تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الرقم الفريد !

الرقم الفريد !

  • بواسطة
قصة قصيرة بقلم :أكرم فؤاد <<<<< " دموع الملائكة "
إهداء : للقارئ الكريم الذي احتملني وقبل أن أسمي قصتي بالأرقام,, لعيون عالم الرومنسية الشامخ
أولا :
من خمسة أنواع من الزجاج رأيت عينيه ؛ أسمك هذه الأنواع زجاج نظارتي كعب الكباية ، وأقساها زجاج سيارته المزدوج المضاد للرصاص ، وأقذرها زجاج الأتوبيس الذي أركبه……..سألت الذي يزاحمني مقعدي : هل تعرف انه يتحاشى النظر في عيون المثقفين رغم أنه يذلهم ببناياته المرتفعة وسياراته الفارهة . قال أنت كاذب لأنه يضع علي عينيه نظارة تعكس كل الأشياء القادمة إليه من القدر إلى النظر .!
ثانيا :
بشكل مستفز كان مصرا علي دس عبدة الشيطان ضمن أهل الرسالات السماوية : فهم ينزهون الله عن الصاحبة والولد كالمسلمين ؛ ويمارسون المحبة كالمسيحيين ؛ ويؤمنون أنهم شعب الشيطان المختار كاليهود ؛ ويدعون إلى السلام كأتباع زرادشت أكدت له انهم يؤمنون أن الشيطان أقوي من الله ويصلون له ولا يعترفون بحرمة أو ممنوع .
قال : المجد للشيطان معبود الرياح .
قلت : الله أكبر لا أطيع . لماذا له المجد ؟
قال :لأنه قال لا في وجه من قال نعم .
تدخل صاحبنا ليفك الاشتباك بيننا فسحبني خارجا ، وأكد أنني أدفع الآخرين للتجاوز بحواراتي المحتدة وميولي الراديكالية وآرائي الفجة .
ثالثا :
" خمس ساعات إذا مرت فسوف تكون بصحة جيدة " قالتها الممرضة التي تمضغ لبان بطعم الموز ، وتحدث فرقعات بكعب حذائها المدبب ، وتسرق طعام المرضي ، وتمارس الحب في ساعات متأخرة مع الخريجين الجدد من الأطباء. بصق في وجهي بصقة أغرقتني وسبني وسب والدي ، واعترض عندما أخبرته أنها تقسو بمحقنها علي المرضي غير القادرين علي الدفع !
رابعا :
قال الشاعر الفحل " تنطعت في معطن الجذور ، استدر بولها شغفا ، فتلكأت وأحجمت ، وندحت إلى الأرض " صفقوا له بحرارة بالغة ، وانبرى الناقد الجهبذ يفند كل التعبيرات دون أن نفهم شيئا ، استوقفه شاعر آخر وضع لتوه ساقا علي ساق واضطجع إلى الخلف " نريد أن نعرف معني الأرض " .
خامسا :
لأنني أملك مركزا متميزا في السلم الوظيفي ، ولست صاحب موقع اجتماعي مرموق كان علي أن أقدم أوراق ثبوت الرشوة للوزير مباشرة . خمس قيادات متهمون ، مراقب ؛ ومهندس صغير ؛ مدير عام ؛ ووكيل وزارة . حين أصر مدير مكتب سعادته أن يعرف موضوع الزيارة ،ودخلت فوجدت اثنين بملابس بيضاء ألبسوني قميصا لا أعرفه ولا يعرفني واقتاداني إلي حيث لا أعلم .
اتهمني صاحبي بالتجني فهو يعرف جيدا أن سعادته صرح لي بالخروج من مستشفي المجانين بشرط أن أسافر خارج البلاد.
أخيرا :
قدم لي صاحبنا بطاقة هويته المكتوبة بخط عربي مبهر وزخارف اسلامية رائعة ، وخارطة خضراء من المحيط إلى الخليج عليها صورته تحمل كل دلالات العزة والفخار ونخيل وأهلة ، وتحمل كل معاني القوة والكرامة وسيوف وخناجر، وأختام وتصديقات تحوي صور وأسماء أصحاب السمو ومعالي السادة الرؤساء ، مد يده بها ورأسه قبالة الأرض غير آسف علي ما كان وما هو كائن وقال:
هل تشتري نصيبي في الوطن؟؟؟؟؟؟؟؟
_تمت_

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.