تكريم المرأة في الإسلام

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين
أما بعد
تمهيد

اخوتي الأعزاء : لقد كلفني هذا البحث وقتاً لا يستهان به ، وكلي رجاء أن ينال حظ القراءة منكم ، حتى يتم لي مناي المتمثل في تعميم الفائدة ، وعند الله كرم الأجر ، وجزيل الثواب

حقائق

الحق أن هذه ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© عانت معاناة كثيرة ، بل كانت ضحية كل نظام ، وحسرة كل زمان ، صفحات الحرمان ، ومنابع الأحزان ، ظلمت ظلماً ، وهضمت هضماً ، لم تشهد البشرية مثله أبداً

صفحات من العـار

إن من صفحات العار على البشرية ، أن تعامل ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© على أنها ليست من البشر ، لم تمر حضارة من الحضارات الغابرة ، إلا وسقت هذه ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© ألوان العذاب ، وأصناف الظلم والقهر

فعند الإغريقيين قالوا عنها :شجرة مسمومة ، وقالوا هي رجس من عمل الشيطان ، وتباع كأي سلعة متاع

وعند الرومان قالوا عنها :ليس لها روح ، وكان من صور عذابها أن يصب عليها الزيت الحار ، وتسحب بالخيول حتى الموت

وعند الصينيين قالوا عنها :مياه مؤلمة تغسل السعادة ، وللصيني الحق أن يدفن زوجته حية ، وإذا مات حُق لأهله أن يرثوه فيها

وعند الهنود قالوا عنها :ليس الموت ، والجحيم ، والسم ، والأفاعي ، والنار ، أسوأ من ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© ، بل وليس للمرأة الحق عند الهنود أن تعيش بعد ممات زوجها ، بل يجب أن تحرق معه

وعند الفرس :أباحوا الزواج من المحرمات دون استثناء ، ويجوز للفارسي أن يحكم على زوجته بالموت

وعند اليهود : قالوا عنها : لعنة لأنها سبب الغواية ، ونجسة في حال حيضها ، ويجوز لأبيها بيعها

وعند النصارى :عقد الفرنسيون في عام 586م مؤتمراً للبحث: هل تعد ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© إنساناً أم غير إنسان؟ ! وهل لها روح أم ليست لها روح؟ وإذا كانت لها روح فهل هي روح حيوانية أم روح إنسانية؟ وإذا كانت روحاً إنسانية فهل هي على مستوى روح الرجل أم أدنى منها؟ وأخيراً" قرروا أنَّها إنسان ، ولكنها خلقت لخدمة الرجل فحسب". وأصدر البرلمان الإنكليزي قراراً في عصر هنري الثامن ملك إنكلترا يحظر على ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© أن تقرأ كتاب (العهد الجديد) أي الإنجيل(المحرف)؛ لأنَّها تعتبر نجسة

وعند العرب قبل ط§ظ„ط¥ط³ظ„ط§ظ… :تبغض بغض الموت ، بل يؤدي الحال إلى وأدها ، أي دفنها حية أو قذفها في بئر بصورة تذيب القلوب الميتة

تحـرير ط§ظ„ظ…ط±ط£ط©

ثم جاءت رحمة الله المهداة إلى البشرية جمعاء ، بصفات غيرت وجه التاريخ القبيح ، لتخلق حياة لم تعهدها البشرية في حضاراتها أبداً
جاء ط§ظ„ط¥ط³ظ„ط§ظ… ليقول (( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْـرُوف ))

جاء ط§ظ„ط¥ط³ظ„ط§ظ… ليقول ((ٍ وَعَاشِـرُوهُنَّ بِالْمَعْـرُوفِ))

جاء ط§ظ„ط¥ط³ظ„ط§ظ… ليقول (( فَـلا تَعْضُلـوهُنَّ ))

جاء ط§ظ„ط¥ط³ظ„ط§ظ… ليقول (( وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَـدَرُهُ))

جاء ط§ظ„ط¥ط³ظ„ط§ظ… ليقول (( أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ ))

جاء ط§ظ„ط¥ط³ظ„ط§ظ… ليقول (( وَلا تُضَـارُّوهُنَّ لِتُضـَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ ))

جاء ط§ظ„ط¥ط³ظ„ط§ظ… ليقول (( فَآتُـوهُنَّ أُجُـورَهُنَّ فَرِيضَة ))

جاء ط§ظ„ط¥ط³ظ„ط§ظ… ليقول (( وَلِلنِّسَـاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ ))

جاء ط§ظ„ط¥ط³ظ„ط§ظ… ليقول (( وَلِلنِّسَـاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ ))

جاء ط§ظ„ط¥ط³ظ„ط§ظ… ليقول (( وَآتُوهُـمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُـم ))

جاء ط§ظ„ط¥ط³ظ„ط§ظ… ليقول (( وَأَنْتُمْ لِبَـاسٌ لَهُـنّ ))

جاء ط§ظ„ط¥ط³ظ„ط§ظ… ليقول (( هَـؤُلاءِ بَنَـاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُـمْ ))

جاء ط§ظ„ط¥ط³ظ„ط§ظ… ليقول (( فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً ))

جاء ط§ظ„ط¥ط³ظ„ط§ظ… ليقول (( لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهـاً ))

جاء ط§ظ„ط¥ط³ظ„ط§ظ… ليقول (( وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُن ))

جاء ط§ظ„ط¥ط³ظ„ط§ظ… ليقول ((ِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَـانٍ ))

