المرأة الملبس الذي تُصان المرأة من خلاله, فهذا الملبس الذي فرضه الله تعالى هو لباس العفة والطهارة والنقاء والعفاف, أليس كذلك؟
فلماذا أيها المسلم الحبيب
– تحادّ ربك؟
– ولماذا تُساعد الفتيات على التعري والسفور وإظهار ما أمر الله المرأة أن تستره؟
من تُرضي؟
-أتُرضي ربك الخالق الرازق أم ترضي المخلوق المرزوق؟
استمع أيها الحبيب إلى قول ربك:
{ وَاللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ، أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ } [التوبة: 62، 63].
أتريد أن تكون وقوداً لجهنم ؟!!
أتقدم نفسك إلى النار كقربان لإرضاء الناس في سخط ربك؟
فاعلم:
{ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ } [التوبة: 96].
قل لي بربك:
– ما هو رصيدك الذي سوف تُقابل به ربك؟
– منذ كم من السنوات وأنت تبيع للنساء أمثال هذه الملابس؟
– كم عدد النساء اللاتي اشترين منك أمثال هذه الملابس التي لا ترضي الله ولا ترضي رسوله ولا ترضي المؤمنين؟
– كم من امرأة أظهرت مفاتنها وأنت ساعدتها على إظهار أقبح ما فيها, أتُباهي بذلك وتتفاخر به عندما تقف بين يدي ربك؟
قال سبحانه:
{ وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } [التوبة: 105].
فإن قلت:
ما السبيل وما المخرج من هذا الهلاك؟
قلنا لك:
قد يتلاعب الشيطان برأسك ويقول لك أنَّ هذا هو مصدر رزقك وأن لديك عمالاً يعملون لديك, ولهم بيوت ومعيشة, وليس لهم مصدر رزق إلا ذلك, وإن لم تقم ببيع ذلك فالفقر أسرع ما يكون إليك, وإن لم أقم ببيع ذلك إلى الفتيات فغيري يقوم ببيعه.
وسواء قمت بالبيع أم لا فهذا لا يُغير من حالها ولا يجعلها تتحجب.
فنقول:
– أيصلح أن يكون ذلك عذراً لك عند ربك؟
– وإن كان غيرك أراد أن يقحم نفسه في النار فهل أنت حزين على أنك لم تدخلها مع الداخلين؟!
– أيحزنك أنَّ الناس يدخلون النار وتدخل أنت الجنة؟!
وإن كنت تخشى الفقر فنقول لك:
{ وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } [التوبة: 28].
بل قل:
{ حَسْبُنَا اللّهُ سَيُؤْتِينَا اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللّهِ رَاغِبُونَ } [التوبة: 59]
بل نقول لك:
إن محبة الآباء والأبناء والزوجة والعشيرة والمال وكل متاع الدنيا لا يقدم على محبة الله وطاعته, وإِلا كان الندم أشد الندم.
قال سبحانه:
{ قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } [التوبة: 24].
وإياك ثم إياك أن تفضل الدنيا عن الآخرة:
{ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ } [التوبة: 38]
فلتنظر أيها المسلم الحبيب:
إلى الأسس والقواعد التي تبنى عليها عملك, أتبنيه على أرض صلبة أم على كثبان من الرمال؟
{ أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } [التوبة: 109]
فعليك أيها المسلم الحبيب:
أن تُسارع بإنقاذ نفسك وإنقاذ ولدك وإنقاذ زوجك قبل أن تكونوا وقوداً للنار.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ } [التحريم: 6]
وختاماً نقول:
– أمازلت مُصراً على أن تُبارز ربك بهذه المحرمات؟
– أمازلت مُصراً على عصيان ربك؟
– أما زلت مُصراً على نزع ثياب العفّة عن المرأة وعلى إلباسها ثياب الرذيلة؟
– أما زلت مصراً على شيوع الفاحشة في الذين آمنوا؟
– أما زلت مصراً على أن تَطعَم وتُطِعم أولادك من حرام؟
فلا نملك إلا أن نقول لك:
{ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ } [التوبة: 129].
اللهم هل بلغت …اللهم فاشهد…
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.