فضيلة ط§ظ„ط´ظٹط® : زيد بن مسفر البحري
www.albahre.com
أما بعد ، فيا عباد الله :
أخرج البيهقي من حديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل : أينام أهل الجنة ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : النوم أخو الموت ، وأهل الجنة لا ينامون )) .
النوم – عباد الله – هو وفاة صغرى ، كما أن قبض الروح، ومفارقتها للبدن هي موتة ووفاة كبرى ، وقد أكد القرآن وبين ذلك من أن ط§ظ„ظ†ظˆظ… وفاة صغرى ، قال الله عز وجل : {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ {الوفاة بالليل هنا هي ط§ظ„ظ†ظˆظ… }وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ{ يعني ما عملتم وكسبتم من أعمال في النهار} ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }.
وقال عزّ وجلّ مقررا هذا في سورة الزمر : {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا {فذكر في هذه الآية الوفاتين : الصغرى ، والكبرى ، قال جل وعلا : {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى .{
وبما أن ط§ظ„ظ†ظˆظ… وفاة صغرى فإن أرواح الموتى تتلاقى مع أرواح النائمين في هذه الحياة ، يقرر هذا ، ويؤكده ، ويبينه ما وقع لبعض الصحابة :
فقد جاء في معجم الطبراني ، وقال الهيثمي عنه رجاله رجال الصحيح : أن ثابت بن قيس بن شمّاس خرج مع سالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنهما خرج إلى اليمامة وذلك مع خالد بن الوليد في خلافة أبي بكر الصديق لقتال مسيلمة الكذاب ، فلما بدأ القتال ، واشتد ، ورأى ثابت بن قيس بعض النفرة ، وبعض التلكؤ قال : والله ما كنا نصنع هذا مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فقام كل واحد منهما فحفر له حفرة ، وبقي فيها ليقاتل حتى قُتل ، وكان على ثابت بن قيس درعٌ نفيسة ، فجاء رجل بعدما قُتل ثابت أخذ هذه الدرع ، فلما جاء اليوم التالي إذا برجل من المسلمين يرى ثابتا في المنام ، وقال له ثابت : إني مخبرك بخبر لا تقل إنه حلمٌ فتدعه ، قال : وما هو ؟ قال : لما قُتلت أخذ رجلٌ درعي ، وخباؤه في أقصى الناس ، وعند هذا الخباء ( يعني عند هذه الخيمة ) عندها فرس ، ووضع قِدرا على هذه الدرع ، وتجد على هذا القِدر من الحجر تجد عليه رجل ، فأخبر خالدا بما رأيتَ وَلْيبعث إلى من يأخذ درعي ، ثم إذا قدمتَ على خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر في المدينة ، فأخبره أن عليَّ من الدين كذا ، وكذا ، وأن غلامي فلان عتيقٌ لله عزّ وجلّ .
فأُخبر خالد بأمر هذا الرجل ، فأتى إليه فوجده كما كانت الرؤيا ، وجد القدر ووجد الرجل ، ووجد الخباء في أقصى الناس ، ووجد عنده فرساً .
فلما قدم على أبي بكر رضي الله عنه ، أُخبر أبو بكر بخبر رؤيا ثابت بن قيس ، فأمضى أبو بكر رضي الله عنه وصية ثابت بعد موته ، ولم يمضِ الصحابة رضي الله عنهم وصية بعد وفاة أحد إلا لثابت بن قيس .))
والدليل من هذا :
أن أرواح الموتى تتلاقى مع أرواح الأحياء ، قال ابن القيم رحمه الله – كما في كتابه الروح – : (( فاتفاق الصحابة على إمضاء وصيته هو محض الفقه وذلك لأن الشريعة تثبت بعض الأحكام وذلك بالقرائن ، وذلك كشاهد يوسف ، وكقصة سليمان عليه الصلاة والسلام مع المرأتين وإحضاره للسكين ، وكأمر القيافة التي تتتبع آثار الأقدام ، والتي تلحق بعض الأطفال من حيث النسب ببعض الناس )).
فيقول رحمه الله : (( فهذا هو محض الفقه ))
هذا هو تعليقه على هذه القصة رحمه الله .
عباد الله :
هذه الخطبة ليست محصورة في المنامات فحسب ، بل إن هذه الخطبة تجرنا إلى نعمة كبيرة ، أسداها الله جلّ وعلا على البشر ، تلك النعمة هي (( نعمة ط§ظ„ظ†ظˆظ… )) .
بالنوم – عبادَ الله – يخلد الإنسان إلى الراحة ، فتستريح أعضاؤه الجسمية من التعب والنَصَب الذي لاقاه في نهاره.
