تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » قصة مطلقة نحيفة وعلى خلق؟؟؟

قصة مطلقة نحيفة وعلى خلق؟؟؟

  • بواسطة
أضم صوتي إلى صوت أختي صاحبة "انتهى عصر الرجال الحقيقيين" لن أقول "ارحمونا أيها الرجال!" ارحموا ضعفنا… ارحموا حاجتنا إليكم!.
من أين أبدأ؟! هل أبدأ من أول مشاعر إعجاب شعر بها قلبي نحو زميلي بالدراسة لتدوم 3 سنوات ولتتبعثر حين سمعت خبر خطبته؟! كان إعجابًا من طرف واحد ولم نكن قد تبادلنا ولو حتى كلمة واحدة، ومع ذلك كانت الأحلام وردية والأمل كبيرا، وكانت الصدمة التي علمتني أن أقفل على قلبي بمفتاح، خصوصًا وقد كنت على أبواب شق طريق جديد وهي الحياة العملية..

كلمات ذبحتني

صممت بعدها ألا أترك مجالاً لأن أُعجَب بأحد، وقضيت سنة على هذا الحال إلى أن سمعت بخطبة زميل لي وفوجئت بالمرارة في قلبي! اكتشفت أني كنت معجبة به وبشدة وبأنه حاول التقرب مني أكثر من مرة، ولكني صددته خوفًا على قلبي، حتى أعلن خطبته ليعلن كم كان صادقًا بالبحث عن رفيقة العمر! كان ذلك مؤلمًا جدًّا ولم أستطع أن أتحمله فاغتنمت أول فرصة لتغيير عملي لأبدأ من جديد!.
لم أعد وقتها أدرك كيف أتصرف، أأصد أم أترك مجالاً… ومضت سنتان، كنت قد تعرفت فيهما على زميل جديد، "طيب وابن حلال" ولاحظت منه اهتمامًا واضحًا، وحتى لا أورط قلبي قبل أن أتأكد، وجدت نفسي أتوجه إليه مباشرة وأسأله. عن شعوره نحوي! وكانت الصدمة!! "أخت عزيزة أقدرها كثيرًا…" كلمات ذبحتني!.
ومضت سنة أخرى لأشعر برغبة قريب مني بالزواج بي! وبرغم أني لم أكنّ إليه أي مشاعر فإني رأيته زوجًا صالحًا، خصوصًا أني أعرفه منذ زمن طويل، ولما لمح لي بطلبه. أشعرته بالموافقة وانتظرت… وما هي إلا أسابيع حتى هاتف والده والدي لدعوته على خطبته! وكانت المفاجأة! وبعد مضي أسابيع اكتشفت أن والدته رفضتني كزوجة له؛ لأنها لم تكن تحب والدتي!.

نحيفة وعلى خلق

شعرت بعدها باليأس وبأن أحدًا لن يرغب بي كزوجة. وخصوصًا أني كنت ظ†ط­ظٹظپط© جدًّا ومن كان يزورنا لموضوع الزواج لم يكن يعود برغم أن لديّ مقومات أخرى عديدة! فأنا إنسانة متدينة وعلى خلق عالٍ، وصاحبة ظل خفيف بشهادة الجميع، كما أني متعلمة ومثقفة ومن عائلة محترمة.
ومضت الأيام لأفاجأ بطلب زميل لي الزواج ولأول مرة في حياتي شعرت بروعة أن تُحب! أثبت لي ذلك بأمور عديدة؛ لتكون من اللحظات الجميلة التي عشتها، ورفض أهلي وكان معهم الحق، حيث إنه لم يكن متدينًا وأقل من مستواي العلمي والاجتماعي.
ومع ذلك تمسكت به بشدة وخصوصًا أني كنت أبلغ من العمر ستة وعشرين عامًا.

واستمر رفض أهلي 3 أشهر؛ ليكون الخير في ذلك حين اكتشفت لأول مرة ما يحدث في مجتمعنا! كان يعرف فتيات يمارس معهن مقدمات الزنا كنوع من التسلية! وصدمت بهذا وصدمت بمجتمعي وبكل شيء حولي ورفضته!.
وصمّم على أن يزيد ألمي حين قرر أن ينتقم لكرامته بأن يخطب فتاة أخرى ويكلمها أمامي يوميًّا حتى رحمني ربي وشاء قدره أن ينتقل من مكتبنا.
ما حدث معي جعلني أشعر برغبة قوية في رد كرامتي والزواج من إنسان على دين وخلق لأثبت له أن "الدنيا لسّه فيها خير!"، حيث دافع عن نفسه بأن "كل الشباب يفعلون ذلك".
وقتها وجدت موقع "شريك الحياة" وسجلت به، ولكني لم أوفق للتعرف على الشخص المناسب، حصل مرة أن تعرفت على أحدهم، ولكنه لم يكن من بلدي وإن كان لديه بعض المعارف من بلدي، حيث أرسلهم للتعرف عليّ ولإثبات حسن النية وبالفعل كانوا لطفاء جدًّا وشكروا فيه كثيرًا، ولكنه عاد واعتذر بعد أيام قليلة بحجة أنه حين رأى صورتي (طبعًا بالحجاب) لم يرتح لشكلي!.

