صحيح أني لا أنطق لكنني استطيع أن أعبر عن مشاعري . { حملة أمي إحتويني وإحميني}

متخوفة من شعورك ..حين تعلمين أنني مختلفـــــــــــــــــــــة ..
مــــــــــــرت الأيام وقرب اليــــــــــوم الموعــــــــــــــــــــــــو د ….
وحين خرجت للحياة …
أستسلمت للنوم ……..لكي لا أسمع بكائكِ وأرى دموعك …

لم يكن تظاهر ي بالنوم إلا هروب من الصدمة الاولى التي تعرضتي لها يالغالية …

كم كنتِ متعطشة لتريني …لتضميني ….
أصبري ..فأنني أحتاج لكِ ….

كم تأثرتي عندما كان الطبيب يذكر لكِ صفات الطفل من فئة متلازمة داون ..

….يتبع ……………
قصتي سأرويها …فأنني أشعر قبل أن أنطق …

كم من الكلمات في جعبتي لن تفيها الأشعار ولن
توفيها قواميس الكلمات ..ولا المنظومات…

عاملتني كالطفلة الطبيعية …
لم يكن الدلال هو اسلوبك أو العنف طريقتك …
تلبي طلباتي ..وكل من يراك تلبي طلباتي ..يقول أنك تدلليني ..

لكن لابد ان اوضح لهم أمي تحُبي ..
هي بالفعل تعطيني ما أطلب لكن بشروط …
شرطها الاول اتقان المهارات …التي لابد ان اعملها يومياً..

كالاعتماد على نفسي في دخول وخروج الحمام ..أعزكم الله ..
والاكل بمفردي ..و اللبس بمفردي ….الخ…

فهذه مهارات يومية تكافئني أمي عليها بالمدح طوال اليوم …
أما المهارت الادراكية فيكون لها مكافات جديدة أما عشقي الأول ..

وقد تكون …المكافاة..

أعلم أمي ..أنها تضر بالصحة وأن قلبك يتقطع علي عندما اكلها لكن لا يمنع أن تكون مرة بالاسبوع ..

اذكر اماه ..عندما عاقبتني المعلمة ..وأنتِ معها أمـــــــــــــــاه …
لمشاغبتي في الفصل ..

حيث أتفقتما على حرماني من ليز بالفلفل الحار
اه ..أماه كان أسبوع ..حزين بالنسبة لي …

وكان فعالا ً لتعديل سلوكي ..

أماه عندما كانت تعلق المعلمة.. لــــيــــز بالسبورة …

كان قلبي يتمزق ودمعتي تسيل على خدي …

ولكن مع مرور أيام الاسبوع تعدل سلوكي وأصبحتُ ُاعطي لأوامر المعلمة حساب…
أعلم أنني اذا أخطأت سوف أحرم من عشقي الذي لا بديل له …

فالتربية الحازمة بدون عنف …مفيدة سواءاً لكوني مختلفة أو لأي طفل طبيعي …ولا تترددي أماه في حسم العقاب ..فالتردد ..يرجع لاثار سلبية على تربيتي …

تابعوني …فأنا لا أنطق جيداً لكني أعلم كيف أوصل مشاعري …

أمـــــــــــــــــــــاه أتذكرين عندما كنا في حفلة عائلية…وقد أخفتك وجعلتك تحزنين ..وتبكي … في تلك الحفلة …عندما كنت أبحث عن أي مخرج لأنطلق للشارع …واهيم في الطرقات ….وبالفعل عندما رايتك تتحدثين مع صديقتك انتهزت الفرصة أنك انشغلتي وما هي إلا دقيقة غفلة ..وانا في خارج مكان الحفل أبحث عن الحرية …لانطلق …

وجدتني وأنا أبكي عند الباب … لانه تقفل بعدما خرجت فخفت وأدركت أنني أخطأت بعد فوات الأوان كنت أصرخ ..وأصرخ وها أنت بدمعك المنتاثر تضميني وتهداي من روعي …

وبعد أن هدأت …همستي في أُذني ..أنت خطأ …ليز حار ممنوع لاسبوع ..
وكان سراً بيني وبينك ….لم تخبري أحداً بعقابك …

دخلنا وأنا اصرخ ولست أبكي صراخ عجيب ..أعلم أنني أحرجتك كثيراً ….لأنني ضننت أن خطأي لن يغفر..

فهمستي في اُذني مرة أخرى أنه إذا سكت ستعطيني ليز ..فتوقفت ..عن الصراخ …ثم همستي بأذني بشرط أذا جلست هادئة حتى نهاية الحفلة ..سأهديم بالبيت ليز ..أرتسمت على شفاتي ابتسامة الانتصار …فهدأت …

أمــــــــــــــــــــــــــــ ــاه ……………
تعجبيني لانك لم تكثري لومي وسبي …………..
لانه لو عملتي بطريقة اللوم والسب حينئذ سأصم أذني …

اقبلي عذري.. إذا تأسفت ،واغفري لي ..حتى اتعلم فضيلة التسامح .
وهذه مهارة ….علمتيني إياها لمدة شهر ..

أتذكر مركز العون بجدة …حيث طلبوا منك أن أتعلمها قبل أن اقبل بالمركز ..

علمتني متى اقول من فضلك إذا رغبت بأخذ شيء…وشكراً إذا قُدم لي شيء

ومع ذلك كنت شتان عندما كنت بالمركز ..أسرق مأكولات صديقاتي ..

وأُنكر أنني أخذتها ..بحيث أكلها بسرعة ..

أعلم أنكِ أنت ووالدي الغالي موفرين لي كل ما لذ وطاب لكن مشكلتي لا أتحكم بشهيتي للأكل ..

وهذه صفة من صفات متلازمة داون فعندما ارى أي مأكولات أشتهيها لابد أن أخذها باي طريقة …

فتعالمتي معي بحنكة ..بحيث علمتيني انني إذا اعجبني شيء أطلب منك مباشرةً ..

وتلبيه لي طبعا بشروط ..أن يكون سلوكي محترم مع صديقاتي ..

وان أحافظ على ملابسي نظيفة واحترم معلمتي …

جزاك الله خيرا ً..

تابعوني …فأنني أستطيع أن أعبر عن مشاعري بفعلي ..

………….