ما أجمل أن يتعاون أفراد المجتمع على تجميل الحياة في مجتمعهم! خاصَّة أن هناك أعمالاً كثيرة قد يتهرَّب منها الناس بحجة أنها ليست من مسئولياتهم؛ لهذا حضَّنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه المشاركة المجتمعية، وبشَّرنا بالأجر الجزيل من الله؛ وذلك حتى لا يُلْقِي أحدنا العبء على أخيه، بل يسعى كلُّ مسلم إلى فعل الخير في المجتمع بغية الثواب من الله، ودون انتظارٍ لمساهمةٍ مماثِلةٍ من الآخرين، ومن هذه الأعمال المهمة ط³ظڈظ†ظ‘ظژط© ط¥ظ…ط§ط·ط© ط§ظ„ط£ط°ظ‰ عن الطريق؛ وقد صرَّح رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ط¥ظ…ط§ط·ط© ط§ظ„ط£ط°ظ‰ صدقة، فقال -كما روى البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه-: "كُلُّ سُلاَمَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ، كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ، يَعْدِلُ بَيْنَ الاِثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، وَيُعِينُ الرَّجُلَ عَلَى دَابَّتِهِ فَيَحْمِلُ عَلَيْهَا، أَوْ يَرْفَعُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ، وَالكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا إِلَى الصَّلاَةِ صَدَقَةٌ، وَيُمِيطُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ".
فذَكَرَ ط¥ظ…ط§ط·ط© ط§ظ„ط£ط°ظ‰ عن ط§ظ„ط·ط±ظٹظ‚ -وهو عمل مجتمعي عامٌّ قد لا نعرف على وجه التحديد مَنْ هو المستفيد منه من البشر- ذَكَرَ ذلك إلى جوار أعمال الإعانة لأشخاص بعينهم؛ مثل: العدل بين اثنين، والمساعدة في حمل المتاع، كما ذَكَرَه إلى جوار أعمال تعبُّدية بحتة؛ مثل الخطوات إلى المساجد، وهذا ليُرَسِّخ في أذهاننا أن ط¥ظ…ط§ط·ط© ط§ظ„ط£ط°ظ‰ عن ط§ظ„ط·ط±ظٹظ‚ قُربة حقيقية إلى الله، كما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث آخر مثالاً يُقَرِّب الصورة لنا؛ فقد روى البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ فَأَخَّرَهُ، فَشَكَرَ اللهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ".
فمجرَّد رفع الشوك من ط§ظ„ط·ط±ظٹظ‚ كان سببًا في مغفرة الله للعبد، والتطبيق العملي لهذه السُّنَّة سهلٌ للغاية؛ حيث يكفي أن ترفع حجرًا من طريق الناس، أو أن تشترك أنت وأهل الحي أو الشارع في تنظيف المكان، أو أن تقوم بردم حفرة تُصيب الناس والسيارات بالعنت والضرر، أو مجرَّد أن ترفع ورقة أو مكروهًا من طريق الناس لتضعه في سلَّة المهملات، وغنيٌّ عن البيان أننا إن لم نستطع أن نفعل أيًّا من ذلك فعلى الأقل ينبغي أن نمتنع من إلقاء ط§ظ„ط£ط°ظ‰ في الطريق، وأن نُعَلِّم أولادنا هذا الأدب.
ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54].
بقلم د/ راغب السرجاني
[/CENTER]
شكرا لك. .