وإن شئتَ أن تقف على حقيقة هذه النعمة فانظر إلى أولئك النفر – ونحن نسمع عن أناسٍ لا يتمكنون من ط§ظ„ظ†ظˆظ… إلا بمهدئات ، أو عقاقير ، لا يستطيع أن ينام من الساعات إلا جزيئات ، يتمنى أحدهم أن يأخذ سِنة أو راحة من ط§ظ„ظ†ظˆظ… .
إنها والله لَنعمة يحتاج إليها كل البشر، وتلك هي طبيعة البشر .
ولذا لما كان الباري جلّ وعلا لا يلحقه نصبٌ ، ولا تعب لا تأخذه سِنةٌ ولا نوم ، قال تعالى : {اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ {ولذا ندَّد جلّ وعلا بقول اليهود تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا ، لما قالوا : إن الله لما فرغ من الخلق يوم الجمعة استراح يوم السبت ، فلذا هم – قبَّحهم الله – يستريحون يوم السبت ، فأنكر جلّ وعلا عليهم ، وندّد بقولهم ، فقال جلّ وعلا – كما في سورة ( ق ) : {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ }ق38 }وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ{من نصب ، ولا إعياء ، ولا تعب ، وذلك لأن الإعياء والتعب يلحق مَن ؟ يلحق مَن يمارس أعمالا وجهودا ، أما الباري جلّ وعلا فهو الكامل ، لأنه جلّ وعلا يخلق بكلمة ( كن ) {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } يس82 فلا معنى لأن يلحقه نصبٌ ،أو تعب .
إذاً – عبادَ الله – ط§ظ„ظ†ظˆظ… نعمة ، وتأمل الرجل السوي في أحد ليالي سنته إذا اعترته ليلة أرق يتمنى أن يأخذ سِنة ، أو غفوةً من ط§ظ„ظ†ظˆظ…
ولذا أرشد النبي صلى الله عليه وسلم أمته – كما جاء في مسند الإمام أحمد – كان عليه الصلاة والسلام يرشدهم إلى أن يتعلموا دعاء الفزع : (( أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه ، وعقابه ، وشر عباده ، ومن همزات الشياطين ، وأعوذ بك رب أن يحضرون )) .
ولذا جاء عند النسائي أنه عليه الصلاة والسلام إذا تضوَّر من الليل ( يعني تقلب ظهرا لبطن لم يأته النوم) قال : (( لا إله إلا الله الواحد القهار ، رب السموات والأرض ، وما بينهما العزيز الغفار )) .
عبادَ الله :
ط§ظ„ظ†ظˆظ… لابن القيم رحمه الله معه حديث :
قال رحمه الله – كما في زاد المعاد – :
النوم نوعان : نوم طبيعي ، ونوم غير طبيعي .
أما ط§ظ„ظ†ظˆظ… الطبيعي :
فهو إمساك القوى النفسية ، لأن في باطن الإنسان قوى نفسية ، فتمسك هذه القوى النفسية تمسك عن أفعالها ، ومتى أمسكت هذه القوى النفسية عن أفعالها تبخرتْ ، وتصعدت الرطوبات ، والأبخرة إلى الدماغ فيتخدر الدماغ ، وذلك لأن هذه الرطوبات ، وهذه الأبخرة إنما تتفرق في البدن ، إذا تحركت هذه القوى ، ومتى ما سكنت هذه القوى فإن هذه الأبخرة ، وهذه الرطوبات تتصاعد إلى الدماغ ، ومن ثمّ يتخدر ، ويسترخي ، ويحصل ط§ظ„ظ†ظˆظ…
أما ط§ظ„ظ†ظˆظ… غير الطبيعي :
فيقول رحمه الله : وذلك إما لعرض أو لمرض ، وذلك بأن تستولي الرطوبات على الدماغ فتعجز القوى النفسية عن مجابهتها ، ومن ثّم إذا تمكنت من ذلك أمسكت هذه القوى عن أفعالها فيحصل تخدر .
ثم قال رحمه الله : أو ربما تحصل لعارض ، وذلك بأن تتصعد رطوبات كثيرة إلى الدماغ بسبب ماذا ؟ بسبب امتلاء المعدة من الطعام والشراب فتذهب هذه الرطوبات ، وهذه الأبخرة ، وتتصاعد إلى الدماغ ، ومن ثَمّ يتخدر فيحصل ط§ظ„ظ†ظˆظ… .
ثُم قال رحمه الله :
للنوم فائدتان :
الفائدة الأولى : سكون الجوارح ، وإعطاء النفس حقها ، وانقطاعها عن الهموم ، وعن الأشغال ، فيزيل بذلك الإعياء ، والتعب .
