تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الخوف من الله

الخوف من الله

  • بواسطة

الخوف من الله
جُبلت القلوب على محبة من أحسن إليها، وطُبعت على تعظيم وطاعة من أنعم عليها ولو كان مخلوقاً ضعيفاً، فكيف إذاً بالخالق العظيم، والربِّ الكريم، الذي هو أحقُّ من ذُكر، وأحقُّ من شُكر، وأحقُّ من عُبد، وأحقُّ من حُمد، وأجود من سُئل، وأوسع من أعطى، وأكرم من قُصد.
مطالبُ الخلق كلهم جميعاً لديه، وهو أجود الأجودين وأكرم الأكرمين، أعطى عبده قبل أن يسأله فوق ما يؤمِّله، يشكر القليل من العمل وينمِّيه، ويغفر الكثير من الزلل ويمحوه، يحبُّ أن يسأل، ويغضب إذا لم يسأل، فكيف لا تحبُّ القلوب، وكيف لا ترهب من لا يأتي بالحسنات إلا هو، ولا يجيب الدعوات، ويُقيل العثرات، ويغفر الخطيئات ويستر العورات، ويكشف الكربات، ويغيث اللهفات، ويُنيل الطلبات سواه؟!.
لا إله إلا هو؛ الخالق البارئ المصوِّر، المستحقُّ أن يُعبد ويُخاف، وحده لا شريك له.
إن ط§ظ„ط®ظˆظپ من الله عز وجل وخشيته في السر والعلن، من صفات المؤمنين حقَّاً فلقد مدح أهله وأثنى عليهم فقال: (إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُون * وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُون * أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ). [سورة المؤمنون، الآيات: 57- 61].
وعن هذه الآية سألت عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقالت: "يا رسول الله، قولُ الله: (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ): أهو الذي يزني، ويشرب الخمر ويسرق؟! فقال: لا يَا ابنة الصِّدِّيق، ولكنَّه الرَّجل؛ يصوم ويصلي ويتصدق، ويخاف أن لا يُقبل منه".
قال الحسن البصري رحمه الله: "عملوا والله بالطاعات، واجتهدوا فيها، وخافوا أن تردَّ عليهم. إن المؤمن جمع إحساناً وخشية، وإن المنافق جمع إساءةً وأمناً".
إنّ ط§ظ„ط®ظˆظپ من الله فرض على كل أحد، ولهذا عُلِّق على الإيمان، فمن كان مؤمناً حقَّاً خاف الله سبحانه، قال تعالى: (فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ). [سورة آل عمران، الآية: 175].
وقال سبحانه: (وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ). [سورة البقرة، الآية: 40].
وقال جلّ وعلا: (فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ). [سورة المائدة، الآية: 44].
وهذا ط§ظ„ط®ظˆظپ الذي نوَّه الله بأهله في القرآن، ودعا إليه، إنما هو ط§ظ„ط®ظˆظپ القائم على مراقبة الله والخضوع لأمره، وترك المحرمات خوفاً منه وتعظيماً له سبحانه، فهو يستلزم الرجوع إلى الله والاعتصام بحبله وبابه، كما قال بعضهم: "الخوف سوط الله يقوِّم الشاردين عن بابه". وقال آخر: "الخوف سوط الله يسوق به عباده إلى المواظبة على العلم والعمل لينالوا بها رتبة القرب منه سبحانه".
إنَّ ط§ظ„ط®ظˆظپ من الله يدعو صاحبه على محاسبة النفس، وإلجامها بلجام التقوى، والبُعد عن الكبر والعُجب والرياء والحسد، وجميع ما يسخط الرب.

وقال صلى الله عليه وسلّم: "ثلاثٌ منجيات: خشية الله تعالى في السرِّ والعلن، والعدل في الرِّضا والغضب، والقصد في الغنى والفقر. وثلاثٌ مهلكات: هوىً مُتَّبع، وشحٌّ مُطاع، وإعجاب المرء بنفسه". [البزّار والبيهقي، وهو حسن بطرقه].
فالله المستعان وحده، أين ط§ظ„ط®ظˆظپ من الجبار- جل جلاله وتقدست أسماؤه – عند من يتبايعون بالمحرم، ويأكلون السحت، ويأخذون الربا، ويمنعون الزكاة؟!.
أين حقيقة ط§ظ„ط®ظˆظپ من الجليل- سبحانه – عند المتهاونين بالصلاة التي هي عمود الإسلام، وأول ما يحاسب عليه الإنسان؟! وقُل مثل ذلك عند من يؤذون المسلمين بأقوالهم وأفعالهم واستهزائهم.
هل خاف مقام ربه: من يجاهر بالمعصية وفعل المنكر، ومن يستمع إلى المحرم ويشاهد عبر الأفلام والقنوات والمسلسلات ما يفسد الدين والأخلاق؟!.
أوَ ما علم هؤلاء وأمثالهم من أصحاب المعاصي أن الله يعلم ما في أنفسهم وأنهم بين يدي الله موقوفون، وعن أفعالهم محاسبون؟!.
أما يخافون من سوء الخاتمة عندما ينزل بهم الموت فيندمون؟!، ولات ساعة مندم!.

جزاك الله كل خير
وجعله في موازين حسناتك

جزاك الله خير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.