من المعروف أنَّ ط§ظ„ط¶ط؛ط· النفسي يؤدي إلى إفراز عدة هرمونات من الدماغ، من بينها هرمون Corticotropin-releasing hormone (CRH)، وهو هرمون يحث هرمونات أخرى على الإفراز. وقد وجد سابقا أن مستوى هذا الهرمون مرتفع لدى النساء اللواتي ولدن مبكراً قبل الأوان أو ولدن أطفالاً ناقصي الوزن. ومن المعروف كذلك أن الدماغ يفزر هذا الهرمون في حالة التعرض للضغط البدني أو النفسي، كما يفرز في المشيمة والرحم لدى الحامل لانطلاق عملية الانقباضات عند الولادة.
لكن هذا البحث يفترض أن مراكز أخرى في مكان ما في الجسم غير الدماغ تفرز هرمون CRH وهرمونات ط§ظ„ط¶ط؛ط· النفسي التي تستهدف الخلايا البدينة(Mast cells) بشكل خاص، وهذه الخلايا البدينة تحتوي على موصلات وهرمونات التهابية، وتكثر هذه الخلايا في الرحم أثناء ط§ظ„ط¶ط؛ط· النفسي أو البدني، وأن الإفراز الموضعي للهرمون CRH يمكن أن يفجر الخلايا البدينة وإطلاق الموصلات الالتهابية التي تسبب الإجهاض.
لذا.. وعلى ضوء هذا الافتراض قام الباحثون بدراسة 23 امرأة ووجدوا ارتفاعاً في مستوى هرمون CRH وهرمون آخر Urocortin في أنسجة الأجنة لهؤلاء الأمهات مقارنة بنساء قد أسقطن مرة واحدة، والذي يثير التساؤل هو أنَّ ارتفاع مستوى هذه الهرمونات كان في الخلايا البدينة Mast cells الرحمية وليس في دم النساء، مما يبعث على الاحتمال أنَّ هرمونات ط§ظ„ط¶ط؛ط· النفسي تفرز موضعياً.
ما هي الخلايا البدينة؟ هي خلايا سمينة نسبيا منتشرة في جميع أنحاء الجسم كالقنابل الموقوتة وتحتوي على هرمونات ومركبات التهابية. وفي حالة اصطدام أجسام غريبة مهيجة Allergin بها فإنها تنفجر وتطلق العديد من المركبات الكيماوية المسؤولة والمشتركة في عملية الالتهاب inflammation process مثل الهستامين ومركبات كيماوية أخرى.
نعود إلى CRH الذي يسبب انفجار الخلايا البدنية Mast cells الموجودة في الرحم فتنشر مواد كيماوية عديدة تسبب فقدان الحمل، ومنها مادة تريبتيز Tryptase التي تعمل على إيقاف تكون الأغشية الجنينية وتدمر المشيمة اللازمة لحياة الجنين، مما يؤدي إلى فقدان الحمل.
هذا البحث مثير جداً، حيث إنه بالإمكان صد تأثير CRH على الخلايا البدينة Mast cells بعقار يعطى على هيئة تحميلة مهبلية، فيقفل مستقبلات CRH في الخلايا البدينة، مما يمنع انفجارها وخروج ما يسبب فقدان الحمل.
الخلاصة:
توجد في الرحم خلايا تسمى "خلايا بدينة" وتحوي أجساما التهابية، وهي التي تسبب الالتهاب. وفي حالة انفجارها فإنها تصدر أجساما عديدة مختلفة، منها "الهستامين"، ومادة "تريبتيز" التي تسبب تلف المشيمة. ووجد أن الهرمون CRH يفرز موضعيا ويفجر الخلايا البدينة. فإن كان الأمر كذلك فسوف تُعالج حالات كثيرة من عدم الحمل أو ط§ظ„ط¥ط³ظ‚ط§ط· التي لا تعرف أسبابها؛ وذلك بإيجاد العقار الذي يحافظ (بإذن الله تعالى) على الخلايا البدينة من الانفجار.
يعطيك العافيه على الموضوع