أجمل أيام!

لماذا أكتب على صفحة المطلقات؟ هل للقصة تتمة؟ نعم هذه كانت المقدمة فقط! أسردها لكم لكي تتخيلوا صدمتي!.
أخيرًا.. انتقلت إلى موقع آخر للزواج، ولكن بحذر شديد ولم تمضِ أيام حتى أرسل إليّ طالبًا التعرف علي، ولم تمضِ أيام حتى كان في بيتنا يطلبني للزواج، وبرغم أن كل هذا كان يبدو كمفاجأة فإنها قد تزول قليلاً حين تعرفون أنه مطلق ولديه ابنان ورفض أهلي ولم أستطع أن أرفض! رغم أنني لم أتمنّ لنفسي مطلقًا فإنه استطاع منذ أول يوم أن يجذبني إليه! كان رائعًا بكل ما في الكلمة! كان كل ما تمنيته في حياتي! متدين وعلى خلق، حنون وشديد الذكاء، و… كل ما أتمنى!
وبدأت معاناتي مع أهلي لمدة 3 أشهر وحدي، حيث كان مسافرًا ومنتظرًا الرد، وقبل عودته بفترة بسيطة استطعت أن أحصل على شبه موافقة من أهلي وكنت أشعر أن الدنيا أخيرًا ضحكت لي، اتصل بعدها ببضعة أيام ليعتذر مني! ما زلت أذكر صدمتي في ذلك اليوم، وكم شعرت بأن كل ما سعيت إليه كان للاشيء.
وعاد من سفره ليفاجئني مرة أخرى بعد ذلك بأسبوعين برغبته بالزواج مني وليتم عقد القران في عدة أيام لتليه أجمل خطبة وأجمل شهرين في حياتي، رغم أنه كان في بلد عمله فإني أخيرًا شعرت بجمال أن يلمس زوجي يدي، وأن أرى الحب في عيونه! وتزوجنا وبدأت أشعر نفسي "زوجة" وبدأت أشعر أن لي زوجًا وبيتًا وحتى أولادًا؛ لأني كنت قد أحببت أولاده كثيرًا رغم أنهم لم يقضوا تلك الفترة معنا..

تلك الفترة القصيرة التي سرعان ما انتهت لينقلني في عدة أيام إلى مرحلة أخرى على النقيض تمامًا… "مطلقة".

مطلقة

وإذا كنتم لا تستطيعون أن تصدقوا هذا وأن تتوقعوا سببًا واحدًا فقد كنت مثلكم تمامًا، غير قادرة على الإطلاق على فهم ما يجري كل ما كنت أعلمه أننا لم نتزوج فعليًّا بعد! ولكن لم يمضِ سوى أيام على زواجنا! فلماذا اليأس! وهنا بدأت أعيش أقسى أيام عمري، أشعرني أني لا شيء! تجنب الحديث معي أو النظر إلي! كل ما كنت أفعله أو أقوله كان يغضبه، ومع كل الألم الذي كنت أشعر به إلا إني كنت أحبه بجنون!.
وما إن أتممنا الشهر الأول حتى كنت قد عدت إلى أهلي مكسورة محطمة… وكان الطلاق برغم رفضي له وبرغم كل محاولاتي للتمسك به، بالإنسان الذي أشعرني بأنه الحب الحقيقي في حياتي! وبأن لمشكلتنا هذه حلول كثيرة لم نسعَ لها بعد! ولكنه كان يائسًا جدًّا وصمم على زرع يأسه في قلبي!.
اليوم وبعد أكثر من عام على الطلاق، الجميع ينظر إليّ بإكبار أني تلك الفتاة التي تحملت وما زالت ناجحة في حياتها تساعد الجميع وتنشر الفرحة في قلوب من حولها، ولا يعلمون أن في داخلي إنسانا مكسورا محطما لا يشعر بأية رغبة… لا في الزواج ولا في الحياة.

