الحمد لله رب العالمين ، غافر الذنب ، وقابل التوب ، شديد العقاب .. ذى الطول لا إله إلا هو إليه المصير .. يحب التوابين ويحب المتطهرين .. يبسط يده سبحانه وتعالى بالليل ليتوب مسئ النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسئ الليل ، يفرح بتوبة عبده التائب المنيب الذى علم أنه له ربا يقبل ط§ظ„طھظˆط¨ط© ويعفو عن كثير ، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم .. معلم الناس الخير .. علمنا وأخبرنا فقال كما جاء فى الحديث القدسى عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " قال الله تعالى : يا بن آدم إنك ما دعوتنى ورجوتنى غفرت لك على ما كان منك ولا أبالى ، يا بن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتنى غفرت لك ، يا بن آدم إنك لو أتيتنى بقــُراب الأرض خطايا ثم لقيتنى لا تشرك بى شيئا ، لأتيتك بقــُرابها مغفرة " رواه الترمذى وقال حديث حسن صحيح .. وبعد ….
فقد خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان فى أحسن تقويم ومنحه العقل ، وميزه على جميع المخلوقات ، وبين له طريق الهداية والغواية ، وجعله غير معصوم ، ثم ابتلاه وامتحنه ، فكان بعد ذلك إما شاكرا وإما كفورا ..
هذا الإنسان تتجاذبه دوافع الخير وعوامل الشر ، وتتقاذفه دوافع الصلاح والتقوى ، وتسحبه زوابع الشهوات والهوى ، تتناوبه مرة رقابة الله تعالى ، وتسيطر عليه مرة أخرى الغفلة والإعراض عن الطريق القويم ، فتراه مرة يقبل على الله بالأعمال الصالحة والأوامر والرشاد ، وتارة أخرى يدبر ويبتعد عن طريق الصالحين .. فهو بهذا مرة مع أولياء الرحمن ، وأخرى مع جند الشيطان .
فكانت رحمة الله تعالى بهذا الإنسان المخلوق الضعيف أن فتح له باب ط§ظ„طھظˆط¨ط© ، وأمره بالإقبال عليه والإنابة إليه ، كلما تغلب عليه جانب الهوى والزيغ والضلال فتلوث بالآثام والمعاصى ، ونكتت فى قلبه نكت سوداء من مخالفة المأمورات ، واقتراف المحرمات التى غطت جوهرة القلب والصفاء .
لهذا نجد الحق تبارك وتعالى يخاطب المؤمنين خاصة ، يحضهم ويحثهم على ط§ظ„طھظˆط¨ط© والإستغفار والرجوع ليكونوا من المفلحين الفائزين .. قال تعالى :
( وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ) ( النور 21 ) .
( يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا ) ( التحريم 8 ) .
.
——————————————————————————–
الأمر بالتوبة والحض عليها (1)
ذكرت ط§ظ„طھظˆط¨ط© فى القرآن الكريم بين دعوة إليها ، وترغيب فيها وثناء عليها فى بضع وثمانون آية .
قال الله تعالى :
( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ) ( البقرة 222 ) .
وقال تعالى :
( و إذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فإنه غفور رحيم ) ( الأنعام – 54 ) .
وقال تعالى :
( وإنى غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ) ( طه – 82 ) أى أقام على إيمانه حتى مات .
وقال عز وجل :
وهو الذى يقبل ط§ظ„طھظˆط¨ط© عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون ) ( الشورى – 25 ) .
وقال تعالى فى معرض الثناء :
( التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر ، والحافظون لحدود الله ، وبشر المؤمنين ) ( ط§ظ„طھظˆط¨ط© – 112 ) .
الأمر بالتوبة والحض عليها (2)
قال تعالى:
( إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا ) ( الفرقان 70 – 71 ) .
وقال الله تعالى :
( يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجرى من تحتها الأنهار يوم لا يخزى الله النبى والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم ) ( التحريم – 8 ) .
وقال الله تعالى :
( الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير * ألا تعبدوا إلا الله إننى لكم منه نذير وبشير * وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذى فضل فضله وإن تولوا فإنى أخاف عليكم عذاب يوم كبير ) ( هود 1 – 3 ) .
وقال سبحانه وتعالى :
( قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ) ( الزمر 53 ) .
وقال تعالى :
( وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم ) ( ط§ظ„طھظˆط¨ط© – 102 ) .
وقال تعالى :
( ألم يعلموا أن الله هو يقبل ط§ظ„طھظˆط¨ط© عن عباده ويأخذ الصدقات وأن الله هو التواب الرحيم )
( ط§ظ„طھظˆط¨ط© 104 ) .
أحاديث نبوية فى ط§ظ„طھظˆط¨ط© (1)
عن ابن عمر رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" يا أيها الناس توبوا الى الله ، فإنى أتوب إليه فى اليوم مائة مرة " رواه مسلم .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إنى لأستغفر الله وأتوب إليه فى اليوم أكثر من سبعين مرة " رواه البخارى .
وعن أبى موسى الأشعرى رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسئ النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسئ الليل حتى تطلع الشمس من مغربها " رواه مسلم .
وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه " رواه مسلم .
وجعل ماكتبتيه في موازين حسناتكـ