الفائدة الثانية : هضم الطعام ، ونضج الأخلاط التي تكون في باطن الإنسان ولذا إذا نام الإنسان فإن للإنسان حرارة في بدنه ، هذه الحرارة متفرقة في البدن ، فإذا نام الإنسان غارت ، ونزلت هذه الحرارة إلى باطن الإنسان ، ومن ثَمّ فإن هذه الحرارة تساعد – إذا غارت في معدة الإنسان – على هضم الطعام ، ونضجه ، ولذا لما نزلت هذه الحرارة بالنوم إلى المعدة ، قال رحمه الله :فيحتاج البدن إلى مزيد دثار ( يعني يحتاج في حال ط§ظ„ظ†ظˆظ… إلى مزيد لحاف وغطاءٍ ، وذلك لأن ظاهر بدنه يبرد )
ثُمّ قال رحمه الله : وأنفع ط§ظ„ظ†ظˆظ… على الشق الأيمن ـــ لم ؟
كي ما يستقر الطعام في المعدة استقرارا حسنا ، وذلك لأن المعدة أميل إلى الجانب الأيسر .
فيقول رحمه الله : فيكون ط§ظ„ظ†ظˆظ… بداية الإنسان ، ونهايته .
ثم قال رحمه الله : وكثرة ط§ظ„ظ†ظˆظ… على الجانب الأيسر مضرٌ بالقلب ــــ لمَ ؟
لأن الأعضاء تميل مع القلب ، فإذا مالت هذه الأعضاء مع القلب أو على القلب تأثر القلب بميل هذه الأعضاء .
ثُم قال رحمه الله :
وأردأ ط§ظ„ظ†ظˆظ… : النوم على الظهر ، اللهم إلا إذا كان الإنسان مستلقيا من غير نوم من أجل أن يستريح ، وأن يأخذ قسطا من الراحة فإنه لا رداءة في ذلك أما ط§ظ„ظ†ظˆظ… على الظهر فإنه رديء.
ثم قال رحمه الله : وأردأ منه ط§ظ„ظ†ظˆظ… والإنسان منبطحٌ على وجهه ولذ صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم في مسند الإمام أحمد من حديث أبي أمامة رضي الله عنه: (( أنه رأى رجلا قد نام على بطنه منبطحا ، وعلى وجهه ، فركله عليه الصلاة والسلام برجله وقال : قم ، واقعد فإن هذه نومة جهنمية )).
ويؤكدها ما جاء في سنن الترمذي ،أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( هذه ضِجعة يبغضها الله )) .
فالنوم المعتدل مُمكِّنٌ للقوى الطبيعية من أفعالها ، مريح للقوى النفسية التي في باطن الإنسان .
ثم قال رحمه الله: ونوم النهار يورث الإمراض الرطوبية ، ويفسد اللون ، ويرخي العصب ، ويُكسِّل إلا في الصيف في الهاجرة .
قال : وأردأ منه ط§ظ„ظ†ظˆظ… في أول النهار ، وأردأ منه ط§ظ„ظ†ظˆظ… بعد العصر، ولذا ابن عباس رضي الله عنهما لما رأى أحد أبنائه نام بعد الصبح فأيقظه ، وقال : أتنام في وقت تُقسَّم فيه الأرزاق ؟!
وهذا مصداق قوله عليه الصلاة والسلام : (( بورك لأمتي في بكورها )) .
ولذا صحّ عن بعض الصحابة كما صححه ابن حجر رحمه الله في الفتح أنه قال – هذا الصحابي – : النوم في أول النهار خرق ( يعني مَن ينام بعد الصبح أخرق يعني لا يحسن التصرف ، ولا يحسن ما يصلح نفسه ، ويصلح دنياه )) .
والنوم وسط النهار خُلق ( وهو نوم القيلولة ، وهو فعل النبي صلى الله عليه وسلم ،كما حثّ عليه في سنته عليه الصلاة والسلام ).
والنوم آخر النهار حمق ، ولذا إذا نام الإنسان بعد العصر تراه سيء الأخلاق في غالب الأحوال .
ولذا يقول بعض السلف : مَن نام بعد العصر فاختُلِسَ عقلُه فلا يلومنّ إلا نفسه .
ولذا قال الشاعر :
ألا إن نومات الضحى تورث الفتى
خبالا ونومات العُصَير جنون
قال رحمه الله : فالنوم في أول النهار في الصبح حرمان إلا لعلة أو لضرورة – قال – وهو مضرٌ بالبدن جدا لأنه يرخي البدن ، ويفسد الفضلات التي ينبغي أن تُفرق في البدن ، وأن تُحلل بالرياضة فيحدث تكسرا ، وعيَّا ، وضعفا – ثم قال : وإن كان هذا ط§ظ„ظ†ظˆظ… قبل الحركة ، ومع إشغال المعدة بالطعام فذالك الداء العضال لأنواع الأدواء .
ثم قال رحمه الله : والنوم في الشمس يثير الداء الدفين ، والنوم بين الشمس والظل أردأ منه .
ولذا صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم – كما في مسند الإمام أحمد ، وسنن أبي داود :أنه نهى أن يجلس الرجل بين الظل والشمس ،وقال عليه الصلاة والسلام:(( هو مجلس الشيطان ))
ومن سنة النبي صلى الله عليه وسلم عند النوم – كما جاء في الصحيحين -هذا الدعاء ، وهذا الدعاء جدُّ عظيم ، جِدُّ مفيد لكل بني آدم ، قال النبي عليه الصلاة والسلام – كما في حديث البراء في صحيحي البخاري ومسلم – : (( إذا أويتَ إلى مضجعك ، فتوضأ وضوءك للصلاة ، ثم اضطجع على شقك الأيمن ، وقل : اللهم أسلمتُ نفسي إليك ، ووجهتُ وجهي إليك ، وفوضت أمري إليك ، وألجأت ظهري إليك ، رغبة ورهبة إليك ، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك ، آمنت بكتابك الذي أنزلتَ ، وبنبيك الذي أرسلت – قال عليه الصلاة والسلام – : إن متَ من ليلتك متَ على الفطرة ، وإن أصبحتَ أصبتَ خيرا ))
وفي رواية : (( واجعلهنّ آخر ما تقول ))
اجعل هذا الدعاء آخر ما تقوله عند منامك .
قال ابن القيم رحمه الله – معلقا على هذا الحديث – : (( ولما كان النائم بمنزلة الميت كان بحاجة إلى من يحرسه ، ويحفظ قلبه ، وبدنه من الآفات وكان المتولي لذلك هو الله عزّ وجل الذي فطره وخلقه ))
ومن ثم فإن النبي صلى الله عليه وسلم علّم النائم كلمات التفويض ، والاستسلام ، والرغبة ، والرهبة ، والتوكل على الله عزّ وجل فيستدعي بهذه الكلمات حفظ الله جل وعلا .
ولذا أرشده عليه الصلاة والسلام إلى أن يستذكر أمر الإيمان ، وأن يجعل ذكر الإيمان آخر ما يقول ، لأنه إذا مات مات على الإيمان ، ويكون مصيره إلى الجنة .
ثم قال رحمه الله : ذكر الوجه هنا لأن الوجه أشرف ما في الإنسان ، وهو مجمع حواس الإنسان ، قال : وفيه معنى التوجه ، والقصد ، والإخلاص لله عزّ وجل .
وذكر الظهر وذلك لأن الإنسان حينما يركن بظهره إلى شيء إنما يركن بظهره إلى مَن يثق فيه ، ومن ثم ّ فإنه لا يخاف على نفسه من السقوط .
انتهى كلامه رحمه الله .
أقول ما تسمعون ، وأستغفر الله لي ولكم ، فاستغفروه ، وتوبوا إليه ، إن ربي كان توابا رحيما .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخطبة الثانية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين ، وأشهد ان محمدا عبده ورسوله إمام المهتدين المقتدين ، صلى الله عليه ، وعلى آله ،وصحابته ، وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين .
أما بعد ، فيا عباد الله :
ذكر ابن القيم رحمه الله – كما في الزاد – قال : منَ تدبر نوم النبي صلى الله عليه وسلم ، ويقظته رأى أعدل ، وأفضل ، وأنفع ط§ظ„ظ†ظˆظ… .
فكان عليه الصلاة والسلام ينام أول الليل ، ويستيقظ في الأول من النصف الثاني ، فيستاك ، ويذكر الله عز وجل ، ويتوضأ ويصلي لله عزّ وجل .
فإنه يجمع بين ط§ظ„ظ†ظˆظ… والراحة ، وبين ممارسة الرياضة بهذه الصلاة مع وفور الأجر من الله عز وجل .
وهذا هو غاية صلاح قلب ، وبدن الإنسان في الدنيا ، والآخرة .
ثم قال : ولم يكن عليه الصلاة والسلام يأخذ من ط§ظ„ظ†ظˆظ… فوق حاجته ولم يكن عليه الصلاة والسلام يمنع نفسه مما تحتاج إليه من ط§ظ„ظ†ظˆظ… فكان يفعل ط§ظ„ظ†ظˆظ… على أكمل الوجوه :
ينام إذا دعته الحاجة إلى ط§ظ„ظ†ظˆظ… ، على شقه الأيمن ذاكرا لله عز وجل حتى تغلبه عيناه مع خلو معدته من الطعام والشراب ، فأي حفظ أكمل لصحة القلب ، والبدن ، والروح ، والقوة ، ولنعيم الدنيا ، والآخرة من هذا كله
انتهى كلامه رحمه الله .
قد يعجب البعض : لماذا هذه الخطبة ؟
هذه الخطبة يستبين لنا أبعادها في الخطب القادمة إن شاء الله تعالى .