ولكني فقط أرفض نظرة الشفقة! وجدت نفسي وأنا أعد أيامي القليلة إلى الثلاثين أشعر أني أعد أيامي الأخيرة وكأني سأبلغ الستين! لا رغبة لي بزواج آخر، قلبي ما زال ملك من طلقني ونفسي تحن لحضن زوج، وعقلي يدعوني للابتعاد عن عالم الرجال كله! لم يَعُد لحياتي معنى، أصبحت بلا هدف، تائهة بين ضلوعي، أعيش يومي، وأدعو "اللهم أحييني ما كانت الحياة خيرًا لي وأمتني ما كان الموت خيرا لي".
أصبّر نفسي وأذكرها بحديث رسولنا الكريم: "عجبًا لأمر المسلم إن أمره كله خير إذا أصابته سراء شكر وإذا أصابته ضراء صبر"، أقولها بلساني: الحمد لله على كل حال.. وقلبي عاجز عن قول شيء!.

بغير ذنب!

يقول محمد جمال عرفة -مستشار القسم الاجتماعي- من عجائب القدر أن تجد بعض الأخوات الفضليات أنفسهن في تجارب قاسية من الزواج أو الطلاق أو حتى العنوسة بغير ذنب منهن، وبدون أن تكون هي السبب فيما وصلت إليه، ولكن هذه هي يا أختي الفاضلة الحياة بحلوها ومرها، وهذا هو قدر الله الذي قد لا نفهم ما وراءه أو الحكمة منه.

ومن عجائب القدر أن نسبة كبيرة من الأخوات اللاتي يعانين هذه التجارب الفاشلة في هذا الزمن العجيب هن من الفضليات المحترمات المحجبات اللاتي يخشين الله وينشدن زوجًا متدينًا يحفظهن، فلا يجدنه، وحتى لو وجدنه تظهر ظروف عديدة تعرقل هذا الزواج، ولو قبلن بأقل منه تدينًا تفشل زيجاتهن لأسباب غريبة ليس لهن يد فيها، لتمر سنوات الفتاة أمام عينيها وهي تتحسر على جمالها وسني عمرها والفتن التي تواجهها، ويزداد الأمر سوءًا لو كانت الفتاة (مطلقة).. حينئذ يطمع فيها كل زائر، ولا تجد من العروض إلا أدناها، وأقلها شأنًا، لينتهي الأمر بها مدبرة منزل للزوج وربما أولاده.. لا زوجة ولا حب ولا حنان!!.

وأمام هذا القدر الإلهي الذي لا نملك أمامه سوى التسليم والحمد والشكر على كل شيء، ننسى أحيانًا أنه ربما تكون هناك حكمة إلهية وراء حظوظ كل إنسان لا يدركها عقل ولا قلب البشر!.

الحكمة الإلهية

فربما تكون هناك حكمة في فشل زيجة معينة، قد تكون اختبار الإنسان على الصبر والبلاء، وقد تكون اختبار تحمله للفتن التي تواجهه خصوصًا لو كانت المرأة مطلقة ولا تصبر على حرمان الزوج، وقد تكون غير ذلك تمامًا، وهناك حكمة إلهية من وراء هذه المحن المتتالية، وأن الله تعالى يوفر لك أو لغيرك فرصة أفضل مستقبلاً في صورة زوج فاضل يحفظك ويعوضك عن هذا الحرمان من الحب والعاطفة وستر الزوج، ومن الليالي السوداء التي مررت بها!.

أعرف أختًا فاضلة تقدم لها 11 خطيبًا، خمسة منهم خطبوها بالفعل، وبدأت في بناء عش الزوجية استعدادًا للزواج وفي كل مرة تفشل الخطبة وتكاد تجن؛ لأن الفشل بلا سبب.. بل إنها في إحدى المرات اكتشفت أنها وقعت ضحية عملية خداع بغرض سلبها مالها عندما تقدم لها شاب مطلق اكتشفت فيما بعد أن أخته التي حضرت معه لطلب يدها هي زوجته التي قال إنه طلقها!.

وقد استمرت هذه التجربة قرابة 21 عامًا حتى بلغت عامها الـ49.. وجاء الفرج في صورة عريس طيب، ابن حلال، وسيم حسدها عليه صديقاتها، أحبها وأحبته ويعيشان في سلام رغم أن هناك معوقات اقتصادية وخلافه.

