الحكمة في ظ…ظ‚ط§ط¯ظٹط± ط§ظ„ظ„ظٹظ„ والنهار.:
تأمل ط§ظ„طظƒظ…ط© في ظ…ظ‚ط§ط¯ظٹط± ط§ظ„ظ„ظٹظ„ ظˆط§ظ„ظ†ظ‡ط§ط± تجدها على غاية المصلحة والحكمة وأن مقدار اليوم والليلة لو زاد على ماقدر عليه أو نقص
لفاتت المصلحة وأختلفت الحكمةبذلك.
بل جعل مكيالها أربعاً وعشرين ساعة وجعلا يتقارضان الزيادة بينهما فيما يزيد في أحدهما من الآخر يعود فيسترده منه,قال تعالي: ( يُولجُ اللَّيْلَ في النهار ويولج النهار في الليل.) [الحج61].
وفيه قولان, أحدهما: أن المعنى يدخل ظلمة هذا في مكان ضياء ذلك وضياء هذا في مكان ظلمة الآخر.فيدخل كل واحد في موضع صاحبه.
وعلي هذا فهي عامة في كل ليل ونهار.
والقول الثاني: أنه يزيد في أحدهما ماينقصه من الأخر فما ينقص منه يلج في الآخر لا يذهب جملة, وعلى هذا فالأية خاصة ببعض ساعات كل من ط§ظ„ظ„ظٹظ„ ظˆط§ظ„ظ†ظ‡ط§ط± في غير زمن الأعتدال,فهي خاصة في الزمان وفي مقدار مايلج في أحدهما من الآخر وهي في الأقاليم المعتدلة غاية ماتنتهي الزيادة خمس عشرة ساعة فيصير الآخر تسع ساعات, فإذا زاد على ذلك انحرف ذلك الإقليم في الحرارة أو البرودة إلي أن ينتهي إلي حد لا يسكنه الإنسان, ولا يتكون فيه النبات وكل موضع لا تقع عليه الشمس لا يعيش فيه حيوان ولا نبات لفرط برده ويبسه, وكل موضع لاتفارقه كذلك لفرط حره ويبسه والمواضع التي يعيش فيها الحيوان والنبات وهي التي تطلع عليها الشمس وتغيب وأعدلها المواضع التي تتعاقب عليها الفصول الأربعة ويكون فيها اعتدالان خريفين وربيعين.
فصل.
ثم تأمل إنارة القمر والكواكب في ظلمة ط§ظ„ظ„ظٹظ„ والحكمة في ذلك اقتضت حكمته خلق الظلمة لهدوء الحيوان, وبرد الهواء على الأبدان والنبات فتعادل حرارة الشمس فيقوم النبات والحيوان, فلما كان ذلك مقتضى حكمته شاب ط§ظ„ظ„ظٹظ„ بشئ, من الأنوار ولم يجعله ظلمة داجية حندساً لا ضوء فيه أصلاً فكان لا يتمكن الحيوان فيه من شئ من الحركة و لا الأعمال ولما كان الحيوان قد يحتاج في ط§ظ„ظ„ظٹظ„ إلي حركة ومسير وعمل لا يتهيأ له بالنهار لضيق النهار أو لشدة الحر أو لخوفه بالنهار كحال كثير من الحيوان جعل في ط§ظ„ظ„ظٹظ„ من أضواء الكواكب وضوء القمر ما يتأتى معه أعمال كثيرة كالسفر والحرث وغير ذلك من أعمال أهل الحروث والزروع فجعل ضوء القمر بالليل معونة للحيوان علي هذه الحركات وجعل طلوعه في بعض ط§ظ„ظ„ظٹظ„ دون بعض مع نقص ضوئه عن الشمس,لئلا يستوي ط§ظ„ظ„ظٹظ„ ظˆط§ظ„ظ†ظ‡ط§ط± فتفوت حكمة الاختلاف بينهما والتفاوت الذي قدره الله العزيز العليم,
فتأمل ط§ظ„طظƒظ…ط© البالغة والتقدير العجيب الذي اقتضى أن أعان الحيوان على دولة الظلام بجند من النور يستعين به على هذه الدولة المظلمة, ولم يجعل الدولة كلها ظلمة صرفًا, بل ظلمة مشوبة بنور رحمة منه وإحساناً.,
فسبحان من أتقن ماصنع وأحسن كل شئ خلقه.,.
=====
من كتاب{ مفتاح دار السعادة} لأبن قيم الجوزية
تحياتي لكم وعمة الفائدة
اثابك الله بخير الثواب
دمتي في حفظ البارئ