"حبيبي لا تقترب مني, فرائحة عطرك لا تُحتمَل"، تُكمِل باشمئزاز بدا على تعابير وجهها :"من أين جئتَ بها؟!!", ينظر إلى زوجته ليسألها "لماذا؟.. لم يتغير فيرائحتي شيء, وهي نفس الرائحة التي كانت تعجبك في السابق ما الذي اختلف؟".
بات الموقف السابق "علامةً مسجّلة" في زوايا كلّ بيت "ربّته حامل"، وكثرٌ هم الرجال الذين يخشون نتائج "وحم زوجاتهم" فيسعون نحو المستحيل في سبيل تحصيل "ما يشتهينه"، حتى وإن كان في غير موعده.. فالمتعارف عليه (أن الرجل إن لم يجلب لزوجته ما رغبت به فترة حملها الأولى، يظهر شكل ما اشتهته على جسد مولودها في صورة "وحمة" بنّية اللون.. ولكن:
ما هو التفسير العلمي لظاهرة الوحم؟ ما هي أسبابه؟ وأسئلةٌ أخرى كثيرة،
[IMG]http://www.shathaa.com/vb/****/sw_1288529668_502.jpg[/IMG]
الوحام
هو شعور بالقيء مع دوخة بسيطة، في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل يصاحبه تقلب في مزاج المرآة . وهو يعتري نصف الحوامل تقريبا
أسباب الوحم في الحمل :
هناك العديد من الأسباب التي تفسير إصابة المرأة بالوحم أثناء الحمل. قد يكون التفسير الأبسط للوحم هو أن جسد المرأة يعمل طوال اليوم و لمدة الحمل كاملة على تنشأة هذا الطفل و إخراجة و ولادته سليما من الرحم. وفي الكثير من الأحيان سبب الوحم هو حاجة جسم المرأة إلى المزيد من السعرات الحرارية calories أثناء فترة الحمل و في الأحيان الأخرى قد يكون الوحم علامة على وجد نقص في تغذية المرأة الحامل nutritional deficiency . بعض النساء الحوامل ( حتى النباتيات ) قد يكون لديهم وحم لـ اللحوم أثناء فترة الحمل و هذه العلامة تعني أن الجسم يحتاج المزيد من الحديد ليساعد على نمو الجنين داخل جسم أمه. و هناك العديد من النساء من يتوحمون بمأكولات لا يشتهونها و لا يحبونها و يشمئزون منها قبل الحمل و أن حملهم طغى على هذا الأمر و لو أن العلماء حتى الآن لم يصلوا لتفسير مأكد لهذه الحالة بالذات.
التعامل مع الوحم (( علاج )) :
الكثير من النساء الحوامل لا يطلبون علاج لوحمهن لأنهم يشبعون الرغبة الداخلية نحو الأكل المتوحم عليه و يجدون متعة في ذلك. و من الناحية الصحية لا مانع من ذلك فالغذاء في الأخير سيفيد الأم و الجنين. و لكن لو كان الوحم تجاه أمور قد تضر مثل الحلويات التي تحتوي على نسب عالية من السكر أو المخلل و نحوه فتكتفي المرأة الحامل بالقليل و لكن من الناحية النفسية و الاجتماعية يجب على المرأة ألا تتوقع أن شريكها (( زوجها )) سيقبل على ما تأكل بشهوة كبيرة و يشاركها في الأكل و خصوصا لو كان الأكل غريب.
و لو كانت المرأة تعاني علامات البيكا كما قلنا سابقا أي أن لديها إحساس برغبة جامحة للأكل أمور لا تأكل كالطين و غيره فغالبا ما تكون هذه علامة من علامات النقص الغذائي و في أغلب الاحيان نقص في الحديد فيجب على المرأة في هذه الحالة استشارة الطبيب ليصف لها اللازم.
هناك مواد غذائية قد يدل وحمها على نقص مادة معينة في الجسم فمثلا الوحم على الثلج يدل في الغالب على نقص في الحديد و الوحم تجاه الشوكولاتة يدل على نقص في فيتامينات ب .
أمور أخرى من الممكن للمرأة أن تتوحمها مثل القهوة و الجبس و المعجون و الألوان الدهنية و نحوها جميع هذه تستدعي مراجعة الطبيب فهي علامة على نقص غذائي في المرأة الحامل .
للتخلص من الوحام
إن هناك بعض الأمور التي تساعد على التخلص من شدة الوحم كأكل وجبات صغيرة خلال ساعات اليوم, لأن شدة امتلاء المعدة أو فراغها من الأكل يساعد على حدوث الغثيان، مكملاً :"على الحامل أيضاً تجنب الأكلات الدسمة والثقيلة والمبهرة الحارة (الحريفة), و الأكلات ذات الروائح التي تثير الغثيان وهذا يختلف من امرأة لأخرى, مع الإكثار من أكل النشويات والأطعمة المسلوقة والخضروات".
عدم الوقوف مباشرة بعد الاستيقاظ من النوم بل الجلوس على طرف السرير لبضع دقائق, مع أخذ وجبة من البسكويت المالح الجاف قليلاً عند الشعور بالغثيان, وقليلاً من الشاي إن أمكن ذلك، مع النزول من فوق السرير برفق وتجنب الحركة السريعة، وذلك لأن المعدة تكون فارغة في الصباح الباكر, والنهوض بحركة سريعة من الفراش أثناء فراغ المعدة بسبب الإحساس بالغثيان.
كما يجدر على المرأة الحامل ملاحظة الأطعمة التي تسبب لها القيء والامتناع عنها، ويفضل الإكثار من تناول الخيار فهو يساعد على التخلص من هذا الشعور, كما يمكنها أيضاً تناول الثلج المجروش الخفيف عند الشعور بالغثيان مع مراعاة عدم الإكثار منه.
ويمكن للحامل وضع قطعة من اللبان في الفم طوال اليوم, وخاصة في الفترة التي يزداد فيها الغثيان، حيث تعمل هذه العلكة على إرسال إشارات معينة تعمل على غلق باب المعدة الذي يؤدي ارتخاؤه إلى تسرب بعض العصارات المعوية إلى طرف البلعوم وبالتالي إلى الغثيان.
ومن الوصفات الشعبية القديمة التي أثبتت نجاحها "الكمون" ، حيث يؤخذ وينقع مع قليل من الخل مدة يوم وليلة, ثم يجفف ويحمص ويؤكل كل يوم, فإنه يقطع الشعور بالوحم, أو "خل التفاح" لمنع القيء، بحيث تملأ ملعقة من الخل مع ملء كوب ماء وتمزج جيداً ثم تشرب على الريق صباحاً.