وعلى العكس أعرف كثيرات نقرأ لهن مشاكلهن التي تصلنا كثيرًا يروين قصصًا مأساوية عن زواجهن وطلاقهن في شهور، والخروج من ذلك بأعباء أبناء ومشكلات عديدة، بل إن هناك أختًا سعدت للغاية عندما تزوجت وهي في أوائل العشرينيات وسافرت مع زوجها لأمريكا وحسدها الجميع علي هذه الزيجة، ولكن شاءت إرادة الله أن ترزق بطفل معوق مصاب بمرض التوحد دفع زوجها للابتعاد عنها وتطليقها وتركها في الغربة وتزوج من غيرها، وهناك الكثيرون من الأزواج المحبين السعداء ولكن المرض ينغص عليهم الحياة!.

لا أقصد من ذلك أن أقول إن على الفتاة أن تنتظر حتى سن الأربعين أو الخمسين، أو أن أقول إن الزواج كله مشاكل.. ولكنها مجرد تجارب تُروى للعظة وتبادل الخواطر، والتذكير أن هذه هي الحياة الدنيا التي نحياها بحلوها ومرها والتي لا نملك من أمر أنفسنا شيئًا لتغيير مصيرنا ومستقبلنا المجهول فيها.

العظة والصبر

نعم نخرج من العديد من هذه التجارب محطمين ونندب حظنا ونسأل -خصوصًا عندما نرى غيرنا سعداء (في الظاهر)- لماذا نحن؟.. لماذا أنا؟ لماذا لم يرزقني الله بزوج طيب وحنون ومتدين؟، ولكن ما لا ندركه أن الله كريم لا يظلم أحدًا أبدًا ويوزع نعمه علينا بالتساوي.. صحة مع قلة المال أو مال وفير مع صحة أقل، أو زوج جيد، وصعوبة في المعيشة، وهكذا كي يختبرنا في الدنيا؛ لأنها دار اختبار لا بقاء ونهاية.

ليس عليك أختي الكريمة أن تقيسي الأمور بالتالي بمنظور الإنسان البسيط الضعيف الذي يحكم على الأمور من النظر السطحي لها دون معرفة ما يختفي منها مستقبلاً.. فربما لو قدر لك أن تعلمي غيب مستقبلك مع هؤلاء، وعشت حياتك مع أحد من هؤلاء الذين تمنيتهم أزواجًا محبين لك، أن تكون حياتك معهم جحيمًا لا يطاق رحمك الله منه.

وأنت نفسك رويت تجربة من هذا الصنف عافاك الله منها في صورة هذا الزميل في العمل الذي حاربت أهلك للزواج منه، ثم تبين لك أنه إنسان فاسق يعبث بمستقبل عشرات الفتيات وربما يداعبهن بحلم الزواج، ثم لماذا كل هذا اليأس وأنت ما زلت في العشرينيات أو حتى في الثلاثينيات من العمر؟

هل العمر يقاس بالسنين أم بلحظات السعادة ولو كانت شهرًا أو عامًا واحدًا من الحب والحنان؟ أليس هناك من يعشن عشرات السنين مع أزواجهن ويشتكين أنهن يعانين الوحدة وأنهم لم يشعرن بالسعادة سوى أيام أو أشهر قليلة؟

يا أختي الكريمة.. الدنيا ليست سوى ساحة اختبار وابتلاء متتالٍ لنا جميعًا لن يتوقف حتى تتوقف قلوبنا عن الخفقان، وليس من الحكمة أن نشعر باليأس والقنوط من رحمة الله لمجرد أن الله عز وجل لم يوفقنا في زوج وزيجة أو حتى يحرمنا من الأولاد.. لماذا لا نتذكر دومًا أن هناك من هم أقل منا حظًّا في الدنيا ونحمد الله على ما فينا؟ ألا تتفقين معي أنك أفضل من فتاة محرومة من نعمة البصر أو الحركة، وأن الله أكرمك بحظ من الجمال وخفة وجمال الروح والتدين بأفضل مما أنعم على غيرك؟.

تذكري دومًا حديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وعليه: "عجبًا لأمر المسلم إن أمره كله خير.. إذا أصابته سراء شكر وإذا أصابته ضراء صبر"، وأنه ليس أمامنا إلا الشكر والصبر، وأن ندرك أن لله حِكمًا كثيرة لا ندركها بعقولنا المخلوقة الصغيرة، ربما نراها في مستقبل حياتنا البعيد، وحينئذ سنبتسم ونقول: سبحان الله!.

الف شكــــر على الموضـــوع ,,

والله يعطيك العافيــه ,,

The life is not all bad stories but the things happen and we need to take an extra care

يسلموووووووووو زهره

مشكوره علي مجهودك الرائع

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.