أخواني ,,أخواتي…
,,
بالأمس القريب يُهنأ بعضنا بعضاً بقدوم شهر رمضان المبارك , وكلنا فرح وسرور واستبشار بهذه الليالي الشريفة , منّا من قضاها في الطاعة , ومنّا من قضاها مفرطاً مقصراً ليس له حظ من صيامه إلا الجوع والعطش , ومن قيامه إلا السهر والتعب , وها هو شهرنا الآن قد مر منه 20يوماً , فاستدبرنا منه هذه الأيام وهو يقول لنا بلسان الحال , من كان مقصراً فما زال هناك متسع , ومن كان مذنباً فأبواب الجنان ما زالت مُفتحة وأبواب النيران مغلقة.
على أعتاب هذه العشر إن ثمة فرصة تعاود الكرة عليك من جديد ، ثمة فرصة هذه المرة تفتح لك أبواب النعيم ، ثمة فرصة تغسل أدرانك، وتذيب أخطاءك. أيها المسلم إن الفرص تلوح لكنها قد لا تعود، والمؤمن الصادق هو من يستغل الفرص حين ما يرى بريقها، أدعوك دعاء الناصح لأخيه، أدعوك أن تعتبر هذه العشر الفرصة التي قد لا تعود، والحياة التي قد لا تتكرر مرة أخرى .. كن إيجابياً، وانظر إلى الفرص بعين المتسابق التي يتمنى أن تلوح له،
هاهي العشر الأخيرة أقبلت,,
فلنضاعف الإجتهاد في هذه الليالي ، أكثروا من الذكر … أكثروا من تلاوة القرآن … أكثروا من الصلاة ، أكثروا من الصدقات ، أكثروا من تفطير الصائمين … ففي صحيح مسلم أن رسول الله كان يجتهد في العشر ما لا يجتهد في غيرها."
فينبغي لنا أن نفرغ أنفسنا ونخفف من الأنشغال بهذه الدنيا,
فإنها –والله- أيام معدودة، ما أسرع أن تنقضي، وتُطوى صحائفها، ويُختم على عملك فيها، وأنت –والله- لا تدري هل تدرك هذه العشر مرة أخرى، أم يحول بينك وبينها الموت، بل لا تدري هل تكمل هذه العشر، وتُوفّق لإتمام هذا الشهر، فالله الله بالاجتهاد فيها والحرص على اغتنام أيامها وليالها,,
ولاتنسى الأكثار من الأستغفار على ماقصرناوأذنبنا,,
ولنتحرى ليلة القدر ,,
يقول النبي – صلى الله عليه وسلم- "وفيه ليلة خير من ألف شهر من حُرمها فقد حُرم الخير كله، ولا يُحرم خيرها إلا محروم" حديث صحيح رواه النسائي وابن ماجه.
قال الإمام النحعي: "العمل فيها خير من العمل في ألف شهر سواها".
وقد حسب بعض العلماء "ألف شهر" فوجدوها ثلاثاً وثمانين سنة وأربعة أشهر، فمن وُفّق لقيام هذه الليلة وأحياها بأنواع العبادة، فكأنه يظل يفعل ذلك أكثر من ثمانين سنة، فيا له من عطاء جزيل، وأجر وافر جليل، من حُرمه فقد حُرم الخير كله.
قال صلى الله عليه وسلم- "رغمأنف من أدرك رمضان ثم خرج ولم يُغفر له" رواه ابن حبان والحاكم وصححه الألباني.
وختاماً أسأل الله سبحانه أن يغفرلنا ويجعلنا من المقبولين,,ويعتق رقابنا من النار..
دعوة بظهر الغيب تغنيني عن كلمة شكراً..
دعواتكم