وجاء الرسول الكريم ليبين لنا مكانة ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© فسئل صلى الله عليه وسلم من أحب الناس إليك ؟ قال : " عائشة "
وكان يؤتى صلى الله عليه وسلم بالهدية ، فيقول : " اذهبوا بها على فلانة ، فإنها كانت صديقة لخديجة "
وهو القائل : (( استوصوابالنساء خيراً ))

وهو القائل : (( لا يفرك مؤمن مؤمنه إن كره منها خلقا رضى منها آخـر ))

وهو القائل : (( إنما النـساء شقـائق الرجـال ))

وهو القائل : (( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ))

وهو القائل : (( ولهن عليكم رزقهن وكسوتهـن بالمعروف ))

وهو القائل : (( أعظمها أجرا الدينـار الذي تنفقه على أهـلك ))

وهو القائل : (( من سعادة بن آدم ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© الصـالحـة ))

ومن هديه : ((عن عائشة قالت كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد ))

وهو القائل : (( وإنك مهما أنفقت من نفقة فإنها صدقة حتى اللقمة التي ترفعها إلى في امرأتك ))

ومن مشكاته : (( أن امرأة قالت يا رسول الله صل علي وعلى زوجي فقال صلى الله عليه وسلم صلى الله عليك وعلى زوجك ))

وهناك الكثير والكثير من الأدلة والبراهين ، على أن ط§ظ„ط¥ط³ظ„ط§ظ… هو المحرر الحقيقي لعبودية ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© ، وحتى يُعلم هذا الأمر بصورة أو ضح ، سأبين حفظ حقوق ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© في ط§ظ„ط¥ط³ظ„ط§ظ… وهي جنين في بطن أمها إلى أن تنزل قبرها

بيانات وآيـات

حفظ ط§ظ„ط¥ط³ظ„ط§ظ… حق ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© :- وهي في بطن أمها ، فإن طُلقت أمها وهي حامل بها ، أوجب ط§ظ„ط¥ط³ظ„ط§ظ… على الأب أن ينفق على الأم فترة الحمل بها (( وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُن))
2. حفظ ط§ظ„ط¥ط³ظ„ط§ظ… حق ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© :- بحيث لا يُقام على أمها الحد ، حتى لا تتأثر وهي في بطن أمها (( ولما جاءت الغامدية وقالت يا رسول الله طهرني فقال لها : حتى تضعي ما في بطنك ))
3. حفظ ط§ظ„ط¥ط³ظ„ط§ظ… حق ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© :- راضعة ؛ فلما وضعت الغامدية ولدها ، وطلبت إقامة الحد قال صلى الله عليه وسلم (( اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه ))
4. حفظ ط§ظ„ط¥ط³ظ„ط§ظ… حق ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© :- مولودة من حيث النفقة والكسوة (( وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوف ))
5. حفظ ط§ظ„ط¥ط³ظ„ط§ظ… حق المرأة:- في فترة الحضانة التي تمتد إلى بضع سنين ، وأوجب على الأب النفقة عليها في هذه الفترة لعموم أدلة النفقة على الأبناء
6. حفظ ط§ظ„ط¥ط³ظ„ط§ظ… حق المرأة:- في الميراث عموماً ، صغيرة كانت أو كبيرة قال الله (( فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ ))
7. حفظ ط§ظ„ط¥ط³ظ„ط§ظ… حق ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© :- في اختيار الزوج المناسب ، ولها أحقية القبول أو الرد إذا كانت ثيباً لقوله عليه الصلاة والسلام (( لا تنكح الأيم حتى تستأمر ))
8. حفظ ط§ظ„ط¥ط³ظ„ط§ظ… حق المرأة:- إذا كانت بكراً فلا تزوج إلا بإذنها لقوله عليه الصلاة والسلام (( ولا تنكح البكر حتى تستأذن ))
9. حفظ ط§ظ„ط¥ط³ظ„ط§ظ… حق ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© :- في صداقها ، وأوجب لها المهر (( فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً ))
10.حفظ ط§ظ„ط¥ط³ظ„ط§ظ… حق ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© :- مختلعة ، إذا بدَّ لها عدم الرغبة في زوجها أن تخالع مقابل الفداء لقوله عليه الصلاة والسلام (( أقبل الحديقة وطلقها ))
11. حفظ ط§ظ„ط¥ط³ظ„ط§ظ… حق المرأة:- مطلقة ، (( وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ))
12. حفظ ط§ظ„ط¥ط³ظ„ط§ظ… حق ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© :- أرملة ، وجعل لها حقاً في تركة زوجها ، قال الله (( وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ ))
13. حفظ ط§ظ„ط¥ط³ظ„ط§ظ… حق المرأة:- في الطلاق قبل الدخول ، وذلك في عدم العدة ، قال الله (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا ))
14. حفظ ط§ظ„ط¥ط³ظ„ط§ظ… حق ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© :- يتيمة ، وجعل لها من المغانم نصيباً ، قال الله (( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى )) وجعل لها من بيت المال نصيباً قال الله (( مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى)) وجعل لها في القسمة نصيباً (( وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى )) وجعل لها في النفقة نصيباً (( قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى ))
15. حفظ ط§ظ„ط¥ط³ظ„ط§ظ… حق ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© :- في حياتها الاجتماعية ، وحافظ على سلامة صدرها ، ووحدة صفها مع أقاربها ، فحرم الجمع بينها وبين أختها ، وعمتها ، وخالتها ، كما في الآية ، والحديث المتواتر
16. حفظ ط§ظ„ط¥ط³ظ„ط§ظ… حق ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© :- في صيانة عرضها ، فحرم النظر إليها (( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ))
17. حفظ ط§ظ„ط¥ط³ظ„ط§ظ… حق ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© :- في معاقبة من رماها بالفاحشة ، من غير بينة بالجلد (( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً ))