يظن البعض أن الغذاء القليل الدهون هو الطريقة الوحيدة للتخلص من الوزن الزائد. ويوصي معظم اختصاصيي التغذية باستبدال الدهون بالكربوهيدرات للتخلص من الكيلوغرامات الفائضة. إلا أن العلماء اكتشفوا أخيراً وجود كربوهيدرات السكر البسيطة، الخالية من الألياف – مثل رقاقات البطاطا الخالية من الدهون والبسكويت القليل الدهون- قد لا تكون مفيدة في التخلص من الوزن الزائد. لا بل إن تناول هذه الأطعمة قد يزيد جوعك، مما يدفعك إلى اكتساب المزيد من الوزن في النهاية.
حين يهضم جسمك الطعام، يحول الكربوهيدرات إلى سكر الغلوكوز. ومع ارتفاع مستويات الغلوكوز في الدم. يتلقى البنكرياس رسالة إطلاق هرمون الانسولين الذي يوصل السكر إلى الخلايا. وعند وصول السكر إلى هناك، يتم حرقه فوراً للحصول على الطاقة أو تحويله إلى دهن أو مواد أخرى لاستعماله لاحقاً.
خلال العقدين الماضيين، بدأ العلماء ينتبهون أكثر إلى الغلوكوز والأنسولين. وبعد قياس السرعة التي يمتص فيها الجسم الغلوكوز من الطعام، نجحوا في تصنيف الأطعمة وفق ما يعرف بمؤشر السكر (Glycemic Index).
فالكعكة المقلية والمغلفة بالسكر، مثلاً، تحتوى على الكربوهيدرات البسيطة المتمثلة في الدقيق الأبيض والسكر، ولذلك تتحول بسرعة إلى غلوكوز وتسجل مؤشراً مرتفعاً.
أما الشوفان الذسي يتطلب المزيد من العمل الهضمي للتحول إلى غلوكوز، فيسجل مؤشرسكر أكثر انخفاضاً، علماً أن المؤشر الأدنى يمكمن أن يعني مقداراً أقل من الدهون المحولة.
يمكن الغذاء الغني بالأطعمة ذات مؤشر السكر المرتفع أن يضر بصحتك لأنه يدفع جسمك إلى أقصى الحدود. فعند تناول طعام له مؤشر سكر مرتفع، يزداد مستوى الغلوكوز في الدم، ويتوجب على البنكرياس الإسراع لتلبية طلب الأنسولين.
إلا أن تكرر هذه العملية يوماً بعد يوم يفرض عبئاً كبيراً على البنكرياس. والأسوأ من ذلك، أن الأنسولين الذي يطلقه قد يصبح أقل فاعلية في تطويق السكر. يزيد ذلك من مقاومة الأنسولين، ويكون الأشخاص الذين لديهم هذه الحالة شديدي العرضة للنوع 2 من داء السكري، علماً أن هذا المرض يأتي في المرتبة الخامسة بين الأمراض المسببة للموت في الولايات المتحدة الأمريكية.
والمؤسف أن داء السكري ليس المشكلة الوحيدة، فالمستويات المرتفعة من الغلوكوز تتلف في ما يبدو الأوعية الدموية، كما أن المستويات المرتفعة من الأنسولين قد ترفع ضغط الدم ومستويات الدهون في الدم، فيما تقمع مستويات الكولسترول "الجيد". وتتمثل النتيجة في ازدياد خطر التعرض لمرض القلب.
ووجد بعض العلماء رابطاً بين أن يقمع ط§ظ„ط¬ظˆط¹ بالفعل، يميل الناس إلى الشعور بالجوع أكثر بعد تناول وجبة من الأطعمة ذات مؤشر السكر المرتفع لأن مسةويات الأنسولين ترتفع كثيراً في الدم فيما يهبط مستوى سكر الدم. وتبحث هرمونات الإجهاد، مثل الأدرينالين، عن المزيد من الغلوكوز في الدم.
تتم ترجمة كل ذلك في جوع كبير، ودورار خفيف، وتوق شديد إلى الأطعمة ذات مؤشر السكر المرتفع لأنها قادرة على رفع سكر الدم بسرعة. والمؤسف أن هذه الحلقة المفرغة وخيمة جداً عند الأشخاص الذين يقلصون عدد وحداتهم الحرارية ويحاولون خسارة الوزن.
لا يزال العلماء يدرسون السبب الذي يجعل الطعام يسجل مؤشر سكر منخفضاً أو مرتفعاً، لكنهم يجمعون على أن الأطعمة ذات مؤشر السكر المنخفض تخضع عموماً لمعالجة أقل وتنتمي إلى فئة الألياف أو البروتينات أو الدهون.
وربما أن هذه المواد المغذية تحتاج إلى وقت أطول للهضم، يحتمل أن تشعري بالشبع لوقت أطول من دون أن يصل سكر دمك إلى ذروته ثم ينخفض بسرعة.
إلا أن هذا لا يعني ضروة أن تصبح أسيرة مؤشر السكر. فلا ضير في تناول البطاطا المشوية أو البسكويت بين الحين والآخر. فخلال الأعياد والمناسبات الخاصة مثلاً، يمكنك مشاركة العائلة والأصدقاء الأطعمة اللذيذة ذات مؤشر السكر المرتفع، شرط فعل ذلك بعقلانية وتناول كميات معتدلة.
باختصار يجب ألا يتحول الأمر إلى حمية غذائية طويلة وإنما يفترض أن يصبح تغييراً دائماً في أسلوب العيش.