ماهو وجه الفزع والرعب والهلع الذي يصيب البعض في تلك الليلة ويجعلهم أسرى خوفهم وعجزهم؟
الحقيقة أنها أسباب كثيرة ترجع إلى الأمية الجنسية لكلا الزوجين، وأيضاً لما رسمه المجتمع لتلك الليلة من ملامح ومتطلبات ينتظرها الجميع ويقيسون على أساسها الفشل والنجاح، فالمجتمع يصورها على أنها معركة وخناقة حامية الوطيس تختبر الفحولة بالنسبة للرجل والجاذبية بالنسبة للأنثى، ولذلك فأي فشل هو إهانة للرجولة وإنكار للأنوثة بالرغم من أنه شئ عادي وفي معظم الأحيان لايحتاج لعلاج ، و هذا المفهوم هو مايتسبب في أن يفشل 40% من الرجال في هذه الليلة حسب آخر الإحصائيات، ولذلك فتغيير المفاهيم هو البداية.
والبداية هي معرفة أن العملية الجنسية عملية فسيولوجية طبيعية بحتة كنبض القلب والتنفس، وإدخال عنصر الإرادة والإجبار ومراقبة الذات وكأنها في إمتحان كلها تؤدي إلى الفشل لامحالة، وجرب أن تراقب عدد نبضات قلبك بوسوسة ستخرج حتماً بنتيجة أن لديك ذبحة لاقدر الله بالرغم من أنك في تمام صحتك وعافيتك، وكذلك الجنس دافعه فقط هو الرغبة وبعد ذلك تتم المسائل أوتوماتيكياً، وبدون رغبة لن تتم هذه الليلة بنجاح لأنك ستصبح كمن يريد أن يصنع الكعك بدون أن يملك دقيقاً، وسبب العجز الجنسي المصاحب لليلة الدخلة أو مانطلق عليه "عنة شهر العسل" honey moon impotence” هو فقدان هذه الرغبة بسبب القلق والتوتر، ويلجأ العريس في بعض الأحيان قبل هذه الليلة لتعاطي الحشيش أو المخدرات والتي تؤثر بالسلب في أغلب الأحيان، وذلك لأن الحشيش يشوه إحساس الزمان والمكان فيعطي تصورات زائفة ومضللة.
ويظل هذا العريس المسكين لايملك من شهر العسل إلا لسع النحل، فيلجأ للدجالين لكي يفكوا هذا العجز أو ما نطلق عليه "الربط"،ويظل يبلبع في مقويات ومنشطات وهورمونات، ويصف له الأصحاب الـ spanish fly والجمبري والإستاكوزا بلا طائل، لأنه ببساطة لايفهم أن مصدر الدوامة التي تعصف به هي في عقله وليس في جسده.
والتعبير العربي غاية في البلاغة عندما يصف مايحدث في ليلة الدخلة، فنقول فض غشاء البكارة وليس كما يقول البعض هتك الغشاء أو تمزيق الغشاء، فالفض يحمل معنى الرقة واللطف ويلغي التصور الراسخ في الأذهان بأن هذه الليلة لابد أن تتوج ببحر من الدماء، والحقيقة أنها مجرد نقط بسيطة نتيجة تمزق بعض الشعيرات الدموية الرقيقة المتصلة به، والطقوس الموجودة قد ساعدت على شيوع هذا المفهوم بصورة رهيبة فالأم تعلم بنتها أن هذا الفض كخرق العين، وفي بعض المناطق الريفية يسمون هذه العملية "أخد الوش" ويجعلون الداية هي التي تقوم بهذا الفض أو تعلم الزوج أن يستعمل في هذا الفض أصبعه وذلك في مشهد مهين ينتهي بأن يحمل الأب المنديل الغارق في الدم دليل الطهر والعفاف والشرف، وذلك خلافاً لما أوصانا به الرسول صلعم من رقة التعامل وحسن المعشر.
ويمثل هذا الغشاء بيت القصيد في عنة ليلة الدخلة، فالغالبية تتصوره على أنه غشاء سميك وقوي يحتاج لقوة طرزان لكي يتمزق ويتخيلون أيضاً أنه يسد فتحة المهبل بأكملها، وهذا بالطبع مفهوم ناتج عن جهل وإلا كيف ينزل الطمث، والحقيقة أنه يغطي جزءاً بسيطاً ويترك فتحة بسيطة قطرها حوالي سم واحد لنزول دم الحيض، وهذه الفتحة تختلف.
في الشكل من إمرأة لأخرى فقد تكون هلالية أو مستديرة أو غربالية الشكل، وأحياناً يكون الغشاء من النوع المطاطي وهذا النوع أطلق عليه وأسميه الغشاء الكارثة نظراً لما يجره من كوارث ومصائب على صاحبته في منطقتنا العربية، فهذا النوع المطاطي لايتمزق بعد الإيلاج في تلك الليلة وبالتالي لايصاحبه نزول دم، وهنا الطامة الكبرى فتتهم صاحبة هذا الغشاء الكارثة بأنها ليست عذراء وأنها فرطت في نفسها لرجل آخر قبل الزواج، والمسألة كلها من الممكن أن تحل عند الطبيب بمزيد من الشرح والهدوء وبث الطمأنينة ولكننا للأسف لانستطيع أن نتنازل عن التمسك بأنها معركة.
فشل ليلة الدخلة ليس سببه دائماً الرجل بل إن المرأة تشارك بنصيب لابأس به في هذا الفشل، فأولاً الرعب من غياب وعدم وجود الغشاء أصلاً والفزع من توابع إكتشاف الزوج لهذا الغياب، وهذا الرعب هو أيضاً ناتج عن معلومات خاطئة مصدرها غالباً الأم التي تخبرها بأن مجرد التشطيف أو ركوب الدراجة سيسلبها عذريتها وتنسى أو تتناسى أن الغشاء يقع في مكان داخلي أمين لاتصل إليه هذه الممارسات الروتينية البسيطة.
والرعب الثاني يتأتي من تخيل العروس أن حجم العضو الذكري سيسبب لها مصيبة وتتناسى أنها من نفس المكان ستلد جنيناً يزيد عن 2 كيلو !!،ولابد أن تعرف كل عروس أن فرجها ليس أنبوبة لها إتساع محدد لاتزيد عنه، بل إنه مثل الجورب الأول سايز. إذا جاز التشبيه يتمدد ليتسع بمرونة وبدون أي ألم لأي حجم كان، ولذلك يجب ألا ينتابها الرعب والفزع.
ليلة الدخلة يجب ألا نحولها لمباراة مصارعة ننتظر نتيجتها بترقب وشغف، بل يجب أن نجعلها ليلة بهجة يكتشف فيها كل رفيق رفيقه بلا خوف أو عقد وأيضاً بلا نزيف أو فشل، فليلة الدخلة ليست لقاء بين شخصين في غرفة النوم بل هي لقاء بين ثقافتين وموقفين وعقدتين وتراثين، يشاركهما المجتمع بفضوله ودوافعه وبمعاني الصح والغلط ويتطفل عليهما بكل ثقله وعاداته وتقاليده، والدليل أنك وأنت حتى في أمريكا تتسلط عليك مخاوف ثقافتك الأصليه، فيكون جسدك في عصر الكمبيوتر وروحك مازالت في زمن المحراث والساقية، وأساطير ليلة الدخلة جزء أصيل من هذا التراث وهذه الثقافه، والأساطير كثيرة وهي قيود تكبل وتشل وتجعل من ليلة العمر ليلة مظلمة يجثم فيها اليأس والإحباط على الروح فيخنقها.
واولى هذه الأساطير بالطبع كماذكرنا هي أسطورة المنشطات والمخدرات التي تنشط الجنس وهي على العكس أول مايغتال الجنس، ويظل العريس في هذه الليله يدخن الحشيش طالباً الفحولة وهو لايدري أنه يطلب الحانوتي! أما ثاني هذه الأساطير أنه بعد فض الغشاء لابد من أن تزيد مرات العلاقه الجنسيه بعد الفض مباشرة حتى لايغلق ثانية، وهذا بالطبع وهم خلقه الهلع المحيط بذلك الغشاء أو ماأسميه فوبيا الغشاء .
ومن ضمن الأساطير المتعلقة بليلة الدخلة أن الجنس رجل ورجل فقط، وتاء التأنيث حرف مشطوب في الجنس الشرقي، ومن العيب الشديد لذلك السبب أن تفصح المرأة عن رغبتها أو مايجول بخاطرها عن العلاقة، ولذلك فالجنس يصبح عندنا علاقة من طرف واحد ويصير كالعزف المنفرد ويفقد صفة السيمفونية.
وأخطر الأساطير هي اسطورة أن البظر وهو عضو النشوة عند المرأة يضايق الرجل الذي لابد أن يكون مستريحاً بغض النظر عما إذا كانت المرأة تحس أو لا، وذلك بالطبع وهم نسجه خيال الرجل الشرقي وهو لايعرف أنه ب. الختان يفقد المرأة إشباعها الجنسي ولايفقدها رغبتها، وهذا هو مكمن العذاب والخطر، فالرغبة التي مكانها المخ موجودة وتستجيب ولكن وتلك هي المأساة لايتم إشباعها لأن عضو الإستثارة قد تم بتره.
وأسطورة أخرى ناقشناها من قبل وهي أسطورة طول العضو الذكرى ولكن هذه المرة سنناقش تأثيره على الرجل،فالمراهقون يظلون طوال مراهقتهم مرعوبون من هذه الجزئية،ويظل هذا الوسواس ضاغطاً وخانقاً حتى وقت الزواج، وهم للأسف لايعرفون معلومة بسيطة وهي أنه لاعلاقه للطول بالإشباع لسبب بسيط و هو أن المهبل عضو مطاطي متلاصق الجدران ومرن، وأن الإحساس الجنسي يكمن معظمه في الثلث الخارجي من المهبل والذي يبلغ طوله حوالي 4 سم فقط.
ولابد أن يعرف الشباب أن عملية الإنتصاب عملية فسيولوجية طبيعية كعملية التنفس، ولاداعي لمراقبته وكأننا في إمتحان، وأهم مايقتله هو الفضول والتدخل والرقابة ووضعه في خانة الثواب والعقاب، والرقابة عندنا للأسف هي رقابة مجتمع قبل أن تكون رقابة ذاتيه، ولابد أن يعوا أيضاً أن الجنس ليس فيه غالب ومغلوب فهو ليس ماتشابه مصارعة حرة، وإنما هي علاقة حب ومودة وسكينة تحكمها رقة العاطفه وليس صفارة الحكم. >>>> منقوول >>>
تقبلى تحياتى بجد شاكر جدا لمرورك الكريم
تقبل مروري…